ينطلق معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، أكبر ملتقى سنوي لمحبي التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية الموجهة للعامة في العالم، الخميس في المدينة الواقعة بولاية نيفادا الأميركية، مع الأمل في ضخ روح جديدة في القطاع بعد سنتين صعبتين طبعتهما الجائحة.
في ما يلي الملفات الخمسة الأبرز ضمن المعرض الذي يستمر حتى يوم الأحد:
– أي حجم؟ –
قبل ثلاث سنوات، استقطب الملتقى السنوي في لاس فيغاس أكثر من 117 ألف زائر، قبل بضعة أسابيع من بدء جائحة كوفيد-19 التي شلت معظم أجزاء الكوكب.
وفي العام الماضي، لم يشارك سوى 40 ألف شخص في نسخة هجينة من المعرض أقيمت مع انتشار المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا التي ألزمت كثيرين منازلهم.
ويقول غاري شابيرو رئيس اتحاد التكنولوجيا الموجهة للعامة، وهي الجهة المنظمة لهذا الملتقى المقام في قلب الصحراء، “إنه لشعور جميل بأن نرى الناس تعود للتلاقي بعد سنتين أو ثلاث سنوات قاتمة”.
ويأمل المنظمون أن يشارك أكثر من مئة ألف شخص في هذا الحدث الذي انطلق بنسخته الأولى سنة 1967 في نيويورك.
– حصة كبيرة للسيارات –
وسيكون للسيارات موقع مهيمن هذا العام، إذ يشارك في المعرض ما يقرب من ثلاثمئة جهة عارضة عاملة في القطاع، مع جناح كامل مخصص لها، مع تقديم طرازات تُكشف للمرة الأولى، خصوصا من شركات “ستيلانتيس” و”بي ام دبليو”، وحضور إداريين في شركة هوندا.
ويقول كيفن يالوفيتس، المسؤول عن أنشطة البرمجيات والمنصات في شركة “أكسنتشر”، إن الحدث هذا العام “سيكون أشبه بمعرض للسيارات”.
ويجعل التطور المتسارع في قطاع السيارات، من معرض لاس فيغاس وجهة بديهية، على وقع التراجع المتسارع في الاهتمام بمعرض ديترويت الذي عُلق لثلاث سنوات قبل إعادة انطلاقه على نطاق أضيق في سبتمبر الفائت.
ورغم أن وصول السيارات المستقلة بالكاملة يبدو أبعد مما كان متوقعاً، فإن جزءاً من الابتكارات المقدمة هذا العام ينصب في اتجاه تقنيات القيادة الذاتية.
ومن بين الأمور الجديدة هذا العام، خدمات تتيح تحديث برمجية إدارة المركبات عن بعد، بواسطة جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي.
ويوضح يالوفيتس أن هذه البرامج قد “تغير إعدادات استخدام المركبة بصورة فورية، وتحدد المشكلات التي يمكن حلها من دون أن يتنبه السائق حتى إلى الموضوع”.
– الميتافيرس أيضاً وأيضاً –
في العام الماضي، هيمنت على معرض لاس فيغاس للإلكترونيات فكرة أن مستقبل الإنترنت يتمثل في الواقع الافتراضي الذي يمكن ولوجه من خلال خوذ ذكية.
غير أن الحماسة لهذا الأمر بدأت تتلاشى تدريجاً، خصوصاً بعد سنة سيئة لشبكة ميتا (الشركة الأم لفيسبوك)، التي تُعتبر رافعة عالم ميتافيرس. ولا تزال هذه الشبكة تواجه صعوبة في إقناع المستخدمين بجدوى هذا العالم الموازي، رغم استثمارها مبالغ طائلة في هذا المجال.
وتقول كارولينا ميلانيزي من شركة “كرييتيف ستراتيجيز” إن الميتافيرس “لم يصبح بعد فئة لعامة الناس”.
غير أن العوالم الافتراضية لن تغيب عن صدارة الاهتمامات هذا العام، إذ سيشهد المعرض مشاركة الكثير من الشركات والمحاضرين الذين سيعرضون التطبيقات المتاحة في هذا المجال.
– ثورة الأجهزة الذكية –
تسجل الأجهزة المتصلة بالإنترنت نفوذاً متعاظماً منذ ما يقرب من عقد، غير أن سوقها يبقى مشتتاً للغاية، مع عشرات المصنعين والكثير من المعايير والقواعد المتنافسة.
وتحت راية اتحاد معايير الأجهزة المتصلة “(سي اس ايه”)، تعاونت أكثر من 550 شركة لتحديد بروتوكول مشترك، ما يعتبره الخبراء بمثابة ثورة في المجال.
ومع البروتوكول الجديد المسمى “ماتر”، والذي أطلقت النسخة الأولى منه في أكتوبر، سيكون ممكناً شراء جهاز من أي علامة تجارية تقريباً وربطها بالنظام المعتمد في منزل المستخدم، سواء مع تطبيقات “أليكسا” من أمازون أو “نست” من غوغل.
وأعلن أفي غرينغارت من شركة “تكسبوننشل” أن “بعض المنتجات حصلت على ترخيص” المطابقة مع هذه المعايير الجديدة، و”سيكون هناك منتجات أخرى كثيرة في أروقة معرض لاس فيغاس”.
وأضاف المحلل “سنرى أجهزة +ماتر+ مبرمجة مع أجراس منازل أو مكانس كهربائية أو أجهزة أخرى”.
– التكنولوجيا المراعية للبيئة –
يحجز موضوع التغير المناخي مكاناً له بين الملفات الكبرى المطروحة في معرض لاس فيغاس منذ سنوات، رغم أن الأحداث المخصصة له تستقطب عدداً أقل من المشاركين مقارنة مع أحدث صيحات التكنولوجيا.
وفي هذا الأسبوع، سيكون للتكنولوجيا الخضراء موقع خاص في المعرض، في مؤشر إلى رغبة المنظمين في إبراز الموضوع بصورة أفضل.