في الدوحة امتعنا منتخب الجزائر أداء وروحا وواجه أصعب المنتخبات العربية وهزم قطرالمنتخب المضيف الذي مازال يحمل على رأسه تاج آسيا برغم أنه اعتمد على لاعبين ينشطون في بطولات عربية. ولو كنت مكان بالماضي مدرب الجزائر لاعتمدت في مباراة سيراليون على التشكيلة التي لعبت في الدوحة. فهذه التشكيلة التي هزمت أقوى المنتخبات العربية لا أعتقد أنها ستعجز أمام السيراليون مع احترامي لطموح هذا المنتخب.
لست مع من يعتبرون أن لقاء الغد بين المنتخب التونسي والمنتخب المالي هو لقاء المصير.. إنه لقاء عادي بين فريقين متقاربين في المستوى و انتصار أحدهما لا يعني الترشح كما أن انهزام احدهما لا يعني الخروج من كأس إفريقيا للأمم.
دور المجموعات يجب أن نخوضه إلى نهايته ودون حسابات مسبقة.. نخوضه بعقلية الانتصار في كل مباراة و لنترك الحسابات إلى النهاية.
أحداث انطلاق كأس إفريقيا للأمم يوم أمس في الكاميرون يمكن اعتبارها انتصارا..
انتصار للقارة الإفريقية التي حافظت على حقها في أن يكون لها مثل هذا الملتقى الرياضي الكبير في المكان الذي تم اختياره وفي الموعد الذي تم تحديده.
انتصار للكاميرون التي أرادوا حرمانها و حرمان شعبها من حقه في أن يقيم عرسا لكرة القدم تشرئب له أعناق بلدان العالم و تلتفت فيه عينا العالم إلى هذا البلد الطامح.
زملائي الإعلاميين الموجودين اليوم في الكاميرون , من تونس أرفع لكم القبعة وأحيّي الحماس الذي فيكم والذي دفع بكم إلى هذه “المغامرة” من أجل أن تنقلوا لنا المعلومة و تصفوا لنا المشهد وتوثقوا أحداث كأس إفريقيا للأمم
إننا نقف اليوم على إعلام يفقد وظيفته ويعجز على التصدي إلى الانتصاب الفوضوي والعشوائي الذي يغتال ساحته ليجد نفسه في مواجهة كل التهم التي حولت خبره إلى خرافة ورأيه إلى ارتزاق.
وجدي كشريدة كان دائما من أولويات منذر الكبير منذ تولى تدريب نسور قرطاج. وهو معجب به جدا وكان دائما يضعه على رأس اختياراته في التشكيلة الأساسية. فضلا عن ذلك فإن ما عرفناه عن اللاعب هو الجدية ورفعة الأخلاق والتفاني في أداء الواجب والعلاقات الجيدة مع كل عناصر المجموعة مما أعطاه مكانة خاصة في قلوب الجميع.
حدهم قال، والعهدة على الراوي، إن تونس من أغنى بلدان العالم، ولما سئل أن يفسر ذلك أجاب بأن هذا البلد ومنذ مئات السنين وهو ينهب إما من الغزاة أو من ولاة أمر شعبه ورغم ذلك فإن هذا الشعب مازال يصمد ويبدع أيضا وهذه البلاد مازالت تقف شامخة متحدية.
خلال ندوة صحافية منذ يومين، قال جمال بلماضي مدرب المنتخب الجزائري، إن فريقه إذا ما عبر دور المجموعات فإنه سيجد نفسه في مواجهة نيجيريا، أو مصر أو مالي أو تونس، وأشار انه مهما كان المنافس من بين هؤلاء فإن المباراة ستكون نهائيا قبل الأوان وواصل حديثه مؤكدا أن المنتخبات الأربعة المذكورة مرشحة بقوة للوصول إلى النهائي.
ليس أفضل من هذا الدعاء نفتتح به عامنا الجديد، حبا لهذه البلاد التي مات من أجلها الرجال و نهش لحمها الأنذال.
حفل النوبة فيه إسماعيل الحطاب واحد من أفضل وأرقى ما جاد به الفن في تونس،