أكد سفير المملكة العربية السعودية بتونس عبد العزيز بن علي الصقر أن لتونس مناخ جاذب للاستثمار، اذ تمثل أحد أبرز الدول التي يريد المستثمر الأجنبي لاسيما السعودي أن ينجز فيها مشاريعه وذلك بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام (بين إفريقيا وأوروبا).
وأضاف عبد العزيز بن علي الصقر قوله في حوار بالأستوديو التلفزي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ‘وات’ أن تونس تتميز أيضا بثروات طبيعية مميزة وموراد بشرية هامة فضلا عن شعبها المثقف، مشددا في السياق ذاته على أن الحوكمة الرشيدة لقادتها ساهمت في بعث رسائل إيجابية ومطمئنة من اجل الاستثمار على ارضها.
وأوضح أن ”تطوير التبادل التجاري بين البلدين يقتضي تذليل الصعوبات أمام المستثمرين ” موضحا أن مخرجات اجتماعات اللجنة السعودية المشتركة ومجلس الأعمال المشترك مع المسؤولين بتونس لمرات عديدة تعتبر مهمة وهي تمثل الإطار التنظيمي للعلاقات بين البلدين في مختلف الجوانب.”
ولاحظ أن ما توصلت له هذه الاجتماعات كان إيجابيا لاسيما في قطاعات البحث العلمي والصناعة وحماية البيئة والسياحة والمجال الاستثماري والثقافي وهوما يجسد على ارض الواقع تنامي ”العلاقات السعودية وتواصلها مع تونس ”.
وفي سياق متصل أفاد السفير السعودي أن الاجتماعات المقبلة بين الجانبين ستشهد استعراضا لما انجز في السابق من مشاريع، مذكرا بوصول اكثر من 300 رجل اعمال سعودي سنة 2023 الى تونس من أجل التباحث في انجاز عدد من الاستثمارات بها ولتدراس المعوقات في مجال الاستثمار والخروج بحلول عملية لتسهيل إجراءات الاستثمار من خلال استخدام نظام بنكي حديث والتركيز على الرقمنة.
مشاريع واعدة
بخصوص المشاريع المزمع تنفيذها من قبل المملكة في المستقبل القريب بتونس، أبرز السفير السعودي بتونس أن المملكة تعمل على انجاز مشاريع جديدة ، وقد تم في شهر سبتمبر الماضي التوقيع على عقد إطلاق أشغال انجاز المستشفى الجامعي “الملك سلمان بن عبد العزيز’ بمدينة القيروان اثر التوقيع على الاتفاقية من قبل وزارة الصحة التونسية والصندوق السعودي للتنمية في الخامس من سبتمبر.
وأوضح أن الأشغال ستبدأ فعليا في غضون الأيام القليلة المقبلة، مشيرا الى أن هذا المستشفى ممول بالكامل من طرف الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ قيمته 85 مليون دولار كهبة.
وشدد في هذا الخصوص على أن هذا المشروع سيشمل بخدماته أهالي القيروان والولايات القريبة منها في الوسط والوسط الغربي.
كما أكد حرص المملكة العربية السعودية على الإسراع في انجاز هذا المستشفى الذي تبلغ طاقة استيعابه حوالي 500 سرير خلال فترة قصيرة وذلك مع إمكانية التوسع مستقبلا في عدد الاسرة والاجنحة الطبية والعيادات.
وقال في السياق ذاته أن وزير الصحة التونسي مصطفى الفرجاني حريص كل الحرص بتوجيه من الرئيس قيس سعيد على انجاز هذا المستشفى الذي ستكون عملية الانتهاء من بنائه على اقصى تقدير بعد ثلاث سنوات (36 شهرا) من الان، مشيرا الى أن الانطلاق جار أيضا في انجاز مشاريع أخرى من هذا القبيل في عدد اخر من ولايات الجمهورية التونسية على غرار الجم وتطاوين وغيرهما.
وفي مجال الإسكان، لاحظ السفير عبد العزيز بن علي الصقر أن مظاهر التعاون السعودي مع تونس تأخذ في العادة مسارات متعددة سواء من خلال الاستثمار المباشر أو من خلال الصندوق السعودي للتنمية أو من خلال التعاون الثنائي بين وزارات الدولتين الشقيقتين.
ولاحظ أن مساهمات الصندوق في انجاز مشاريع في تونس بدأت في العام 1975 في مجالات الصحة والثقافة وترميم المساجد و تعبيد الطرق والكهرباء، مضيفا أن موضوع السكن ”هو اليوم من بين القضايا الملحة التي تهم كل مواطن على حد سواء .”
وأضاف قوله أنه تم تمويل عدد هام من المشاريع في تونس من قبل المملكة في مجال الاسكان ، اذ تم تسليم عدد من المساكن الاجتماعية الفردية في عدد من جهات البلاد لمستحقيها فيما سيتم في المرحلة المقبلة تسليم الدفعة الثانية من هذه المساكن (العاصمة تونس وعلى مستوى الجمهورية.)
يشار الى أنه تم خلال شهر فيفري المنقضي بتونس البدء في تسليم دفعة من المساكن الاجتماعية في عدد من الولايات بلغ عددها 1368 مقابل جاهزية 3310 آخرين مع العلم أن تكلفة برنامج السكن الاجتماعي بلغت 1278 مليون دينار.
ويوجد حوالي 990 مسكنا اجتماعيا في سيدي حسين بولاية تونس و 1408 بالبكري ولاية أريانة و1547 في طور الإنجاز بالفجة في ولاية منوبة و385 بين المحمدية ورادس في ولاية بن عروس
وشدد السفير السعودي في المقابل على وجوب سن تسهيلات جديدة لفائدة المستثمرين السعوديين وتقليص مدة إجراءات الاستثمار بتونس.
التعاون الفني
من جانب اخر أعتبر الصقر في حديثه لوكالة (وات) ان عدد التونسيين بالمملكة تجاوز ال 35 ألف تونسي يعملون في قطاعات التعليم والصحة ويساهمون مع اشقائهم في المملكة في عملية التنمية الاقتصادية وتحقيق “مستهدفات المملكة 2030″ؤ وهي رؤية مسار كامل لا يتوقف تحقق الخير للبشرية في مختلف دول العالم.
وأضاف قوله ان تونس تعتبر من الدول الشريكة للسعودية في تحقيق الرؤية التنموية في مجالات التقنية والجامعات والطب وفي المجال الفني والذكاء الاصطناعي مؤكدا ترحيب المملكة بوجود التونسيين على أراضيها في مختلف المستويات مؤكدا سعي المملكة على مزيد توسيع مستوى التعاون الفني بين الجانبين قريبا
علاقات عريقة ومتميزة بين تونس والمملكة العربية السعودية
أكد الديبلوماسي السعودي متانة وعراقة العلاقات السعودية -التونسية التي تمتد على مدى 68 عاما.
وأعرب عن تطلع بلاده الى تسريع وتيرة هذه العلاقات في المستقبل مع تونس بما يتوافق مع رغبة قائدي البلدين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود والرئيس قيس سعيد .
وقال أن ذلك سيكون عبر تركيز عدد من المشاريع الجديدة بتونس من جهة وبما يتلاءم ومكانة البلدين على المستوى العربي من خلال الهياكل والمنظمات الدولية على غرار جامعة الدول العربية أو منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة من جهة أخرى.
وشدد في هذا الخصوص على وجود تقارب في وجهات النظر بين الجانبين على مستوى مجمل القضايا التي تثار على المستوى الدولي .
الحج.. في اتجاه مزيد من الإجراءات التسهيلية
من جانب اخر ، تحدث السفير عبد العزيز بن علي الصقر عن الاجراءات الخاصة بالحج في اتجاه تسهيل عملية الحج للحجيج التونسيين خلال السنة المقبلة، وقال في تصريحه لوات أن وفد الحجيج التونسيين ” كان من بين أفضل البعثات المشاركة خلال سنة 2024 سواء من ناحية التنظيم او الالتزام بمعايير الحج او المواقيت المناسبة لأداء فريضة الحج” .
ولاحظ في السياق ذاته ان المملكة تعمل على مزيد تعزيز كل الإجراءات الكفيلة بتسهيل شروط وعملية الحج عبر استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي وتوفير اسباب راحة الحجاج من كل الدول لاسيما من تونس .
وأكد على أن عملية الحج بتونس في العادة تكون وفق مسارين اثنين فقط هما وزارة الشؤون الدينية الممثلة لتونس من خلال الحصة الرسمية المعتمدة حسب عدد السكان وكذلك ما يمنح من خلال سفارة المملكة بتونس ضمن ما يسمى ب”حصص المجاملة ” وهي لا تتجاوز المئات لفائدة بعض القطاعات والشخصيات تقديرا لظروفهم المهنية وللمساهمة في تسهيل أدائهم لمناسك الحج.
وشدد السفير السعودي على أن ” منصة نسك ” التي تعد من أهم المنصات التي أطلقتها وزارة الحج السعودية أتاحت بشكل كبير لكل حاج اختيار ما يريد بخصوص الحج من حيث التكلفة او الشركة التي يريد السفر معها والفندق الذي سيقيم فيه موضحا انها ساهمت بشكل بارز في تسهيل عملية الحج رقميا.
وشدد الصقر على أن هناك ”عقد يجمع وزارة الشؤون الدينية بتونس ووكالات الحج المعتمدة بالمملكة العربية السعودية والتي تعمل مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة من أجل تسهيل عملية الحج بصفة عامة ”
وفي ما يتعلق بكيفية الحصول على تأشيرة لزيارة المملكة، اعتبر سفير المملكة العربية السعودية بتونس أن هذه العملية أضحت اليوم في ظل التقدم التكنولوجي والتقني سهلة جدا وذلك من خلال إمكانية الحصول على تأشيرة سياحية بغرض السياحة ستمكنه في وقت لاحق من أن يعتمر متى أراد ذلك.
وأفاد السفير السعودي أن هناك نوع اخر من التأشيرات اليوم تؤمنه الخطوط السعودية يطلق عليه تأشيرة الترانزيت وذلك عبر القيام بعملية الحجز وشراء التذكرة والحصول على التأشيرة في نفس التوقيت لمدة 4 أيام.
وقال أن هذا النوع من التأشيرات سيمكن زائر المملكة العربية السعودية من الحصول على التأشيرة في اقل من نصف ساعة من خلال استخدام نظام التطبيق التقني حيث لم يعد شرطا الحصول على تأشيرة ما عبر الذهاب الى السفارة أو القسم القنصلي.
يشار الى أنه تم الإعلان عن إطلاق المنصة الوطنية للحج والعمرة “نسك”، رسميًا، سنة 2022 وهي تُقدم حاليًا أكثر من 121 خدمة متنوعة لتسهيل إجراءات قدوم ضيوف الرحمن من جميع أنحاء العالم.