شهدت الدقائق الأخيرة قبل غلق سوق الانتقالات الصيفية الخاصة بدوري المحترفين الجزائري لكرة القدم صفقات مدوية حملت معها اهتماما وتساؤلات عدة.
وانتظرت أندية مولودية الجزائر (حامل لقب الدوري)، وشباب بلوزداد (حامل لقب الكأس)، وشبيبة القبائل، الطامح للعودة إلى الواجهة، منتصف ليلة الثلاثاء، للكشف عن آخر صفقاتها التي وصفت بـ”القياسية”، و”غير المسبوقة في تاريخ الكرة الجزائرية”.
والظاهر أن الأندية الثلاثة، إضافة لاتحاد الجزائر، خاضت سباقا يشبه نهائي سباق 100 متر بدورة الألعاب الأولمبية، مستفيدة من الميزانيات غير المحدودة التي اعتمدتها الشركات الحكومية التي تملكها.
وكان شبيبة القبائل أول من بدأ هذا “المسلسل الجنوني” عندما أعلن تعاقده مع الدولي الأسبق رياض بودبوز /34 عاما/ لموسمين، تبعه شباب بلوزداد الذي رسم عوده مهاجمه السابق والهداف التاريخي للمنتخب الجزائري إسلام سليماني /36 عاما/ بموجب عقد يمتد موسمين، قبل أن يحسم مولودية الجزائر صفقة المهاجم أندي دولور /32 عاما/، الذي وقع على عقد لثلاث سنوات.
ويرى متابعون أن التعاقد مع هذا النوع من اللاعبين مثير للاهتمام ومن شأنه أن يرفع القيمة السوقية للدوري الجزائري، ويزيد في مستواه الفني خاصة في ظل تواجد عدد كبير من اللاعبين الأفارقة بعد قرار اتحاد الكرة السماح بقيد 5 لاعبين أجانب بدلا من 3 اعتبارا من الموسم الجديد الذي سينطلق يوم 19 من الشهر الجاري.
لكن التساؤل الأول يتمثل في قيمة هذه الصفقات والتي قد تقفز بالدوري الجزائري لمراكز متقدمة جدا على جدول أغنى البطولات في أفريقيا، ومدى تأثيرها على التوازن المالي للأندية المعنية.
وفي غياب أرقام رسمية، قدرت بعض المصادر أن الراتب الشهري لكل من بودبوز وسليماني ودولور، يتراوح ما بين 70 ألف و80 ألف دولار، فضلا عن الامتيازات الأخرى.
أما التساؤل الثاني، فيتعلق بعمر اللاعبين والذي يعتبر متقدما بالنظر إلى مدة العقود التي وقعوا عليها، ناهيك عن مدى تأقلمهم هم واللاعبون الأجانب مع ظروف الدوري الجزائري والمتطلبات الكبيرة والمبالغ فيها لبعض المسؤولين والمشجعين، وهو تساؤل ثالث يتوقع ان يستمر لفترة هذا الموسم.
وفي ظل هذا الوضع، اتهم تقرير لصحيفة (الخبر) الجزائرية، الاتحاد الجزائري لكرة القدم بـ”التقاعس” في تفعيل دور لجنة مراقبة التسيير، مشيرا إلى ما سماه “تواصل أرقام الإنفاق من المال العام في الأندية الجزائرية لكرة القدم صعودها المضطرد”.