رياضة

عودة الجريء إلى تونس بين «البيع والشراء» والسقوط على الرأس من الوراء

رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم مع جلال القادري ومنذر الكبير وحسين جنيح

مساء النزاهة والعدل لمن في أخلاقه نزاهة وعدل..

فعلا بلغت بنا أزمة القيم طريقا مسدودا استوى فيه الأصيل بالهجين فاستفحل الأمر حتى استحال تمييز الأصيل عن الهجين الملتحف بجبة الأصالة..

يعتقد وديع الجريء أن دخوله وخروجه إلى ومن تونس حدث قومي وقضية رأي عام تستوجب «الشراء» ونسي رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم أن «البيع» هي القضية الأساسية التي تشغل الإعلام التونسي، أو على الأقل تشغل النسبة الضيئلة في الإعلام والتي ظلت عصيّة عن الانضمام إلى جوقة المطبلين الصاغرين «الناعمين» الذين لا يهشّون ولا ينشّون ولكنهم يبيعون، بل ويبيعون الثمين بتراب المال..

«البيع» هو أم القضايا في ملف رئيس الجامعة وليس«الشراء».. بيع سمعة الكرة التونسية بأبخس الأثمان، دونما خجل وبلا أي واعز من غيرة وحميّة على رياضة جعلت تونس من الرواد في القارة منذ سبعينات القرن الماضي ثم وصلت إلى الحضيض في عهد الدكتور الذي يخصص 99% من وقته وجهده ووقت وجهد جوقته لتبييض صورته الشخصية ولتذهب صورة الكرة التونسية إلى الجحيم.

كنا نعتقد أن أول كلمات وديع الجريء بعد فضيحة مشاركة تونس في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، وهو الذي لم ينبس ببنت شفة طوالها، هي الاعتذار عن الوجه القبيح الذي قدمته جامعته في تلك الدورة، أو على الأقل توضيح مواطن الخلل إن كان يرى أنها خارجة عن نطاقه كالعادة.. ولكن الطبيب سكت أسابيع وأسابيع ثم تكلم ليحدثنا عن «الشراء» الذي صنعه في مخيّلته حتى يصبح تكذيب «هروبه» من العودة إلى تونس قضية رأي عام..

لم يتكلم الجريء عندما جعلت ضربة الشمس جاني سيكازوي يذبح المنتخب التونسي من الوريد, ولم يتكلم الجريء بعد رفض الاستئناف التونسي لقرار اعتبار مالي فائزة والحال أن عدم عودة اللاعبين لاستئناف الدقائق المبتورة كان قراره الشخصي.. ولم يتكلم الجريء عندما كان اسم تونس مقترنا بالحالات الإيجابية لكوفيد خلال الدورة والحال أن الإشاعات التي أطلقها بعض أفراد جوقته عن مصداقية المخبر السويسري للتحاليل تمسه هو شخصيا وهو رئيس اللجنة الطبية للكنفدرالية الإفريقية.. لم نسمع للجريء صوتا في تقييم المشاركة التونسية في «الكان» ولكن سمعنا الصوت الشنيع لفعله عندما تمت إقالة المنذر الكبير وهو لم يصل بعد إلى منزله في بنزرت حتى يلبس شماعة الفشل ويدفع الفاتورة بمفرده.

سكت الطبيب الذي تسبب في أغلب علات الكرة التونسية في العقد الأخير، إما بالتشخيص الخاطىء وإما بإعطاء العلاج غير الملائم، سكت طبعا خوفا على مقعده الجديد في «الكاف» ولم يتكلم إلا للحديث (في صفحته على الفايسبوك) عن مسألة شخصية لا تهم الكرة التونسية ولا الجامعة لا من قريب ولا من بعيد.. تكلم مطلقا كالعادة الاتهامات يمنة ويسرة مغلّفا إياها بنعرة جهوية مقيتة (أصيل هذه السلالة) مستعملا معجما حربيا هجينا (الرصاص والاستشهاد والعزّل) واضعا الحكاية برمّتها على كاهل «ميسورين» قاما ب «شراء» الصفحات لتوظيفها لبث «الإشاعات والسموم» ضده هو الضحية البريئة كالعادة..

يبقى من الواجب علينا «شراء» نصيحة «نبيعها» لوديع الجريء بالمجان ودون أن ننتظر منها جزاء ولا شكورا، إن كان طبعا مازال يقبل النصيحة «المشتراة» من سوق الحق لا «المباعة» في سوق الباطل، ومفاد نصيحتنا لرئيس الجامعة هداه الله وأصلح رأيه أن يترك «لعبة» تحريك النعرة الجهوية فهي لم تعد تليق به في هذا السن وأن ينكب سريعا بمجرد «عودته» إلى تونس على ملف إنقاذ الكرة التونسية التي لم يبق بينها وبين القاع إلا مرمى حجر واحد لا غير..

Tagged , , ,

About طارق الغديري

صحافي تونس مؤسس ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني التونسي www.zajel.tn وهو ممثل تونس في التصويت على جوائز "الأفضل" للفيفا FIFA Awards منذ إنشائها سنة 2017
View all posts by طارق الغديري →