على مدار السنوات الأخيرة، ومع دخول الإحصائيات والبيانات إلى عالم كرة القدم، ظهرت العديد من المصطلحات التي كانت تهدف بالأساس إلى منح فكرة دقيقة حول ما حدث في مباراة ما.
ومن بين هذه المصطلحات الأكثر شيوعا حاليا، يطفو على السطح مصطلح إكس جي “xG”، أو مؤشر الأهداف المتوقعة، فماذا نعرف عنه؟
تعريفا، مؤشر الأهداف المتوقعة هو احتمال أن تؤدي تسديدة ما إلى هدف، بناء على خصائص تلك التسديدة والأحداث التي أدت إليها.
– كيف يعمل الـ xG ؟ –
وفقا لتقارير، تعود الفكرة الأساسية التي استُلهم منها هذا المؤشر إلى التسعينيات في القرن الماضي، لكن في ذلك الحين كان التركيز على معيارين فقط هما زاوية التسديدة بمعنى هل هي مناسبة أم لا، إضافة إلى موقعها من المرمى هل هي من مسافة بعيدة أم قريبة.
ومع مرور الوقت، خضعت الفكرة للتطوير، وبدلا من أخذ معيارين فقط مرتبطين بالتسديدة بعين الاعتبار، تعددت المعايير وباتت تشمل إضافة إلى زاويتها وموقعها، بأي جزء من الجسد حدثت (القدم مثلا أو الرأس)، ونوع التمريرة التي سبقتها (كرة بينية مثلا أو عرضية أو كرة ثابتة وما إلى ذلك).
كما يؤخذ بعين الاعتبار نوع الهجمة (هجمة منظمة مثلا أو مرتدة)، وموقع اللاعبين المنافسين من اللاعب المُسدد وموقع حارس المرمى ووضعية جسده، إضافة إلى قياس الضغط لحظة التسديد.
وبعد أن يُحلل الحاسوب جميع هذه المعطيات، يمنح قيمة رقمية للتسديدة بين صفر وواحد تعكس احتمالية تسجيلها. وكلما كانت القيمة الرقمية أكبر وأقرب إلى واحد، كانت نسبة ترجمة التسديدة هدفا أعلى، والعكس صحيح.
على سبيل المثال، إذا كان مؤشر “إكس جي” 0.9، فذلك يعني أن احتمالية التسجيل عالية جدا، وأن 9 مرات من أصل 10 سُددت فيها الكرة في ظروف كهذه أثمرت هدفا.
وحدها ركلات الجزاء لها قيمة رقمية ثابتة على سلم مؤشر الأهداف المتوقعة بواقع 0.76، أي أن 76% من ركلات الجزاء تُترجم أهدافا، بحسب احصائيات شركة “واي سكاوت”.
وبالتأكيد، حتى يتمكن الحاسوب من منح قيمة رقمية على هذا النحو، فالأمر تطلب تزويده بقاعدة بيانات ضخمة تضمنت آلاف التسديدات التي تكررت في مباريات مختلفة من بطولات متنوعة، وتاليا بات لديه القدرة على تقييم احتمالية تحوّل التسديدة هدفا.
– إيجابيات كثيرة ولكن –
يسمح مؤشر الأهداف المتوقعة Expected goals بفهم أفضل للأداء وقياسه بشكل أكثر دقة من الإحصائيات الأساسية، مثل التسديدات على المرمى أو خارجه والاستحواذ. وباستخدامه لفترة زمنية محددة، يمكن احتساب مدى جودة أو نجاعة لاعب أو فريق ما.
في نهاية موسم 2021-2022، كان مؤشر الأهداف المتوقعة الخاص بمهاجم توتنهام سون هيونغ مين 13.95 هدفا، وعلى الرغم من ذلك، أنهى الكوري الجنوبي الموسم في صدارة ترتيب الهدافين برصيد 23 هدفا مناصفة مع المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول بمؤشر أهداف متوقعة بلغ 23.07.
هذا الرقم وإن دلّ على شيء، فإنه يعكس إمكانات استثنائية يتمتع بها قائد المنتخب الكوري مكّنته من التسجيل من وضعيات يصعب على نظراء له استغلالها.
ومن ناحية أخرى، يعكس “إكس جي” الخاص بسون، بالمقارنة مع رقم صلاح، أن ليفربول كان قادرا على صناعة الفرص ووضع المصري في ظروف تسجيل أفضل بكثير مما كان يفعله توتنهام، مع الأخذ بالاعتبار فعالية صلاح وقدرته على ترجمة الفرص أهدافا.
وعلى صعيد الفرق مثلا، إذا عانى فريق ما على صعيد تسجيل الأهداف خلال فترة زمنية محددة، يمكن النظر “إكس جي” الخاص به، فإذا كان أعلى من عدد الأهداف المُسجّلة، معنى ذلك أن المشكلة ليست في الصناعة بل في سوء الإنهاء، أو ربما في سوء الحظ والأمر لا يعدو كونه أكثر من مرحلة سلبية مؤقتة يمرّ بها الفريق.
لكن إيجابيات “إكس جي” الكثيرة تترافق مع بعض السلبيات. أحيانا، يمكن أن تكون الوضعية المثالية للتسجيل بالنسبة لأغلبية اللاعبين غير مثالية لآخرين، كأن تكون الكرة بحوزة لاعب يسدد بقدمه اليسرى وأُجبر على التسديد بقدمه اليمنى والعكس صحيح، أو أن تسنح فرصة مثالية للتسجيل بالرأس للاعب ليس بارعا في الكرات الهوائية.
وفي الحالين، سيكون مؤشر الأهداف المتوقعة عاليا ويظلم اللاعب المعني، لذا، من الأفضل اعتماده للقياس في فترة زمنية طويلة يتخللها عددا لا بأس به من المباريات لا عددا محدودا منها.
والجدير بالذكر، أن الشركات المتخصصة بمؤشر الأهداف المتوقعة، تعمل بشكل مستمر لجعل الأمر أكثر منطقية ودقة ووضع كل الظروف المحتملة الاستثنائية في الحسبان، كما أن المعايير التي تتبعها على صعيد كرة القدم للرجال مختلفة عن تلك المعتمدة للسيدات.