بدأ أكثر من 150 لاجئا إفريقيا غير نظامي (حارق)، الإثنين، اعتصاما مفتوحا أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في مدينة جرجيس جنوبي تونس؛ للمطالبة بترحيلهم إلى خارج البلاد.
وقال أحد المهاجرين وهو سوداني “لدينا بطاقة لاجئ ولكن هذه المنظمة لا تهتم بنا ونحن مهمشون والأوضاع هنا غير إنسانية”.
وردّد المحتجون ومن بينهم نساء وأطفال هتافات من بينها “إجلاء فوري” و”لا للاندماج في تونس”.
كما حمل بعضهم لافتات كتب عليها “أين الحق المشروع للاجئين؟” و”لا يوجد مستقبل في تونس” و”نحن في خطر”.
وغالباً ما يعبّر المهاجرون وغالبيتهم من دول افريقيا جنوب الصحراء عن غضبهم من تعرضهم للعنف اللفظي والجسدي في تونس.
وجزء كبير من المهاجرين الواصلين إلى تونس عبر ليبيا تم انقاذهم في عمليات نجدة تقوم بها قوات خفر السواحل في عرض البحر.
وتفيد أرقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أنه في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021، اعترض خفر السواحل التونسيون نحو 19500 مهاجر كانوا يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط.
وقال أحمد عبد اللّه آدم، الناطق باسم اللاجئين، لوكالة الأناضول: “دخلنا في اعتصام مفتوح أمام مقر المفوضية، للمطالبة بترحيلنا من تونس.. يوجد من (اللاجئين من) لديه 3 و5 سنوات في تونس ولم تتم إلى الآن عملية تسوية وضعيته (ترحيله إلى أوروبا)”.
وتابع: “نواجه الكثير من الانتهاكات والتنكيل بنا من قبل بعض أعوان مكتب المفوضية في تونس، حيث تم إخراجنا مؤخرا من المبيتات التي كنا نسكن فيها، ونبيت الآن في العراء”.
وحول الدولة التي يريدون ترحيلهم إليها، قال آدم: “لا يهمني أن أذهب إلى دولة إفريقية أو أي دولة أوروبية، المهم عندي أن أعيش بكرامة”.
وأوضح أن “كل اللاجئين الموجودين في جرجيس دخلوا (تونس) عبر (البحر) المتوسط خلال الأعوام الأخيرة بعد تعطل قواربهم في البحر”.
وسنويا، يصل إلى سواحل تونس الجنوبية مئات اللاجئين الأفارقة بعد تعطّل قواربهم في البحر، خلال توجههم بطريقة غير نظامية من ليبيا إلى إيطاليا، على أمل الظفر بحياة أفضل في أوروبا.
وحمَّل آدم مسؤولية أوضاعهم إلى “المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين وبقية شركائها في تسوية ملفاتهم، وبينهم المعهد العربي لحقوق الإنسان (مستقل)”.
فيما قالت عوضيّة حسن عمين، وهي لاجئة: “تم إخراجنا من المبيتات وأصبحنا نعيش في العراء ولدينا أطفال صغار وحالات مرضى، لا نعرف أين نذهب (؟!)، قمنا بالاحتجاج لمدة 5 أيام لنطالب بتسوية وضعيتنا”.
أما ياقين، وهي طفلة من السودان (10 سنوات)، فقالت للأناضول: “جئت إلى تونس بعد أن طردتنا الحرب في السودان، ولنا 3 سنوات هنا وننتظر أن نسافر، ونريد الإجلاء الفوري من تونس “.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في جرجيس بشأن تحرك ومطالب هؤلاء اللاجئين غير النظاميين.