خطف الزي العربي المعروف باسم «البشت» أضواء ما بعد انتهاء مونديال قطر، عقب ارتداء اللاعب الأرجنتيني، ليونيل ميسي له قبيل رفعه كأس العالم الذي استضافته الدوحة على مدار نحو شهر.
وتوجت الأرجنتين بطلة لكأس العالم مساء الأحد عقب فوزها على فرنسا بركلات الترجيح (4 ـ 2)، وقام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بإلباس ميسي هذا الزي العربي غال الثمن الذي عادة ما يرتديه الملوك والأمراء، واستمر به الأسطورة الأرجنتينية عند التقاط الصور قبيل وبعد رفع الكأس، قبل أن يخلعه ويواصل الاحتفالات بزي وألوان منتخبه الوطني.
وتلا ذلك أحاديث صحيفة وإعلامية غربية انتقدت ما أسمته لحظة ارتداء ميسي لـ«البشت»، وتحدثوا أنها “محاولة لفرض ثقافة معينة وأنانية وسلب للفرحة الأرجنتينية”.
وهو ما قوبل بتغريدات عربية رافضة وداعمة لتلك الخطوة لليوم الثاني على التوالي، وتفهم الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم لذلك في تغريدة بـ”تويتر”: “بالتأكيد..أنت ملك”، في مدح لميسي ومكانته بعد ارتداء ذلك الزي العربي.
رمز فخر وهيبة
من جانبه، وصف الأكاديمي الكويتي، عبد الله الشايجي، عبر حسابه بـ”تويتر” تلك الانتقادات بأنها “استمرار لحملة كراهية وتعصب وعنصرية غربية ضد قطر والتقاليد العربية والإسلامية”، مرفقا صورة يبدو فيها ميسي مبتسما وهو يرتدى «البشت».
ومتفقا معه، غرد الأكاديمي السعودي، أحمد الفراج قائلا: “لو كانت بطولة كأس العالم في إفريقيا ولبس ميسي زيّا إفريقيا، أو كانت في أمريكا اللاتينية ولبس زيّا لاتينيا، أو في أوروبا ولبس زي محاربي الفايكنغ، لأشاد الصحفيون الغربيون بهذه الخطوة التي تعزّز التعايش بين الأمم”.
وأضاف: “لا تصدقوا حذلقتهم (انتقاداتهم): مشكلتهم ليست مع «البشت»، بل مع ما يرمز له «البشت»”.
كما غرد الإعلامي الإماراتي عدنان حمد الحمادي، قائلا: “لم يجد الإعلام الغربي سوى أن ينتقد «البشت» الذي ارتداه الأسطورة ميسي (..) تناسى هؤلاء أن (هذا الزي) هو رمز الفخر والهيبة والإباء والشموخ، وهذا دليل آخر على العنصرية والحقد”.
وكتب المحلل الرياضي الأردني، محمد عواد، عبر “تويتر” قائلا: “حساب المنتخب الأرجنتيني يحتفل بـ«البشت»، وغاري لينكر (لاعب إنجلترا السابق) وأمثاله يرفضونها (..) وتليغراف البريطانية (تعتبرها) إفساد للحظة تاريخية”.
وأضاف: “هم (الغربيون) يجبرون اللاعبين الأجانب لديهم على ارتداء ما لا يناسب مبادئهم”، في إشارة لارتداء شارة المثليين بمباريات لديهم.
لفتة ذكية وأفضل مبادرة تسويقية
وأشاد فريق آخر بمشهد «البشت»، فغرد سفير جيبوتي بالسعودية، ضياء الدين بامخرمة، قائلا: “استحق ميسي كأس العالم، وإلباسه البِشت كانت لفتة ذكية من المنظمين، لأنه لباس عربي أصيل ممتد من المشرق إلى المغرب، وهو من سمات التكريم والتقدير والاحترام”.
وقال مذيع قناة الجزيرة القطرية، التونسي، محمد كريشان عبر حسابه بتويتر: “أن يُلبس أمير قطر البشت القطري التقليدي الفاخر لهو آخر لمسة قطرية ذكية في كأس عالم جاء متفوقا في كل شيء”.
وغرد الصحفي والمدون الموريتاني، محمد سيدي: “ربما تكون هذه اللقطة التاريخية أفضل مبادرة تسويقية في التاريخ، ففي كل بطولة سيتذكر العالم رمزية ارتداء البشت ودلالتها الثقافية والحضارية”.
إقبال على شراء «البشت»
ولم يتوقف «البشت» عند محطة رفض الانتقادات المواجهة إليه، ودعمه بالكلمات، بل تعدى إلى “إقبال كبير” على شرائه.
وذكرت شبكة “مرسال قطر” الإخبارية المحلية الإثنين، عبر حسابها الموثق بـ”تويتر”، أن هناك “إقبال كبير من الجماهير الأرجنتينية على شراء «البشت» في سوق واقف (أهمّ المعالم السياحية والتراثية في قلب الدوحة)”.