لعل أهم عدو بالنسبة للرياضي هي الإصابات و كيفية التعامل معها بطرق علمية و صحيحة. تشمل الإصابات مناطق من الجسم، مثل العظام ، العضلات والمفاصل، كما تضم أنواعا مختلفة مثل الرضوض والجروح وإصابات الرأس والكسور.
ولا تقتصر نتائج الإصابة على الألم، بل قد تصل حتى إلى حدوث إعاقة دائمة قد تنهي مستقبل الرياضي الذي تعرض للحادث.
الإسعافات الأولية في المجال الرياضي تطور كثيرا في عصرنا و أصبح في بحث علمي مستمر لتوفير ظروف الصحة والسلامة للرياضي إضافة إلي الحاضرين داخل القاعات والملاعب الرياضية ، وذلك من أجل تجنب الإصابات الرياضية المحتملة أو على الأقل الحد من خطورتها .
من الناحية الواقعية أصبح من الضروري وجود مسعف قادر على توفير وسائل الصحة والسلامة داخل القاعة أو الملعب الرياضي ، وخاصة بالنسبة للأندية والجمعيات الرياضية التي لا تتوفر على موارد كافية. يعتبر أساسيا في تقييم وتوقع الإصابات الرياضية و المساهمة في علاجها.
مركز PCMET هو أحد أهم المراكز في تونس في مجال الإسعاف الأولية أحس بأهمية هذا القطاع و قام في السنوات الأخيرة بتدريسه و تطويره بواسطة مدرسين ذو خبرة في مجال الصحة الرياضية كان لنا بهذه المناسبة حوال مع السيد سليم العياري مدير مركز PCMET و كان كالٱتي .
ـ سيّد سليم ، في البداية لو تقوم بتقديم نفسك ؟
سليم العياري ، مدير مركز تكوين مهني PCMET Horizon qualité وهو مركز مختص في الإسعافات الأولية و مجالات أخرى تابعة لقطاع الصحة ، إضافة إلى تعليم اللغات الحية تحصلت على شهادة الماجستير في التعامل مع الحالات الحرجة و أستاذ تعليم شبه طبي و أقوم بتدريس علوم الصحة
ـ ماهي أهم نشاطات مركز PCMET و المجالات التي تشتغلون عليها ؟
أهم نشاط نركز عليه هو نشاط الإسعافات الأولية ، فهم مجال مهم جدا و شاسع فيه مجموعة من الإختصاصات . نحن في مركز PCMET نوفر هته الإختصاصات لعامة المواطنين بالإضافة إلى الشركات و المؤسسات . في مركزنا يتم تدريس أربعة إختصاصات في الإسعافات الأولية للعموم و إختصاصات أخرى للشركات. بالنسبة للدروس المقدمة للعموم نقوم بتدريس الإسعافات الأولية درجة أولى و ثانية ، إضافة إلى درجة خاصة للأطفال و الرضع و أخيرا درجة خاصة بالرياضة
ـ ذكرت درجة الإسعافات الأولية الخاصة بالرياضة ، ماهي أهم الدروس التي تتطرقون إليها في هذه الدرجة ؟
في درجة الإسعافات الأولية الخاصة بالرياضة نهتم بتقديم الدروس لذوي الإختصاص في هذا المجال كالمدربين في مختلف الأنشطة الرياضية ، أساتذة الرياضة و الإطار الطبي و الشبه طبي تابع لمجال الرياضة إضافة إلى عامة المواطنين المهتمين بهذا المجال. في درجة الإسعافات الأولية الخاصة بالرياضة نركز على كل الحوادث التي تقع في هذا المجال و إسمها الصدمات العضلية الهيكلية. يتعلم المترشح كيفية التعامل مع هته الصدمات ، أهمها التعامل مع التمزق العضلي ، التمطط العضلي ، التقطع العضلي و غيرها من الإصابات العضلية كما يتم التطرق إلى كيفية التعامل مع الكسور ، النزيف و السكتات القلبية بإستعمال جهاز الصدمات الكهربائية في مجال الرياضة. نقوم أيضا بتدريس حالات فقدان الوعي للرياضي في الميدان . يتعلم المترشح كذلك كيفية الأعلام عن حادث و الوقاية من مختلف الحدوث إضافة إلى القسم النظري نركز على تقديم ورشات تطبيقية في مختلف الحوادث. كل هذه الدروس تمكن المترشح من التدخل السريع لإسعاف الرياضي و تجنب المخلفات.
ـ هل تعاملتم مع جمعيات أو مؤسسات رياضية ؟
في الحقيقة تعاملنا مع عدة جمعيات خاصة الجمعيات الصغرى ، أو الجمعيات التي تشتغل مع الأطفال و تقوم بتدريبهم أهم الجمعيات كانت من رياضة الجودو ، كرة اليد ، كرة القدم ، الرڨبي و رياضة الدراجات الهوائية كل هته الجمعيات تستحق تكوين إطار طبي قادر على القيام بتدخل سريع عند وقوع الحادث
ـ حسب خبرتك هل أن الفرق و المؤسسات الرياضية في تونس تعطي أهمية لمسألة الإسعافات الأولية ؟
بالنسبة للجمعيات الكبرى و المحترفة فهي تعطي أهمية لهذا المجال و وجود طاقم طبي كامل ذو خبرة بها هو خير دليل على ذلك . بالنسة لبقية الجمعيات و الجمعيات الهاوية فهناك نقص في هذا المجال . من الضروري وجود حتى شخص واحد في أي فريق له الخبرة في الإسعافات الأولية في أي جمعية . وجوده ضروري خاصة في الحالات الحرجة كالسكتات القلبية المفاجأة . عديد الحالات الأخرى تستحق التدخل الفوري و السريع. وجود مسعف ضروري أيضا لتفادي المخلفات السلبية للرياضي.
ـ ماهي الحوادث التي تتكرر في الرياضة و تفرض وجود مسعف ؟
حالات فقدان الوعي ، إضافة إلى الإصابات العضلية . بالنسبة للإصابات العضلية فهي سهلة و يتم السيطرة عليها بسرعة ، بالنسبة لفقدان الوعي و حالات التنفس فهي تفرض وجود مسعف ذو خبرة
ـ في تقييمك و من خلال مواكبتك للأنشطة الرياضية ، هل أن الإسعافات الأولية تتم بشكل جيد أم لا ؟
في التدخل الفوري يوجد نقص كبير في هذا المجال نظرا لعدم إعطاء أهمية لدروس الرسكلة في الإسعافات الأولية و عدم مواكبة التطورات في هذا المجال هل أن وجود مسعف رياضيفي أي فريق أمر مفروض ؟ هو أمر أساسي ، أعطيك مثل اللاعب إيركسن ، لو لا وجود طاقم طبي كبير ذو خبرة لكان قد فقد حياته ، إضافة إلى لاعبين فقدوا حياتهم في جمعياتهم في تونس لعدم توفر المعدات و الإطار الطبي
ماهي الأهداف المستقبلية لمركز PCMET ؟
الهدف الأساسي لمركزنا هو تكوين أكبر عدد من المسعفين ، فغايتنا الأساسية هي حماية أرواح الناس . من أهم أهدافنا هو الإنفتاح أكثر على كل الموسسات ، نحن نرحب بأي شراكة مع أي جمعية رياضية تريد الإستفادة من الطاقم العامل بمركزنا
كلمة الختام ؟
أوجه شكر خاص لكل من أعطى أهمية للدورة التكوينية في الإسعافات الأولية كلمة أخيرة هي بمثابة الشعار في مركزنا ” sauver une vie ca s’apprends”