صومعة الجامع الكبير في مدينة تستور التونسية تضم ساعة قديمة غير عادية تتحرك عقاربها للخلف، من اليمين إلى اليسار، لكن أرقامها لها نفس ترتيب تلك في الساعات العادية.
وقال رئيس جمعية حماية المدينة رشيد سوسي “الساعة المعكوسة اتجاه عقاربها من اليمين إلى اليسار، هناك تفسيرات كثيرة خاصة التفسير الذي يقول إن الطواف حول الكعبة من اليمين إلى اليسار، الكتابة العربية من اليمين إلى اليسار، الجري في الملاعب الأولمبية من اليمين إلى اليسار، هناك عدة تفسيرات لكن التفسير الذي لدينا هنا في تستور هو الحنين إلى الأندلس حيث إن منطقة الأندلس في يسار الخريطة”.
الجامع شيده المهندس الأندلسي محمد تغرينو بين عامي 1610 و1630 ميلاديا. وعاش تغرينو، الذي فر من جنوب إسبانيا، وسط المجتمع المحلي في المدينة.
وذكر سوسي “الجامع الكبير بتستور بناه محمد تغرينو بداية من 1610 إلى 1630 بقوا قرابة 20 سنة فيه، فيه عدة مكونات هي بيت الصلاة، ساحتان مبلطتان بالأثار الرومانية والبيزنطية، صومعة، ماجل يجمع فيه الماء، ومزولة وهي ساعة شمسية”.
وأضاف “عندما أتى الأندلسيون وبنوا الجامع الكبير أعادوا رسكلة المواد التي توجد في تستور مثل الأثار الرومانية والبيزنطية خاصة في الأعمدة، في التيجان والأرضية، واستعملوا المواد المحلية في البناء”.
وقال “هذه العلامة مكتوبة باللاتينية ‘سيزر، ماكسيموم، إمبراطور هذه الدول”.
الجامع وساعته الفريدة من أهم الأماكن السياحية في المنطقة ويجتذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
وقال واحد من سكان تستور اسمه نوري فرياني “أي زائر لمدينة تستور يستوقفه الطبيعة المعمارية لهذا الجامع، إللي هي طبيعة معمارية أندلسية، والخاصية إللي فيه هي الساعة الموجودة في المنارة بتاع الجامع، وإللي هي ساعة فريدة من نوعها في العالم تقريبا، وقع ترميمها أخيرا من 8 سنوات، والعقارب بتاعها تمشي عكس عقارب الساعة العادية”.
ويصف السكان الساعة المعكوسة بأنها رمز للمدينة ومصدر فخر لسكانها. ويعتقد الكثيرون أنها تعد أيضا رمزا للتعايش.
وذكر سوسي “صومعة الجامع الكبير بتاع تستور فيها ما يمثل الثلاثة ديانات، الإسلام طبعا، نجمة داود التي نعرفها، وكذلك التثليث المسيحي إللي موجود في شكل ثلاث كورات (كرات)، والثلاث كورات دول يمثلوا تثليث الأب والابن والروح القدس، ورموز الديانات الثلاثة تدل بدون أي شك على التسامح الموجود بين مختلف القاطنة الموجودة في تستور”.