يشهد الدور نصف النهائي من بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، مواجهة نارية متجددة للعام الثاني توالياً بين الإسباني كارلوس ألكاراس حامل اللقب والمصنف ثالثاً عالمياً والروسي دانييل مدفيديف الخامس، في حين ستواجه الإيطالية جازمين باوليني الثامنة الكرواتية دونا فيكيتش (37).
في المباراة الاولى، قلب ألكاراس تأخره بمجموعة أمام الأميركي تومي بول (13) وفاز عليه 5-7 و6-4 و6-2 و6-2 في ربع النهائي الثلاثاء.
وكان ألكاراس (21 عاماً)، بطل النسخة الاخيرة من رولان غاروس، تغلب العام الماضي في نصف النهائي بسهولة على مدفيديف، في طريقه للفوز باللقب على حساب الصربي نوفاك ديوكوفيتش بخمس مجموعات.
وبدا ألكاراس بطيئا في المجموعة الاولى التي استمرت 72 دقيقة، في حين كسر منافسه ارساله مرتين.
تابع بول تألقه فتقدم 2-0 في المجموعة الثانية، إلاّ أنّ اللاعب الإسباني فرض التعادل وكسر إرسال منافسه مرة أخرى ليعادل 1-1.
وأحكم ألكاراس قبضته على المجموعة الثالثة بفضل كسر ارسال منافسه ثلاث مرات، وتابع تقدمه في المجموعة الرابعة وفاز بنسبة 92 بالمئة من نقاط إرساله الأول وارتكب أربعة أخطاء سهلة فقط ليحسمها فالمباراة لصالحه.
قال ألكاراس الساعي لأن يصبح سادس لاعب فقط يفوز بلقبي فرنسا المفتوحة وويمبلدون توالياً، إن بدايته في ربع النهائي كانت صعبة أمام الفائز بالنسخة الاخيرة من دورة كوينز.
وتابع “إذا كنت أعاني قليلاً من أجل العثور على الحلول، وإذا كان المنافس يلعب بشكل رائع ولم أتسبب في وقوعه في مشكلة، فأنا أؤمن في النهاية بقدرتي على العودة وإيجاد الحلول”.
وأضاف وهو يتطلع إلى مباراته ضد مدفيديف الفائز على الإيطالي يانيك سينر في ربع النهائي “آمل في أن أحصل على النتيجة ذاتها. لقد فاز للتو على يانيك سينر، أفضل لاعب في الوقت الحالي، لذلك أعلم أنه في حالة جيدة. يجب أن ألعب بأفضل ما لديّ، يجب أن أؤمن بنفسي وأحاول الاستمرار إذا أردت التغلب عليه”.
-مدفيديف يصعق سينر-
في الثانية، صعق مدفيديف منافسه الإيطالي يانيك سينر المصنف أول عالمياً بفوزه عليه 6-7 (7-9) و6-4 و7-6 (7-4) و2-6 و6-3.
وثأر الروسي البالغ 28 عاماً من خسارته أمام سينر في نهائي بطولة أستراليا في كانون الثاني/يناير.
ووضع انتصار مدفيديف الذي استمر أربع ساعات حدا لسلسلة من خمس هزائم أمام سينر (20 عاماً)، ليبلغ المربع الذهبي للمرة التاسعة في البطولات الأربع الكبرى.
قال “كنت أعلم أنه لكي أهزم يانيك، سيتعين عليّ الفوز بمباراة صعبة للغاية. لم يعد اللاعب الذي تهزمه بسهولة”.
وتابع “حتى لو صدقت ذلك للحظة عندما شعر بوعكة صحيّة، لكنني كنت أعلم أنه كان قادراً على التعافي واللعب بشكل أفضل، لذلك أنا سعيد لأني تمكنت من البقاء على مستوى عالٍ”.
وفي مجموعة أولى متكافئة لم يفقد فيها أي من اللاعبين فرصة لكسر الإرسال تقدم مدفيديف، بطل الولايات المتحدة المفتوحة 2021، في الشوط الفاصل (تاي بريك) بعدما تبادل الكرة 33 مرة مع منافسه.
ورغم تفوقه، أهدر الروسي نقطة لحسم المجموعة وهبط ايقاعه فجأة فارتكب خطأين مزدوجين، وحسم سينر المجموعة.
وكسر اللاعب الروسي إرسال منافسه الوحيد في المجموعة الثانية في الشوط الثالث في طريقه لإدراك التعادل في ربع النهائي.
وتخلى سينر عن إرساله مرة أخرى والنتيجة 2-1 في المجموعة الثالثة واستدعى على الفور الطبيب الفيزيائي. بدا اللاعب الإيطالي متعباً وتم قياس ضغط دمه في الملعب قبل مغادرته للحصول على وقت مستقطع طبي.
وبعد تأخير دام 10 دقائق، استأنف سينر اللعب وأذهل جماهير الملعب الرئيس عندما عادل الكفة 5-5، ثم أهدر نقطتين لحسم المجموعة ما سمح لمدفيديف بالفوز في الشوط الفاصل.
ولم يتردد الإيطالي في حسم المجموعة الرابعة بعدما كسر إرسال مدفيديف في الشوطين الثالث والخامس، لكن الأخير ردّ بقوة في المجموعة الخامسة منهياً المباراة بكسر إرسال منافسه في طريقه إلى الفوز.
-باوليني وفيكيتش في المربع الذهبي-
ولدى السيدات، ضربت باوليني موعداً في نصف النهائي مع فيكيتش (37) بفوزها على الأميركية إيما نافارو (17) بسهولة 6-2 و6-1.
ولم يسبق لباوليني (28 عاماً) أن فازت بمباراة في ويمبلدون قبل النسخة الحالية. كما لم تتجاوز الدور الثاني من إحدى البطولات الأربع الكبرى في 16 مباراة قبل هذا العام الذي شهد بلوغها الدور الرابع في بطولة أستراليا المفتوحة، وخسارتها نهائي بطولة فرنسا أمام البولندية إيغا شفيونتيك.
وحققت الإيطالية 19 ضربة ناجحة مقابل ست لمنافستها لتحتفل بفوزها الأول على اللاعبة الأميركية، بعد ثلاث هزائم هذا العام.
قالت باوليني، وهي أول إيطالية في العصر الحديث تصل إلى الدور نصف النهائي في ويمبلدون “إنه أمر لا يصدق، إنه لأمر مدهش أن أفوز في هذا الملعب الخاص”.
وتابعت “أنا سعيدة جداً بالوصول إلى نصف النهائي، ولا أعرف ماذا أقول في هذه اللحظة. إنه حلم أن أكون هنا في هذا المركز، وأن أكون في هذا الدور. كنت أشاهد النهائيات عندما كنت طفلة، في هذا الملعب”.
من ناحيتها، بلغت فيكيتش الدور نصف نهائي في إحدى البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب للمرة الأولى في مسيرتها بفوزها على النيوزيلندية لولو سان، 123 عالميا والمتأهلة من التصفيات، 5-7 و6-4 و6-1 في ربع النهائي.
ولم يسبق لفيكيتش (28 عاماً) أن تخطت حاجز الدور ربع النهائي في غراندسلام والذي بلغته في بطولتي الولايات المتحدة المفتوحة 2019 وأستراليا 2023.
ولم تتمالك فيكيتش نفسها فذرفت الدموع بعدما خضعت لعملية جراحية في ركبتها بعد بطولة أستراليا المفتوحة 2021، ووقعت في فخ الاصابة مجدداً لتغيب عن الملاعب لمدة شهرين في بداية عام 2022.
وباتت فيكيتش ثاني كرواتية تصل إلى المربع الذهبي في ويمبلدون بعد مريانا لوتسيك عام 1999.
وتحدثت فيكيتش عما واجهته، قائلة “لم يكن لدي أي طاقة أو أي دافع لمواصلة التدريب، والاستمرار في الضغط لأنني شعرت أنني قدمت كل شيء في الشهرين الماضيين من أجل كرة المضرب، ولم أحصل على النتائج التي كنت أتوقعها”.
وتابعت “من الجنون كيف يمكن أن تتحول الأمور في كرة المضرب بهذه السرعة”.
وعندما سُئلت كيف تصف قصتها الأخيرة ومعاناتها مع الاصابات، أجابت “أعتقد، عدم الاستسلام أبداً. الأمر ليس سهلاً في بعض الأحيان. نعم، كان عليّ أن أحفر عميقاً وأحفّز نفسي”.
ولم تفز فيكيتش سوى بلقب واحد فقط على العشب حتى الآن (نوتنغهام في 2017)، لكنها بلغت نهائي دورة باد هومبورغ الالمانية قبل مشاركتها في البطولة الانجليزية هذا العام.
في المقابل، سعت سان القادمة من التصفيات إلى أن تصبح ثاني نيوزيلندية تبلغ نصف نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى، بعد بليندا كوردويل التي حققت هذا الانجاز في بطولة أستراليا المفتوحة عام 1989.
