اكتشفت أمس مصادفة أن وديع الجريء قد قام بحظري من صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك فأُسقط في يديّ وفارق النوم جفوني.
وإن كان هذا الصنيع ليس بغريب على من حظر ملايين التونسيين من التعليق على منشورات صفحة الجامعة التونسية لكرة القدم في فايسبوك، لكنه في نفس الوقت من الطرافة بمكان لأن العبد لله تم حظره من صفحة لم أكن يوما من المشتركين بها ولم يسبق لي بتاتا التفاعل مع أي من منشوراتها سلبا أو إيجابا.
والأطرف أن «إخراجي» من صفحة فايسبوكية لم أدخلها يوما عدوانية مجانية من رئيس هيكل رياضي إزاء صحافي حتى ولو كان مواظبا والحمد لله على واجب تنبيه العباد لخطره على كرة القدم التونسية..
والحقيقة أنني كنت سأتفهم الأمر لو أن الدكتور حظرني من «البروفايل» الشخصي له، لكن لم تجمع بيننا سابقا لا أُخُوة (كما يدّعي) ولا صداقة ولا حتى مجرد استلطاف، بل إن كل ما جمعنا هو بعض اللقاءات الخاطفة حضرها دائما أصدقاء مشتركون.
ويبدو أن الجريء لم يفهم الفرق بين الصفحة و«البروفايل» في الفايسبوك ولم يستوعب أنه شخصية عامة تتحرك في الفضاء العام حسب قوانين الشأن العام وليس حسب قوانين إحدى شققه الخاصة.
بقي أن رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم يستحق عن جدارة لفت نظر مستعجل مفاده أن الصحافي التونسي طارق الغديري لم يكن يوما من بين أفراد القطيع حتى يزعجه اليوم إغلاق الحظيرة، كما أن المولى عز وجل وهبه براعة في اكتشاف المكان الذي يخبئ فيه الجن أولاده لذا لن يتحسر على اختفاء مناشير البروباغندا «الوديعية» من أمام ناظريه.
ومع لفت النظر لا بأس أن نضيف لوديع الجريء، التلميذ في مدرسة آداب الشأن العام ، استدعاء لولي أمره (في السياسة قبل الكرة) لعلّه يرعوي ويفهم أن من طمح سابقا لرئاسة الحكومة ويطمح حاليا لرئاسة الجمهورية لا يمكن أن يحقق طموحه بمواصلة سياسة الحظر و«البلوكاج» الرعناء ومصادرة حقوق التونسيين في التعبير عن آرائهم.