مضى 44 عاما على تحقيق تونس هدفها الأول في كأس العالم بالأرجنتين عام 1978 عندما انتصر رفاق الظهير الأيسر علي الكعبي على المكسيك بنتيجة (3- 1)، فحقق المسؤول بالاتحاد التونسي لكرة القدم حاليًا أول انتصار عربي وإفريقي يحمل إلى اليوم تأشيرة “ملحمة نسور قرطاج”.
كان الكعبي اللاعب الدولي السابق مدربًا لفرق عديدة ورئيسًا لناديه الأم الأولمبي للنقل، إضافة إلى مهارته في التحليل الفني وصولًا إلى تقلد مسؤولية الإشراف الإداري على منتخبات تونس للشبان.
وقال في مقابلة مع الأناضول، إن “الأوان قد حان ليظهر منتخب تونس بمستوى قوي ويتجاوز عقدة الدور الأول في كأس العالم التي رافقته في خمس مشاركاتٍ مضت”.
وأضاف الكعبي (69 عامًا) أن “المنتخب التونسي اكتسب خبرات كبيرة رغم بعض الهنات، ولا يوجد منتخب أفضل من آخر في كرة القدم إلا بالجاهزية والتركيز وقراءة المنافسين والتحضير لهم بشكل جيد”.
وأوضح: “أعتقد أن المجموعة الحالية قادرة على تحقيق الإنجاز الذي انتظره الجمهور التّونسي في الدورات الماضية”.
نقاط قوة
وأشار إلى أن “تحضيرات المنتخب كانت جيدة والنتائج إيجابية سواء في الدورة الدولية باليابان (فوز على تشيلي 2- 0، وانتصار على اليابان بثلاثية دون مقابل)، أو بالفوز في ودية الأربعاء الماضي على إيران بهدفين دون ردّ”.
وأضاف: “المعسكر الأخير بالسعودية كان فرصة لوضع اللمسات الأخيرة بقيادة المدرب جلال القادري الذي يعرف المجموعة جيدًا (كان مدربًا مساعدًا في منتخب تونس لسنتين)، واختياراته جيدة بحسب متابعتي”.
وحول نقاط قوة تونس في كأس العالم 2022، ذكر الكعبي أن لمنتخب بلاده خصوصية لا تتوفر في بقية منافسيه، حيث يلاقي في المجموعة الرابعة منتخبات الدنمارك وفرنسا بطل العالم وأستراليا في المجموعة الرابعة.
وقال إن “قوة منتخب تونس تتلخص في لحمته الجماعية باعتبار أن الفريق لا يضم نجوم صفٍ أول عكس بقية المنتخبات سواء المنافسة أو العربية والإفريقية، إضافة إلى تمتع اللاعبين بروح انتصارية عالية تطفو على السطح متى انتظرها الجمهور التونسي”.
واستطرد بقوله: “قائد المنتخب يوسف المساكني سيكون نقطة قوة مهمة لأنه يريد تعويض غيابه عن المشاركة في نسخة مونديال روسيا الماضي 2018، عندما تعرض إلى إصابة غير منتظرة”.
منافسة شرسة
أما عن حظوظ منتخب بلاده في إدراك الدور الثاني الذي يبقى الهدف المحدد في كل مشاركات تونس السابقة، قال الكعبي إن “الفرصة كانت متاحة لتحقيق هذا الهدف منذ المشاركة الأولى سنة 1978، لكن ركلة جزاء لم تعلن أمام ألمانيا الغربية (0- 0)، بعد انتصار على المكسيك وهزيمة قاسية أمام بولندا، كلفتنا الخروج”.
وزاد: “المنتخب الدنماركي منتخب قوي ويملك قوة بدنية والتزامًا تكتيكيًا وعلى المنتخب التونسي أن يحرص أمامه على التركيز، المباراة الأولى غالبًا ما تكون المفتاح لبقية المباريات”.
وأضاف: “المواجهة الثانية أمام أستراليا لن تكون سهلة فهو منتخب قوي بدنيًا وسريع ويلعب بشراسة وعلى لاعبي المنتخب أن يتهيؤوا لذلك جيدًا”.
أما عن اللقاء الأخير في الدور الأول أمام فرنسا فاعتبر الكعبي أن “الإصابات التي دفعت المدرب ديدييه ديشان لتعويض لاعبين أمثال بوغبا وكانتي ونكونكو ستكون دافعًا لبقية اللاعبين لتأكيد استحقاقهم المشاركة، والمنتخب التونسي قادر على إحداث المفاجئة وإحراج فرنسا بطل العالم”.
الأداء الجماعي
وحول الاختيارات الفنية للمدرب التونسي جلال القادري، اعتبر الكعبي أن “المدرب هو الأقرب لتقييم وتحديد معايير اختياراته، وما يهم هو الأداء الجماعي وتحقيق النتيجة المرجوة”.
وأكد الكعبي أن “الاتحاد التونسي لكرة القدم وفر كل الظروف لتحقيق نتائج جيدة، لكن للأسف مشاكل الكرة التونسية تتجاوز اختيار اللاعبين”.
وبشأن المشاركة العربية في المونديال الحالي، عبّر الكعبي عن انتظاره “مشاركة متميزة لمنتخبات المغرب بنجوم البطولات الأوروبية والسعودية بدوريها القوي وقطر التي تتجهز للحدث منذ سنوات، حيث يتميز كل منتخب بخصوصيته”.
وتابع: “على لاعبي منتخبنا أن يكونوا أفضل سفراء للكرة التونسية، قادرون رغم بعض النقائص على إسعاد الشعب وتحقيق نتائج ستكون دافعًا للتطوير أكثر وبناء منتخب أقوى في المستقبل”.
ووفق القرعة التي أجرتها “فيفا” لتحديد المجموعات المشاركة في المونديال، جاء منتخب تونس في المجموعة الرابعة، حيث يواجه في الدور الأول منتخبات الدنمارك، ثم أستراليا، وأخيرًا فرنسا بطل العالم، أيام 22 و26 و30 نوفمبر/ تشرين الأول الجاري.
وستكون هذه المشاركة السادسة لتونس في كأس العالم، بعد: الأرجنتين 1978، وفرنسا 1998، وكوريا الجنوبية واليابان 2002، وألمانيا 2006 وروسيا 2018.
ولعب المنتخب التونسي نحو 15 مباراة في نهائيات كأس العالم، سجّل فيها انتصارين (أمام المكسيك 3- 1 في نسخة 1978، ثم على بنما 2- 1 في النسخة الماضية 2018)، و4 تعادلات، و9 هزائم، وأحرز 13 هدفًا، مقابل تلقّي 25 هدفًا في شباكه.