قال البروفيسور التونسي أبو يعرب المرزوقي، إن حادثة حرق القرآن الكريم في السويد تعكس موقفا شعبويا ودليلا على تأثير الإسلام في الغرب، وخوف الغربيين من انتشاره.
وفي حديث للأناضول قال أبو يعرب، وهو فيلسوف أيضا، إنه يوجد في الغرب تخوف من “من سلطة الإسلام ومن ميل النخب الغربية للإسلام”.
وحول تركيا، أشاد المرزوقي بمواقفها المتوازنة بين الشرق والغرب وقال: “تركيا بلد مهم للغرب بحكم علاقاتها الجيدة مع عديد الأطراف حتى المتصارعة منها، ومن ذلك أنها على علاقة جيدة بالولايات المتحدة وفي نفس الوقت لها علاقات ممتازة بروسيا”.
والسبت، أحرق زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان، نسخة من المصحف الشريف قرب سفارة تركيا في ستوكهولم، وسط حماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي.
ولقي حرق المصحف، استنكارا واسعا في العالم الإسلامي وانتقدته عدة دول بينها تركيا، التي شهدت مظاهرات شعبية منددة بالواقعة.
الإسلام مؤثر
وقال المرزوقي: “حرق المصحف دليل على أن الإسلام أصبح مؤثرا وفي الغرب، وأصبحوا (الغربيين) يخافون منه جدا ويخافون من سلطة الإسلام ومن ميل النخب الغربية للإسلام”.
وأضاف: “هذا الموقف موقف شعبوي أي مواقف العامة في الغرب وليس مواقف العلماء والمفكرين الكبار، وهذا علامة على الصحة والقوة وليس على الضعف”.
وأفاد بأن الرد على هذا الاستفزاز “يجب أن يكون حكيما ولا يجب أن يكون عنيفا، يميز بين النخب الأوروبية التي تفهم قيمة الإسلام والعامة التي لا تفهم مثل العامة عندنا لا تفهم قيمة أديان أخرى”.
وأفاد بأن “المسّ بالمقدسات هو دليل تخلف وهم (في الغرب) قضوا على عدة فرق مسيحية فلم يتركوا سوى الكاثوليكية في البداية ثم البروتستانتية ثم الأرثدوكسية والبقية قضوا عليها”.
واستطرد: “هم يؤمنون بوحدانية الدين، ونحن (المسلمون) نؤمن بأن وحدانية الدين في الآخرة، ولكن في الدنيا هناك تعدد أديان والدولة الإسلامية مطالبة بحماية الأديان”.
الغرب بحاجة لتركيا
وفي علاقة بتفاعلات قضية حرق المصحف، أشاد المتحدث، بسياسة أنقرة المتوازنة، معتبرا أن “هذه فرصة لتركيا لتقوية دورها في العلاقة بالشرق والغرب”.
وأفاد بأن أنقرة “في نفس الوقت صديقة روسيا وصديقة الولايات المتحدة، فلا روسيا تستطيع الاستغناء عن تركيا ولا الولايات المتحدة تريد الاستغناء عن تركيا”.
وتابع قائلا: “من يريد أن يستغني عن تركيا هي فرنسا التي لم يعد لها وزنا (في العالم)”.
ولتبيان أهمية وزن تركيا في العالم الغربي، قال المرزوقي: “ألمانيا لو خيروها بين فرنسا وتركيا تختار تركيا وهذا ما حدث سابقا في الحرب العالمية الأولى زمن الخلافة”.
البروفيسور أبو يعرب المرزوقي
البروفيسور أبو يعرب المرزوقي هو فيلسوف تونسي من مواليد 1947 بمدينة منزل بورقيبة (شمال)، مختص في الفلسفة اليونانية والألمانية والإسلامية، وحاصل على الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية.
ودرّس المرزوقي، الفلسفة بالجامعة التونسية من 1980 إلى 2002 ومن 2005 إلى 2007، وعمل أستاذا للفلسفة في الجامعة الإسلامية بكولالمبور في ماليزيا من 2002 إلى 2005 .
وأصدرعدة مؤلفات فلسفية منها “مفهوم السببية عند الغزالي” عام 1979، “الاجتماع النظري الخلدوني” في 1983، “الأبستمولوجيا البديل” في 1986، “إصلاح العقل في الفلسفة العربية” 1994، “آفاق النهضة العربية” في 1991.
كما أصدر “تجليات الفلسفة العربية” في 2001، “التكامل العربي سبيلا إلى نهضة إنسانية” في 2003، “أزمة الحضارة العربية المترددة” في 2009.
وبعد ثورة 14 جانفي 2011، انتخب المرزوقي، عضوا في المجلس الوطني التأسيسي (برلمان مؤقت).