كما الحال دائماً في أي بطولة كروية كبرى، ستكون نهائيات النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم التي تنطلق الأحد في قطر، على موعد مع أسماء شابة مرشحة لخطف الأضواء.
تلقي وكالة فرانس برس الضوء على خمسة من هؤلاء اللاعبين الشبان المرشحين لترك بصمتهم في المونديال القطري والسير ربما على خطى بعض الأساطير، على رأسهم البرازيلي بيليه الذي لم يكن قد أكمل الثامنة عشرة من عمره حين خطف الأضواء في مونديال 1958 وساهم في قيادة البرازيل الى لقبها الأول بتسجيله هدف المباراة الوحيد في ربع النهائي ضد ويلز، ثم ثلاثية في نصف النهائي ضد فرنسا (5-2)، قبل ان يتألق في النهائي أمام السويد (5-2) مسجلاً هدفين.
– غافي (إسبانيا، 18 عاماً) –
بعدما فرض نفسه أبرز الركائز في عملية بناء نادي برشلونة بقيادة المدرب تشافي هرنانديس، يستعدّ غافي ليكون مايسترو خط وسط منتخب إسبانيا رغم أعوامه الـ18. فهذا الطفل، الذي صعد، وهو محرج، إلى خشبة مسرح شاتليه في 17 أكتوبر في باريس خلال حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية لتسلم جائزة كوبا لأفضل لاعب شاب في العالم، هو نفسه الذي أذهل مدربه الأول منذ 12 عاماً.
في نادي لا ليارا بالومبييه، على بُعد 30 كيلومتراً من إشبيلية، يتذكر المربي مانويل باسكو الملقب “باتايا” في مقابلة مع وكالة فرانس برس “مراهق متحفظ ومنطو، لكنه يتمتع بروح الفكاهة” والذي “كان يعاني بالفعل من هذا الهوس بلسانه. أعتقد أن بابلو (يناديه باسمه الاول) لن يفقده أبداً”.
من ملاعب قاحلة ومغبرة في الأندلس إلى عظمة ملعب “كامب نو” في برشلونة، العشب المتقن لأكاديمية لا ماسيا والعرس الكروي العالمي: لا شيء يمكن أن يقاوم الصعود الصاروخي لغافي.
لخّص مدرب إسبانيا لويس إنريكي في جوان ما يمرّ به لاعبه الشاب بعدما دفعه لحرق المراحل في “لا روخا” قائلاً “لا أحد يمكن أن يقول انه لا يعشق غافي”.
– فينيسيوس جونيور (البرازيل، 22 عاماً) –
رغم أعوامه الـ22، فرض فينيسيوس جونيور نفسه أحد أخطر المهاجمين في أوروبا ولعب دوراً أساسياً في قيادة فريقه ريال مدريد الإسباني لإحراز ثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. مجموع الأهداف الـ22 التي سجلها الموسم الماضي لا يضاهيها في النادي الملكي سوى الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة، وحتى أنه كان أكثر تأثيراً من الأخير في نهائي دوري الأبطال بتسجيله هدف الفوز ضد ليفربول الإنكليزي. استحق البرازيلي البالغ 22 عاماً نيله جائزة أفضل لاعب شاب في المسابقة القارية الأم.
ويواصل البرازيلي تألقه هذا الموسم بتسجيله 10 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة في 21 مباراة، ما يجعله مرشحاً ليكون أبرز نجوم الشبان في المونديال القطري في حال حصل على فرصته ضمن منتخب يعج بالمواهب الهجومية.
– أوريليان تشواميني (فرنسا، 22 عاماً) –
لعبت الموهبة دوراً مفصلياً في عملية نقل أوريليان تشواميني من فريق مغمور في ضواحي بوردو إلى النادي الأكبر جيروندان دو بوردو في سن الـ11عاماً. كانت مجرد نقطة انطلاق في رحلة لا تصدق وصلت به، بعد سنوات، إلى خط وسط “الديوك” وريال مدريد.
فوجئ العالم عندما قرر البرازيلي كازيميرو ترك ريال الصيف المنصرم والبحث عن مغامرة جديدة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، ليفك بالتالي ما اعتبر أفضل ثلاثي وسط في أوروبا (كازيميرو-الكرواتي لوكا مودريتش-الألماني توني كروس). لكن المدرّب الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يعلم بأنه يملك البديل المناسب بشخص تشواميني الذي سرعان ما سد الفراغ بوعيه التكتيكي، دهائه الفني وغريزته في التموضع الصحيح داخل الملعب.
وبغياب نغولي كانتي وبول بوغبا عن المنتخب الفرنسي بسبب الإصابة، سيحظى ابن الـ22 عاماً بفرصة اثبات نفسه أكثر فأكثر مع “الديوك”، على أمل قيادتهم للاحتفاظ باللقب العالمي.
– جمال موسيالا (ألمانيا، 19 عاماً) –
على غرار كونها مرشحة دائمة للفوز باللقب العالمي الذي أحرزته أربع مرات آخرها عام 2014، دائماً ما تقدم ألمانيا النجوم الشبان لخلافة المخضرمين، وهذه حال جمال موسيالا في نسخة قطر 2022. بأهدافه الـ12 وتمريراته الحاسمة العشر في 22 مباراة خاضها مع فريقه بايرن ميونيخ في جميع المسابقات هذا الموسم، سيكون موسيالا، المولود لأب نيجيري وأم بولندية، من أبرز نجوم “دي مانشافت” رغم أعوامه الـ19.
“نحن على مسار جيد”، هذا ما قاله موسيالا بعد التعادل مع إنكلترا 1-1 في سبتمبر، مضيفاً “المباراة ضد إنكلترا في دوري الأمم الأوروبية أظهرت التطور الذي حققناه. أعتقد أننا سنكون جاهزين… لن يكون من السهل الفوز علينا في قطر”.
– جود بيلينغهام (إنكلترا، 19 عاماً) –
بعمر التاسعة عشرة فقط، أظهر جود بيلينغهام حجم النضج الذي يتمتع به رغم صغر سنه وذلك حين لعب دور المنقذ بقلبه تخلف إنكلترا أمام ألمانيا في دوري الأمم الأوروبية بهدفين نظيفين الى تقدم 3-2 في مدى 12 دقيقة. فقد بدأ الهجمة التي قلص منها لوك شو النتيجة الى 1-2، ثم حصل على ركلة الجزاء التي ترجمها بنجاح هدافه هاري كاين ليتقدم المنتخب الانكليزي 3-2 قبل ان يدرك كاي هافريتس التعادل في وقت متأخر.
اشاد به مدرب انكلترا غاريث ساوثغيت بالقول “أعتقد أن أهم شيء هو أن لديه عقلية عالية المستوى للمنافسة”.
كان نجم دورتموند الألماني بيلينغهام احد افراد منتخب انكلترا الذي وصل الى أول نهائي كبير في احدى البطولات منذ 55 عاماً وتحديداً في كأس اوروبا 2021، لكنه أمضى القليل من الوقت على أرض الملعب.
تعرض ساوثغيت إلى الانتقاد بشان عناده والولاء للاعبين الذين قدموا له في الماضي، لكنه قد يعتمد مقاربة مختلفة في قطر من خلال منح بيلينغهام فرصة التألق دولياً بعدما أبدع مع دورتموند بتسجيله 9 أهداف مع 3 تمريرات حاسمة في 22 مباراة خاضها هذا الموسم.
قد يستمع ساوثغيت الى مدرب دورتموند إدين تيرزيتش الذي قال عن لاعبه الإنكليزي الشاب “لا نعرف حتى مدى جودته. نحاول اكتشاف أين ستصل حدوده (من حيث الموهبة)”.