عندما استلم لويس دي لا فوينتي تدريب منتخب إسبانيا لكرة القدم في ديسمبر، لم يتوقع كثيرون أن يكون نجم فريقه في مبارياته الأولى، المهاجم المخضرم خوسيلو.
نظراً لعمله الطويل مع منتخبات الفئات العمرية، كان من المتوقع أن يلجأ المدرب المغمور الذي حلّ بدلاً من لويس إنريكي المقال من منصبه، إلى المواهب الإسبانية الصاعدة.
لكن نقطة الارتكاز في تشكيلته حتى الآن كانت المهاجم البالغ 33 عاماً، بعد تسجيله ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات، بينها هدف الفوز المتأخر ضد إيطاليا الخميس في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية في كرة القدم.
جاءت كل أهداف «الجوكر» خوسيلو بعد نزوله بديلاً، مع ثنائية متأخرة ضد النروج في مباراته الدولية الأولى في مارس، ما منحه موقعاً أساسياً ضد اسكتلندا ضمن تصفيات كأس أوروبا 2024. كانت ليلة صعبة للإسبان في ظل تألق سكوت ماكتوميني، لتحوم شكوك حول المشروع الجديد لمنتخب لا روخا، رغم أن خوسيلو أصاب القائم في أخطر فرص بلاده في تلك المباراة.
لكن هدف خوسيلو في انسخيده الهولندية أعطى قوّة دفع جديدة وأبعد الذئاب الجاهزة للانقضاض على المنتخب الأيبيري.
وفيما تسارع المنتخبات عادة باستدعاء اللاعبين المتألقين مع أنديتهم، تبدو قصة خوسيلو معكوسة، مع سعي ريال مدريد لجلب لاعبه السابق، إثر تأديته المميزة في المباريات الدولية.
يُعدّ خوسيلو، هداف إسبانيول الكاتالوني، من اللاعبين الذين يعتمد عليهم دي لا فوينتي، خلافاً للمدرب السابق إنريكي.
بحث مدرّب برشلونة السابق عن التحرّك السريع واللمسات الأولى، مع لاعبين قادرين على تطبيق أسلوبه، مفضلاً أمثال ألفارو موراتا على القوّة الجسدية والقدرات الهوائية في الكرات الرأسية.
استهل دي لا فوينتي المباراة مع مهاجم أتلتيكو مدريد ضد إيطاليا الخميس، لكنه لجأ إلى الخطة “ب”، فدفع بخوسيلو في خطوة لم يكن انريكي ليلجأ اليها بسبب تمسّكه بافكاره.
بعد أربع دقائق، هزّ لاعب ستوك سيتي ونيوكاسل يونايتد الإنجليزيين سابقاً. خدع الدفاع الإيطالي وسجّل هدف الفوز من مسافة قريبة.
شرح المهاجم الفارع الطول (1.92 م) “هي مسألة ايمان”.
وينوي دي لا فوينتي الابقاء على الايمان باللاعب المتنقل بين إسبانيا والمانيا وإنكلترا “كان جيداً جداً مع ناديه، ومعنا يلعب بشكل استثنائي”.
تابع “نخطّط للتعويل عليه باستمرار لأنه يستحق ذلك”.
– لحظات نادرة –
وضع هدف خوسيلو منتخب إسبانيا على أعتاب إحراز أول ألقابه في أكثر عشر سنوات.
بعد إحرازه ثلاثة ألقاب كبيرة متتالية في كأس أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، بدا وكأن إسبانيا ستهيمن على المشهد الكروي العالمي، لكنها تراجعت تدريجاً.
بعد استعادة أسلوب التمرير السريع واللعب المباشر، تأمل إسبانيا في بدء حقبة جديدة مع دي لا فوينتي.
يتطلع خوسيلو إلى أوّل ألقابه أيضاً، باستثناء لقب الدوري 2011 مع ريال مدريد، عندما خاض مباراة وحيدة في الموسم.
حمل اللاعب المولود في شتوتغارت ألوان أندية في إسبانيا، المانيا وإنكلترا، لكن بروزه دولياً حصل في خريف عمره الكروي.
قال الجمعة “العمر مجرّد رقم”.
سجّل أفضل رصيد الموسم المنصرم، مع 17 هدفاً في مختلف المسابقات رغم هبوط فريقه إلى المستوى الثاني من الدوري الذي حلّ ثالثاً في ترتيب هدافيه (16).
مع رحيل الفرنسي كريم بنزيمة إلى السعودية، البلجيكي إدين هازار، الدومينيكاني ماريانو دياس، قد يحصل على كرسي في ملعب سانتياغو برنابيو، فيما تشير الصحف المحلية إلى ان إعارته قريبة من إسبانيول إلى الفريق الملكي.
قبل ذلك الوقت، قد يرفع لقبه الأول، عن استحقاق، بحال فوز إسبانيا بلقب دوري الأمم في النهائي على كرواتيا الأحد.
علّق خوسيلو على أخبار الانتقالات “في ما يتعلق بالشائعات، أريد التركيز على نفسي هنا، كان يوم أمس جميلاً”.
تابع “أراد ابني البكر الجري في أرض الملعب. هكذا لحظات هي نادرة”.