يبدو أن حلم المغرب الذي يراوده منذ ثلاثين عاما، لتنظيم بطولة كأس العالم، بات تحققه أقرب من أي وقت مضى، بعدما أعلن عن ترشحه لتنظيم مونديال 2030 إلى جانب جارتيه الشماليتين إسبانيا والبرتغال.
ويدعم الملف المشترك قوة ملاعب الدول الثلاث، وضمان المغرب أصوات العرب وإفريقيا، فضلا عن خبرته الناتجة عن استضافته مؤخرا تدريبات منتخبات إفريقية، وبطولات قارية ودولية كبيرة.
وفي 14 مارس الجاري، أعلن المغرب عن تقديم ملف ترشيحه، وذلك في رسالة للملك محمد السادس، تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى أمام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”.
وقال العاهل المغربي، إن بلاده “قررت الترشح المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030″، مؤكدا أن الملف سيربط بين إفريقيا وأوروبا، وشمال البحر المتوسط وجنوبه.
وترصد الأناضول، وفق معلومات تاريخية، محاولات المغرب للفوز بتنظيم كأس العالم لكرة القدم، منذ محاولته الأولى قبل نحو 30 سنة، وحتى إعلانه الأخير.
المحاولة الأولى
حلم احتضان كأس العالم لدى المغرب ولد سنة 1994، وهي المرة الأولى التي تقدم فيها بترشحه لتنظيم المونديال، ونافس حينها البرازيل والولايات المتحدة، إضافة إلى تشيلي التي سحبت ترشيحها قبل بداية التصويت.
وأمام ملف الولايات المتحدة ضاعت فرصة التنظيم على المغرب، إذ حازت أمريكا على 10 أصوات من أصل 19 عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، مقابل 7 أصوات للمغرب، وصوتين للبرازيل.
المحاولة الثانية
وفي نسخة 1998، تقدم المغرب للمرة الثانية لاستضافة المونديال، لينافس كلا من فرنسا، وسويسرا التي انسحبت قبل بداية الجولة.
وخلال جولة التصويت، حصل المغرب على 7 أصوات، في المقابل حازت فرنسا على 12 صوتا، لتفوز بتنظيم المونديال.
المحاولة الثالثة
في سباق سنة 2006، تنافس المغرب على استضافة المونديال مع كل من البرازيل وإنجلترا وألمانيا وجنوب إفريقيا.
وكانت تلك المرة الأولى التي لجأ فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لعقد أكثر من جولة في عملية التصويت.
وأقصي المغرب في الجولة الأولى إلى جانب إنجلترا، بحصولهما على 3 و5 أصوات على التوالي.
وانتهى التصويت لصالح ألمانيا بـ12 صوتا مقابل 11 لجنوب إفريقيا.
المحاولة الرابعة
خلال هذه المحاولة، تنافس المغرب على احتضان بطولة كأس العالم 2010 مع مصر وجنوب إفريقيا، فيما انسحبت ليبيا وتونس اللتان تقدمتا بملف مشترك.
وخلال جولة تصويت واحدة، حصلت جنوب إفريقيا على 14 صوتا مقابل 10 أصوات للمغرب، فيما لم تحصل مصر على أي صوت.
المحاولة الخامسة
في نسخة 2026، تواجه المغرب مع الملف المشترك لأمريكا وكندا والمكسيك، في البطولة التي أعلن “الفيفا” عن عزمه رفع عدد منتخباتها من 32 إلى 48.
وأكد المغرب آنذاك التزامه ببناء وتجديد 14 ملعبا في 12 مدينة، وتحديث شبكة المواصلات وتوفير مطارات في كبريات المدن بمواصفات دولية.
وبعد أربع مراحل للتصويت، أعلن “الفيفا” في 13 يونيو/حزيران 2018، اختيار العرض المشترك، بأغلبية 134 صوتا مقابل 65 صوتا للمغرب.
نقاط قوة
وتتمثل نقاط القوة في ملف الترشيح لنسخة 2030، من خلال الملاعب الكبيرة بإسبانيا، التي تجرى فيها البطولات العالمية، وضمان المغرب تصويت الدول العربية والإفريقية.
كما أشار تقرير “الفيفا”، في آخر زيارة لوفده إلى المغرب قبيل احتضان المملكة كأس العالم للأندية خلال فيفري 2023، إلى تحسن البنية التحتية المتعلقة بتنظيم المونديال، كالملاعب والفنادق والمطارات.
وتوجد بالمغرب ملاعب عديدة، بينها: مولاي عبدالله بالرباط (53 ألف مقعد)، ومحمد الخامس بالدار البيضاء (45 ألف)، ومراكش (45 ألف)، وأدرار بأكادير (45 ألف)، وطنجة الكبير (45 ألف)، والملعب الشرفي بوجدة (40 ألف).
ومن المنتظر أن يعلن المغرب عن إنشاء عدد من الملاعب الأخرى، مثل ملعب “الدار البيضاء الكبير”، الذي من المقرر أن يتسع لنحو 93 ألف متفرج.
كما طور المغرب بنيته التحتية خلال السنوات الماضية، إذ أنشأ قطارا فائق السرعة، وشبكة من الطرق السريعة التي تمتد إلى معظم مناطق البلاد.
ويعزز قوة الملف وقدرة المغرب على استقبال مشجعي المونديال، كونه استقبل بالفعل 11 مليون سائح في 2022، إضافة إلى ما يعرف عن المغرب من استقرار في أوضاعه الداخلية.
كما يعتمد المغرب في الترويج لملفه على النتيجة المفاجئة لمنتخبه في مونديال قطر، إذ حل رابعا في البطولة التي عقدت خلال نوفمبر وديسمبر الماضيين.
نقاط ضعف
أما فيما يتعلق بنقاط الضعف، فيرى متابعون أن المغرب يجب أن يعيد النظر في تجميع نقاط محطات النقل، أي أن تكون المطارات ومحطات الحافلات والقطارات والترامواي متقاربة.
وأكدت تقارير سابقة لـ”الفيفا”، أن البنى التحتية المغربية لم ترقَ لما يوجد لدى منافسيه من إمكانيات في النسخ الخمس التي ترشح فيها لاستضافة المونديال، ما يضع على كاهله عبئا كبيرا لتهيئة البلاد حال فاز باستضافة المونديال.
كما يشكل ملف الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي ضغطا كبيرا في التنافس للحصول على شرف تنظيم المونديال، إذ إن الأوروغواي ترغب في أن يعود لها التنظيم بعد قرن على احتضانها لأول نسخة من المونديال.
وكان مقررا أن يكون ملف تنظيم كأس العالم 2030 مشتركا بين البرتغال وإسبانيا وأوكرانيا، إلا أن الأوضاع تغيرت بسبب الحرب الروسية، واستبعاد كييف من التنظيم.