يتجدد الصراع التقليدي بين قطبي كرة القدم المصرية الأهلي والزمالك، حين يلتقيان الخميس في المباراة النهائية لبطولة الكأس السوبر المصرية على ملعب محمد بن زايد بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، في ما يمكن أن يطلق عليه “نهائي الأزمات”.
وبعد أن التقى الفريقان الشهر الماضي في الكأس السوبر الإفريقية بالعاصمة السعودية الرياض، والذي حسمه الزمالك بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1، يتواجهان مرة أخرى على لقب النسخة 22 من السوبر المصري في أبو ظبي، وسط أزمات متلاحقة تطارد الفريقين خارج الملعب.
وتأهل الأهلي بطل الدوري للمباراة النهائية بالفوز على بطل كأس الرابطة سيراميكا كليوباترا 2-1 في مباراة نصف النهائي الأحد، فيما تغلب الزمالك الذي يشارك في البطولة ببطاقة دعوة خاصة على بطل كأس مصر بيراميدز بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقت الأصلي 1-1. وتقام المسابقة بمشاركة أربعة أندية للمرة الثانية بعدما كانت تجمع بطلي الدوري وكأس مصر منذ انطلاقها عام 2001.
ويسعى الأهلي لتعزيز رقمه القياسي والتتويج باللقب للمرة الـ15 والرابعة على التوالي، فيما يأمل الزمالك في تحقيق اللقب الخامس له في السوبر والأول منذ عام 2020.
وتعد هذه المرة التاسعة يلتقي فيها الأهلي والزمالك معاً على لقب السوبر المصري، وأحرز الأهلي اللقب في ست مواجهات سابقة بين الفريقين مقابل اثنين للزمالك على حساب غريمه التقليدي.
ويسبق المباراة لقاء تحديد المركز الثالث بين بيراميدز وسيراميكا كليوباترا على ستاد آل نهيان.
– اعتداء ومحاكمة –
الأزمة الأكبر التي تواجه المباراة والزمالك بصورة خاصة تتعلق بالثلاثي مدير الكرة عبد الواحد السيد واللاعبين نبيل عماد (دونغا) ومصطفى شلبي، والذين دخلوا في اشتباك مع أحد المسؤولين عن التنظيم عقب مباراة بيراميدز الأحد.
وألقت شرطة أبو ظبي القبض على السيد ودونغا وشلبي بتهمة الاعتداء على أحد الموظفين، وتم تحويلهم لمحاكمة عاجلة الأربعاء أسفرت عن تأجيل القضية ليوم 29 أكتوبر مع استمرار حبس الثلاثي.
وبالرغم من إصدار مجلس إدارة الزمالك بياناً الثلاثاء أكد فيه احترامه وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة وللجهات القائمة على تنظيم السوبر المصري، وفتح تحقيق موسع حول الأحداث، والاعتذار الذي تقدم به أمين صندوق الزمالك حسام المندوه في تصريحات تلفزيونية عما بدر من لاعبيه ومدير الكرة، إلا أن الأمر أصبح في يد القضاء.
وكان المتحدث الرسمي باسم مجلس إدارة الزمالك أحمد سالم قد ألمح في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى تفكير الإدارة في الانسحاب من المباراة على خلفية الأحداث الجارية، قبل أن يؤكد المندوه عدم صحة هذا الأمر والتزام إدارة الزمالك بخوض المباراة في موعدها.
وقال مصدر بنادي الزمالك لوكالة فرانس برس “تلقينا نبأ استمرار حبس الثلاثي السيد ودونغا وشلبي، وبدأنا في التواصل مع وزير الشباب والرياضة المصري ومجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم للتدخل. علمنا أن وزير الشباب والرياضة في طريقه لأبو ظبي ونأمل أن تفلح وساطته في إنهاء الأزمة”.
على الجانب الفني، يأمل البرتغالي جوزيه غوميش في استغلال الحالة المعنوية المرتفعة لفريقه بعد الفوز على الأهلي في السوبر الإفريقي وتكرار الأمر محلياً. ومع الغياب المؤكد للثنائي دونغا وشلبي بسبب الأزمة الحالية، يستعيد غوميش خدمات الظهير عمر جابر الذي غاب أمام بيراميدز بعد تعافيه من الإصابة.
وقال غوميش “خضنا مباراة صعبة أمام بيراميدز القوي لكننا استحقينا الفوز. اللاعبون الجدد يدخلون التشكيل تدريجياً ويصنعون الفارق. في مثل هذه المباريات التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق، ونرغب في الفوز بكل المباريات والتتويج بلقب السوبر المصري”.
-رد الاعتبار-
لم يخل الحال من الأزمات على الجانب الآخر، بعدما قرر المدير الرياضي للأهلي محمد رمضان ترحيل لاعب الفريق محمود عبد المنعم (كهربا) من أبو ظبي وعدم استكماله للبطولة مع تغريمه مليون جنيه مصري (نحو 20 ألف دولار)، بسبب اعتراضه بصورة غير لائقة على المدرب السويسري مارسيل كولر لعدم إشراكه في مباراة نصف النهائي أمام سيراميكا كليوباترا.
وأتت أزمة كهربا لتزيد من الضغط الواقع على لاعبي ومدرب الأهلي منذ خسارة السوبر الإفريقي أمام الزمالك، بالإضافة للأداء المتواضع في مباراة نصف النهائي الذي أثار الكثير من القلق لدى الجماهير الحمراء.
وعقد رئيس الأهلي محمود الخطيب جلسة مع لاعبي الفريق وجهازهم الفني لتهدئة الأجواء عقب ترحيل كهربا، ولتحفيز الفريق على تحقيق الفوز ومصالحة الجماهير الغاضبة.
وبالإضافة لكهربا، تأكد غياب قلبي الدفاع خالد عبد الفتاح والمغربي أشرف داري بداعي الإصابة، لينضما للثلاثي المصاب لفترة طويلة التونسي علي معلول ومحمد هاني وكريم فؤاد. فيما تحوم الشكوك حول مشاركة المدافعين رامي ربيعة وعمر كمال عبد الواحد والمهاجم الفلسطيني وسام أبو علي، ليصبح كولر أمام أزمة سواء في الدفاع أو الهجوم.
وقال كولر “مباراة الزمالك فرصة لرد الاعتبار. لا نحتاج لطبيب نفسي، ولكن لأن يقدم كل لاعب أفضل ما لديه واستغلال الفرص جيداً. لم نظهر بالمستوى المطلوب حتى الآن، وشعرنا بخيبة أمل بعد خسارة السوبر الإفريقي، ونأمل أن يتغير ذلك في المباراة النهائية وأن يسعد اللاعبون جماهيرهم الكبيرة بتحقيق الفوز واللقب”.