شهدت فعاليات منتدى الدوحة توقيع مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اتفاقيتي شراكة مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والجيل المبهر ، برنامج الإرث الإنساني والاجتماعي في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، لتقديم مجموعة من مبادرات كرة القدم لتمكين الشباب وأفراد المجتمع في قطر، ويمتد تأثيرها إلى ما بعد إسدال الستار على منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022™.
وفي ضوء الاتفاقيتين؛ تعمل الأطراف المشاركة على إطلاق برنامج “كرة القدم للمدارس” في قطر، وهي مبادرة يديرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتهدف إلى الإسهام في تعليم حوالي 700 مليون طفل في كافة أرجاء العالم، وتزويدهم بالدعم والتمكين اللازم لتحقيق النمو والازدهار، إلى جانب مساعي البرنامج في جعل هذه الرياضة في متناول الفتيان والفتيات في جميع أنحاء العالم، عبر دمج أنشطة كرة القدم في المنظومة التعليمية.
وقّع على الاتفاقيتين كلٌ من سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وسعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، والسيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وبهذه المناسبة، صرحت سعادة الشيخة هند بنت حمد: “إن استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 هو حدث بالغ الأهمية لنا وللمنطقة ككل، ومن خلال إطلاق برنامج كرة القدم للمدارس بالشراكة مع مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وبرنامج الجيل المبهر ستتوفر منصة رقمية تعليمية تفاعلية وتدريب عملي موجه لجيل الشباب لتمكينهم وإمدادهم بالمهارات الحياتية اللازمة لبناء مستقبلهم. ومن خلال تعاوننا مع مؤسسة الفيفا وبرنامج الجيل المبهر، فإننا نُسهم في تكريس أهميّة كرة القدم لبلوغ الأهداف المنشودة للتنمية المستدامة من خلال تكامل منظومة التعليم والصحة، والتقدّم الاجتماعي بما يمتد أثره على مجتمعنا إلى ما هو أبعد من بطولة كأس العالم قطر 2022.”
من جانبه، قال السيد حسن الذوادي: “نفخر بشراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والتي تسلّط الضوء على الأهمية التي نوليها لرياضة كرة القدم كأداة عالمية تُعزز التنمية المستدامة وتوفر للشباب فرصاً فريدة تُثري حياتهم.”
وأضاف الذوادي: “مع استعداد دولة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم قطر 2022، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، فإننا نتطلّع إلى اغتنام شراكتنا مع مؤسسة الفيفا لنُسهم في تحقيق إرث إنساني واجتماعي هادف في المنطقة وخارجها.”
من جهته قال السيد جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): “إنه لشرف كبير لنا أن تتعاون مؤسسة الفيفا رسمياً مع الجيل المبهر، ومؤسسة قطر. ويشكل تسخير قوة كرة القدم لإحداث تأثير إيجابي في المجتمع هدفاً نسعى لتحقيقه ومسؤولية نتشاركها في المؤسسات الثلاثة المشاركة في الاتفاقية، كما أن الاستفادة من الرياضة في تمكين الجيل القادم يتصدر قائمة أولوياتنا جميعاً. ونتطلع إلى العمل سوياً خلال الأشهر والسنوات القادمة في عدة مشاريع مشتركة، وخصوصاً لتقديم برامج كرة القدم في المدارس في قطر.”
وإلى جانب توقيع مذكرتي التفاهم، استضافت مؤسسة الفيفا ومؤسسة قطر والجيل المبهر الفعالية الختامية لبرنامج الفيفا لكرة القدم للمدارس في نادي الجيل المبهر المجتمعي، بالقرب من استاد لوسيل المونديالي الذي سيشهد نهائي كأس العالم قطر 2022 في 18 ديسمبر المقبل، بانضمام أكثر من 80 طالب من مدارس قطر للمشاركة في منافسات كرة القدم وأنشطة تعليمية مع ثلاث من نجوم كأس العالم، هم يوري دجوركاييف، المدير التنفيذي لمؤسسة الفيفا، إضافة إلى اثنين من أساطير كرة القدم هما الأسترالي تيم كهيل، والهولندي نايجل دي يونج.
ويتضمن برنامج كرة القدم للمدارس تطبيقاً رقمياً مجانياً يتوفر على متجري “جوجل بلاي” و”أبل ستور” ويشمل وحدات تدريبية متنوعة تستهدف مساعدة معلمي التربية البدنية والمدربين وأولياء الأمور على إدارة أنشطة برنامج “كرة القدم للمدارس” ودعمها بشكل أفضل في المدارس والمجتمعات. وقد أسهمت مؤسسة قطر والجيل المبهر في الجوانب المتعلّقة بالاستدامة والشمولية؛ إذ تُقدّم الوحدات الخاصة بالشمولية إرشادات حول كيفية تعزيز الوصول الميّسر في البرنامج، في حين توفر وحدات الاستدامة معلومات حول الابتكار في التعليم.
وتتيح اتفاقية الشراكة التي جرى توقيعها بين مؤسسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والجيل المبهر، لكلا الطرفين بذل مجهود مشترك للعمل على تحسين كرة القدم لمبادرات التنمية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتطوير مبادرات التعليم الرياضي، وذلك لبناء مزيد من القوى العاملة والمهارات البشرية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتوفر الشراكة برنامجاً لكلا الجهتين لتطبيق هذه المبادرات المشتركة برؤية من أجل الاندماج والتماسك الاجتماعي.
يشار إلى أن برنامج كرة القدم للمدارس يدعم تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وقد تم إطلاق مراحل تجريبية منه في عام 2019 في كلٍ في بورتوريكو ولبنان، وكان للاتحاد القطري لكرة القدم ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي دور فاعل في إطلاق هذه المبادرة داخل قطر.