يريد الجناح الإسباني نيكو وليامس أن ينقل منافسة شقيقه الأكبر إينياكي الذي يدافع عن ألوان غانا في مونديال قطر، من المنتزهات المحلية إلى أكبر مسرح كروي على الإطلاق.
هما زميلان في أتلتيك بلباو الإسباني وقريبان جداً من بعضهما البعض، لكن نيكو (20 عاما)، يأمل في أن يتقاطع مساراهما في كأس العالم في قطر.
تمكن كلاهما من التسجيل في المباراة ذاتها لأتلتيك للمرة الأولى في سبتمبر ويمكن أن يلتقيا وجهاً لوجه في الدور الثمن النهائي.
سيكون إينياكي ونيكو ثاني شقيقين يتواجهان في نهائيات كأس العالم بعد جيروم وكيفن برينس بواتينغ في 2010 و2014 لألمانيا وغانا على التوالي.
وصرح نيكو لوكالة فرانس برس في مقابلة في مقرّ تدريب منتخب إسبانيا في جامعة قطر في الدوحة “أود مواجهة غانا أكثر من شيء آخر”.
وأضاف “إنه التنافس بين الأشقاء، كان لدينا دائما القليل من التنافس في المنتزهات عندما كنا صغارا، وآمل أن نتمكن من القيام بذلك كمحترفين”.
ثمة علاقة عميقة تربط بين الشقيقين اللذين عانى والداهما من رحلة رهيبة طولها 4 آلاف كيلومتر من غانا إلى مليلية، وهي جيب إسباني في شمال إفريقيا. اجتازت العائلة الطريق حافية القدمين عبر التضاريس الصحراوية، وهي مخاطرة اعتبروها جديرة بالقيام بها من اجل حياة أفضل.
كانت والدتهما ماريا وليامس حاملا بإينياكي في ذلك الوقت، وبعد أن مُنحا مع زوجها فيليكس حق اللجوء في بلباو، وُلد اينياكي هناك في عام 1994.
إنه المكان الذي مكث فيه إلى جانب نيكو الذي ولد بعد ثماني سنوات.
– يحترم قرار شقيقه –
أعلن إينياكي الذي استدعي الى صفوف منتخب اسبانيا في مباراة ودية ولاءه الدولي لغانا في جويلية، فيما خاض نيكو أول مباراة دولية له تحت قيادة المدرب لويس إنريكي في سبتمبر.
جاء تواجده في تشكيلة”لا روخا” الرسمية بعد مساهمته في تمريرة حاسمة ضد البرتغال لمساعدة إسبانيا في الوصول إلى نهائي دوري الأمم.
ينسب نيكو الفضل إلى شقيقه في مساعدته على إيجاد موطئ قدم له على أعلى مستوى في كرة القدم. وقال في هذا الصدد “دائمًا”، عندما سئل عما إذا كان إيناكي قد قدّم له النصيحة.
واضاف “الأخ الأكبر يجب أن يفعل ذلك، وأنا سعيد جدًا بنصيحته، أنا أستمتع باللعب أكثر بسبب ذلك”.
في غياب إينياكي، يقول نيكو إن لاعب برشلونة سيرجيو بوسكيتس هو من يساعده مع إسبانيا، بالإضافة إلى قدامى المحاربين مثل سيسار أسبيليكويتا وداني كارفاخال.
يعتقد نيكو أن قرار إينياكي بالدفاع عن ألوان غانا كان “قراراً يحترمه” لكنه كان مصمّمًا دائمًا على اللعب لإسبانيا، حتى لو كان ذلك أسرع مما كان يتصور.
واضاف نيكو “كنت أعلم دائمًا أنني أريد أن أكون هنا، وأن أكون جزءًا من المنتخب الإسباني”. لقد فوجئت قليلا من مكالمة لويس إنريكي، أنا شاب صغير جدا، سارت الأمور بسرعة بالنسبة الي ولم أتوقع ذلك”.
بالنظر إلى ظهور إينياكي الوحيد مع إسبانيا فقد جاء في عام 2016، وبداية نيكو للتو مسيرته الاحترافية، بدا من غير المحتمل أن يشارك أي منهما في نهائيات كأس العالم، ناهيك عن كليهما.
وقال نيكو “الحقيقة هي أننا لم نتخيل أبدا أننا سنصل إلى هذا المستوى، شقيقان يلعبان في النادي ذاته، كل واحد في منتخب وطني وفي كأس العالم”.
وتابع “نادرًا ما يحدث هذا الموقف في الحياة، وعائلتي سعيدة جدا وفخورة بوجودنا هنا. رؤية معاناة والدي وما مروا به، يجعلك تفكر في الأشياء أكثر”.
وختم “لقد قدما كل شيء لنا، أنا وشقيقي، وعانيا كثيرًا من أجلنا، وقبل كل شيء من أجلي. أخي يحميني ويريد مساعدتي وبسبب ذلك أنا الشخص الذي أنا عليه اليوم”.