قال الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، أمس الإثنين، إن الصحفيين الذين يغطون الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دفعوا “أثمانا باهظة، لكن مهمة بهذه القداسة والإنسانية تستحق هذه الأثمان”.
جاء ذلك خلال كلمة للدحدوح بمقر نقابة الصحفيين التونسيين إثر وصوله إلى تونس، أمس، في زيارة بدعوة من النقابة، وفق بيان لها.
وقال الدحدوح: “الصحافة رسالة إنسانية وواجب وطني، ونحن حاولنا القيام بهذا الواجب على أكمل وجه قدر المستطاع”.
وأضاف أن الصحفيين الفلسطينيين في غزة حاولوا من خلال تغطيتهم لمجريات الحرب “تشكيل نموذج يُحتذى به” في مهنة الصحافة.
وتابع: “المهم في كل السياقات التي مررنا بها، وفي كل المحن والخطوب والأوجاع التي مررنا بها، أن الصحفي الفلسطيني شكل هذا النموذج، لكنه دفع ثمنا باهظًا” لذلك.
واستدرك الدحدوح مؤكدا أن “مهمة بهذه القداسة وبهذه الإنسانية تستحق ما دُفع من أثمان”.
ووفق أحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قتلت، إسرائيل خلال حربها الحالية على القطاع 147 صحفيًا، يُضاف إلى ذلك الكثيرون من ذوي هؤلاء الصحفيين.
وفقد الدحدوح زوجته وابنه وابنته وحفيدته في غارة إسرائيلية، استهدفت منزلاً نزحوا إليه وسط غزة في أكتوبر الماضي.
وفي ديسمبر، أُصيب الدحدوح وقُتل زميله المصور بقناة “الجزيرة” القطرية سامر أبو دقة، بقصف إسرائيلي خلال تغطيتهم لمجريات الحرب بمدينة خان يونس جنوبي غزة.
ومنتصف ديسمبر، غادر الدحدوح غزة عبر مصر للتداوي في قطر.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
كما تتجاهل إسرائيل اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.