خمس قطع نقدية ذهبية نادرة ذات قيمة علمية وتاريخية بقطر طوله 2.4 سنتمترا تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد إبّان الفترة البونية، تمّ اكتشافها مطلع شهر أوت الحالي بمعبد “التوفاة” البوني بقرطاج، وفق ما توصّلت إليه الحفريات المقامة حاليا بالمعبد والتي كانت انطلقت منذ سنة 2014، تحت إشراف فريق تونسي يعود بالنظر للمعهد الوطني للتراث.
وتوصّل فريق البحث والخبراء المتكوّن من الأساتذة عماد بن جربانية وتوفيق الرديسي وأحمد الفرجاوي وكوثر الجندوبي ونسرين مداحي وخديجة العريبي ووليد خلفلي، إلى اكتشاف جِرار بها هياكل عظمية لحيوانات أو لأطفال أو للاثنيْن معا في الجرّة نفسها، علما أن معبد “التوفاة” البوني للآلهة “بعل حمون” و”تانيت” قرطاج مخصّص لدفن الخدّج والرضّع وقد وقع الإشارة إليهم في هذه المساحة المكتشفة حديثا ببعض النصب النذرية التي تحمل بعض النصوص والرسومات. ومن أهمّ الاكتشافات الأخرى التي توصّل إليها الباحثون هي النصب والسيراميك.
ويرجّح الباحثون أن هذه القطع النقدية الذهبية النادرة قد قُدّمت كقربان للآلهة “بعل حمون” و”تانيت” على يد أشخاص أثرياء.
ولاحظ أستاذ البحوث بالمعهد الوطني للتراث عماد بن جربانية، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء اليوم الجمعة، أن النقود الذهبية المكتشفة والتي تحمل تحمل صورة الإلهة “تانيت” (رمز الأمومة والخصب والنماء عند القرطاجيين) هي اكتشاف هام نظرا لندرة هذه القطع وهي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وتعكس القوة الاقتصادية للإمبراطورية القرطاجية والإزدهار الذي عرفته في تلك الحقبة.
وبيّن أن هذه الاكتشافات تُبرز قيمة معبد “بعل حمون” و”تانيت” عند القرطاجيين وما يقدّمه هذا المعبد من معلومات جمّة عن الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية في تلك الفترة. وتُترجم هذه القطع النقدية الذهبية المكتشفة الإزدهار الذي بلغته الإمبراطورية القرطاجية في تلك الفترة قبل سقوطها سنة 146 قبل الميلاد وتدميرها على يد الرومان.
وتمسح هذه الحفرية، المقامة على طريق معبّدة، حوالي 25 مترا طولا وبعرض ناهز 5 أمتار إلى جانب عمق أرضي قارب الخمسة أمتار. وبسبب تراكم المياه سيعمل فريق البحث على توسيع هذه الحفرية في هذا الموقع الأثري.
وتجدر الإشارة إلى أن فريقا تونسيا من المعهد الوطني للتراث ومن الجامعة التونسية يقومون للمرّة الأولى بهذه الحفريات في هذا المعبد البوني الذي تمّ اكتشافه سنة 1921 ميلادي.