وكأني بالكاميرون حين أخذت حقها في أن تنظم بطولة إفريقيا قد افتكت رزق الوالد لبعض من يصرون على الحكم على الكان الحالي بالفشل حتى قبل انطلاقه.
واضح ان حملة لوبيات الإعلام الغربي المتصهين قد أصابت عديد العقول فأفقدتها الوعي حتى بحقائقها التي لو راجعت بعضها لقالت إن الكاميرون جنة أمام ما حدث و يحدث في أماكن أخرى.
أعود بكم إلى باريس عاصمة النور والحياة و الأمل، في مساء يوم الجمعة 13 نوفمبر من سنة 2015، كان الرئيس هولاند يشاهد مباراة ودية بين فرنسا وألمانيا في ملعب سان دوني حين دوى انفجار أدخل الرعب في نفوس 80الف متفرج أولهم رئيس فرنسا.. ثم دوى انفجار ثان جعل سراويل جميع الحاضرين تتبلل بما فيهم رجال أمن هولاند الذين سارعوا بتطويقه و إخراجه خفية. و تم حجز الجمهور داخل الملعب لحمايته قبل أن يتم إعلان أن الانفجار الذي حصل هو ناتج عن عملية ارهابية تم ارتكابها عند أبواب سان دوني. وخرج هولاند بعدها ليصرح : “إنه أمر مروع”. وتواصلت العملية الإرهابية لتستهدف مطاعم و مقاه وحانات قبل أن تصل إلى مسرح باتاكلان و كانت الحصيلة 130 قتيلا و 350جريحا منهم من التحق بمن سبق من الموتى فيما بعد. نعم هنا في فرنسا حيث زرعت كاميراوات المراقبة في كل متر مربع وحيث اتخذت كل الاحتياطات الأمنية لحماية رئيس الدولة حتى يحضر مباراة في كرة القدم هنا في قلب باريس النابض ضرب الارهاب ضربته متحديا كل وسائل المراقبة والحراسة المتطورة.
ماذا قلنا وقتها وماذا قال كلاب مستعمر الأمس؟ هل فتح واحد فمه ليقول إن باريس غير آمنة؟وهل يعقل هذا؟ هل يعقل ان نخدش صورة باريس أحد أهم أقطاب السياحة العالمية؟ اصمت أيها التبيع!!!! اصمت وإياك أن تتجرأ على أسيادك الذين اغتصبوا ذات يوم أرضك وعرضك. فباريس مسكينة و باريس ضحية وباريس مغدورة وباريس هي الأصل وهي الفصل حيث العدل يسود الجميع حيث الود للجميع حيث لا عنصرية ولا احتقار لجبتك العربية ولا للباسك الإفريقي المزركش بكل ألوان الدنيا دون أن يغطي لون بشرتك القاتم الذي هو أصل مشكلة الكثير من بني باريس وأمثالهم .
الإرهاب تحدى حراسة تكنولوجيا العالم لباريس.. أما هنا في الكاميرون فحين تعمل السلط ليلا ونهارا بإمكانيات بشرية لا تكنولوجية لتوفر جيشا ورجال أمن يحرسونك و ينزلون لك خصيصا في الشارع ويصاحبونك لتأمين زيارتك خلال الكان تتحدث وتعلق بأن البلد غير آمن يالهذه الدناءة و السفالة!!!
أتدري يا ناكر الجميل ما الفرق بين باريس وليمبي؟
في باريس الحراس لا تراهم لأنهم يريدون إيهامك بأن الإرهاب لا يدخل ديارهم الآمنة لذلك اختاروا حراسة آلية تكنولوجية لا يمكنك الانتباه إليها حتى تتوهم أن هذه الأرض جنة لا يسكنها الشياطين. أما في ليمبي بالكاميرون فإنهم يعترفون لك بكل بساطة تبلغ حد السذاجة بأن هناك بعض مشاكل يعانون منها تستوجب الاحتياط و يضعون لك حراسا من البشر يبتسمون لك لطمأنتك ويحرسونك ليلا ونهارا ويلتقطون معك صورة تذكارية قرب دباباتهم وأنت متشعبط بها. نعم هم يوفرون لك ذلك رغم أن الخطر المتوقع يوجد على بعد عشرين كيلومترا وأكثر من مكانك. أي بعييييييييد بعيد.
ورغم ذلك تنسى أن الإرهاب في باريس تجرأ على هولاند في عقر الدار وفي مدينة الأنوار وتتحدث عن إرهاب لم تره عينك فقط لأن ليمبي مدينة بسيطة لا فيها مساحات تجارية ولا ترفيهية ولا سهروية .
أليس من حق أهل ليمبي أن يفرحوا بكرة القدم عندهم؟ هل أن ما يحدث في الجبال هناك غائب عن علم السلطات الكاميرونية؟ هل تعتقد أن هذه السلطات لم تقرأ حسابا لذلك؟
لم هذا التهويل وهذه الشيطنة التي لا أريد أن أقول إنها تعكس نظرة عنصرية مقيتة. بل إنها أيضا تعكس إصرارا على قصور ذهني ينسى أن الارهاب مشكلة في العالم بأسره.. وعودوا فقط إلى السنوات الأخيرة، ألم يضرب الإرهاب في أمريكا و في ألمانيا و في بلجيكا وفي هولندا و في انقلترا و في و في،، ماذا سنفعل؟ نوقف الكرة في العالم؟ نوقف المسرح و الموسيقى و المقاهي و المطاعم و نوقف الحياة؟ نغلق الأبواب عل أنفسنا في الدهاليز؟ أم ترى أن الإرهاب ستقطع جذوره بقطع دابر الكاميرون؟
كفوا عن هذا الحديث المقيت وعن هذه الدعاية اللاإنسانية التي تحركها لوبيات إعلام مازالت تصر على فرض سيطرة وتوجيهات جهات تربطها بها مصالح ذات روائح أكره منها.
على الأقل لنكف نحن في تونس عن الإساءة لاحد اطيب الشعوب الإفريقية. اسألوا من يعيش من التونسيين في الكاميرون و من عاشر الكاميرونيين في تونس ليحدثوكم عن طيبتهم. فهل نجهض عليهم بالكلام الجارح المسئ وبالصور الكاريكاتورية فقط لأن لهم بعض المشاكل العرقية أو الطائفية أو القبلية؟ هاتوا لي بلدا واحدا في العالم لا توجد فيه مثل هذه المشاكل. هاتوا لي مدينة واحدة في العالم لا توجد فيها أحياء أو شوارع أو فضاءات خطيرة الارتياد ويفضل عدم الاقتراب منها خاصة في الليل ثم قولوا لي إن ليمبي غير آمنة.
نصيحتي إلى التونسيين مرة أخرى كفوا عن هذا الحديث المغرور، أم تراكم نسيتم قبل 14 جانفي حين كانت صوفية صادق تغني “بالأمن و الأمان يحيا هنا الإنسان” بينما كان ” “الكرتوش” يدوي في سليمان؟ أما بعد 14جانفي فنحن آخر شعب يحق له أن يتحدث عن الخوف من العمليات الإرهابية. فقد ضجرت منها النفوس و بلغت حد استعمال الثلاجة لتجميد الرؤوس ولم ينفعنا لصدها لا سيدي بلحسن و لا سيدي بن عروس.
نصيحتي إلى التونسيين احذروا عواقب هذه الحملة حتى لا تخرجنا عن الملة.. فنحن قبل كل شئ و بعده أفارقة ولا خير في من يتنكر لأي انتماء من انتماءاته.
أما هؤلاء المرضى الذين يريدون أن تبقى إفريقيا مومسا يستبيحونها كما شاؤوا فإننا نقول لهم والأعصاب هادئة ستنجح الكان في الكاميرون و إليها ستلتفتون وستنتدبون و ستبزنسون وسيبقى اللاعب الإفريقي لكم ملهما مبدعا صانع فرحة دائمة في النفوس إلى أن تستيقضوا وتفهموا أننا جميعا بنو آدم.. وأن آدم من حمأ مسنون.. هل تعرفون معنى حمأ؟ إنه التراب الأسود اسفل الأرض.