رياضة

نَمْ يا عزيزي نَمْ.. ولا عزاء لبطولة تونسية في علم الغيب

وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم

وعدت الجامعة التونسية لكرة القدم بأن بطولة الرابطة المحترفة الأولى ستنطلق يوم 30 سبتمبر 2022 وليتها تنجز ما تعد فتصدق ولو مرة فتشفي أنفسنا ممّا تجد.

ولا يخفى عن جامعتنا العزيزة وعن رئيسها الأعزّ وديع الجريء، أن منتخب تونس سيخوض في شهر نوفمبر المقبل مباريات الدور الأول من مونديال قطر 2022 ضد منتخبات الدنمارك ثم أستراليا ثم فرنسا.

ولا يخفى عن العزيزة والأعزّ كذلك، أن بطولة كرة القدم (القسم الأول) لموسم 2022- 2023 قد انطلقت في الدنمارك، منافسنا الأول، يوم 15 جويلية الماضي وقد أنهت لليوم 6 جولات بالتمام والكمال دون أي تأخير أو أي مباراة مؤجلة، وستنهي 10 جولات كاملة في نهاية سيتمبر القادم. بينما بطولة أستراليا، منافسنا الثاني في المونديال، ستنطلق يوم 10 أكتوبر المقبل وهي للعلم بطولة تم إحداثها سنة 2004 لا غير. أما بطولة فرنسا، منافسنا الثالث، فقد انطلقت يوم 5 أوت الماضي وقد أنهت 3 جولات لحد اليوم وستنهي 8 جولات كاملة في نهاية سيتمبر القادم.

وهكذا فإن منافسينا الأقوى نظريا في مجموعة المونديال سيواجهان منتخبنا وفي أرجل لاعبيهما المحليين 8 جولات على الأقل في البطولة، بينما لا يعلم أي لاعب محلي مرشح لتمثيل المنتخب التونسي بكم مباراة رسمية تحديدا سيدخل المنافسة العالمية، ولا نظنها ستتجاوز مباراتين أو 3 في أفضل الحالات، هذا أن صدقت الجامعة التونسية لكرة القدم في وعدها ولا نظنها ستصدق عن خبرة بشيم عزيزتنا وخاصة بشيم الأعز حاكمها الأول والأخير.

حتى غوتيمالا وتنزانيا وأندونيسيا سبقتنا

وقد يستنكر العزيزة والأعزّ هذه المقاربة مؤكدين على أن ظروف تونس رياضيا وسياسيا واجتماعيا ليست ظروف فرنسا ولا الدنمارك (أوروبا) لا من قريب ولا من بعيد، لذلك حاولنا أن نبحث اعتباطيا في قارات آسيا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا عن مواعيد انطلاق بطولاتها فوجدنا على سبيل المثال أن بطولة أندونيسيا (القسم الأول) لموسم 2022- 2023 قد انطلقت يوم 23 جويلية الماضي وقد أتمت لحد اليوم 6 جولات، بينما بطولة غواتيمالا (القسم الأول) لموسم 2022- 2023 قد انطلقت كذلك يوم 23 جويلية الماضي وقد أتمت لحد اليوم كذلك 6 جولات، فيما أن بطولة تنزانيا (القسم الأول) لموسم 2022- 2023 قد انطلقت يوم 15 أوت الحالي وقد أتمت لحد اليوم جولتين.

ومن نافلة القول التذكير بأن بطولة أوكرانيا التي تعصف بها الحرب منذ 6 أشهر قد انطلقت منذ يومين، وتستعد جارتنا الجزائر لانطلاق الموسم الجديد يوم غد الجمعة، أما المغرب فستنطلق بطولتها يوم 2 سبتمبر. والطريف أن بطولة ليبيا التي أنهت موسمها الماضي منذ حوالي شهر هنا في تونس ستنطلق يوم 5 أكتوبر 2022.

لا شكل ولا عدد ولا قناة ناقلة ولا حتى رمز

العجيب أن البطولة التونسية التي لن تنطلق إلا يوم 30 سبتمبر لم يعرف لها إلى حد كتابة هذه الأسطر لا شكل ولا عدد ولا قناة ناقلة ولا حتى رمز، فهي بطولة مازالت في علم الغيب لا يعرف قبل 35 يوما من انطلاقها شكلها (نظام عادي أو بالنظام الهجين الذي استعمل الموسم الماضي) ولا عدد الفرق فيها (بسبب قضية هلال الشابة لدى TAS وكذلك عدم حسم هوية النازلين إلى الرابطة الثانية لحد اليوم) ولا القناة التي ستنقل مبارياتها (تم الإعلان يوم 11 أوت عن كراس شروط جديد واستشارة وطنية ودولية جديدة لبيع حقوق البث التلفزي وطنيا ودوليا ولكن لا جديد مذّاك الإعلان) ولا رمزها الجديد (باعتبار أن الترجي احتفظ نهائيا في موسم 2020-ً2021 بالرمز ولم يتم تتويجه لحد اليوم بالرمز الجديد بعد فوزه رسميا بالبطولة يوم 26 جوان الماضي).

نَمْ يا عزيزي نَمْ

يبدو من الواضح أن عزيزنا الأعزّ وديع الجريء لا يهمّه ولا يشغل باله بتاتا كل ما سلف، فقد اختار بكل سرور وحبور مذهب القائل «أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ» مؤمنا أن الأهم هو ما سيكتب في سيرته الذاتية (رئيس الوفد التونسي في مونديال 2022) وليس جاهزية لاعبي المنتخب لخوض المنافسة والدفاع بكل ما أوتوا من قوة عن حظوظ تونس في المرور للدور الثاني في المونديال.

ولذلك تجد عزيزنا الأعزّ يصبّ اهتمامه هذه الأيام على فتح مكتبه أمام رؤساء بعض الأندية التي اختارها (وخاصة اختارهم) بدقة وذكاء شديدين وحسب توزيع جغرافي مذهل وبحنكة سياسية لا تظاهى في استشرافها للمواعيد الانتخابية القادمة، واعدا ضيوفه بأنه سيغرفون من بيت مال الجامعة بما أغدق وسيغدق عليهم من واسع فضله وكرمه (هذا المقال يفسّر المسألة بإطناب).

أما الإعداد الجيد لتكون صورة تونس في المحفل العالمي الكبير ناصعة مشرّفة، فتلك مسألة مؤجلة سيجد لها فيالق العادة من المبرّرين والمستكتبين لمساعدته على تمرير«الحربوشة» فيبلعها الشعب الكريم كالعادة.. وفي انتظار ذلك هنيئاً مريئاً للعزيزة وللأعزّ بالتعاقد مع Panini وكل مونديال وكرة تونس تنعم بما بعد استفاقة الدكتور من النوم الهانئ..

نَمْ يا عزيزي نَمْ.. نَمْ مادام الفراش وثيرا ناعما آمنا…

Tagged , , , , , ,

About طارق الغديري

صحافي تونس مؤسس ورئيس تحرير الموقع الإلكتروني التونسي www.zajel.tn وهو ممثل تونس في التصويت على جوائز "الأفضل" للفيفا FIFA Awards منذ إنشائها سنة 2017
View all posts by طارق الغديري →