“في عالمنا تحلّق الأفكار بلا سقف، وتثمر أشجار المعرفة وتطوف الخواطر بحرية”.. هكذا يرى أبناء مؤسسة قطر رسالة جوهرة العلوم والمعارف والإبداع التي صُقلت على أرض الدوحة منذ سنة 1995.
لم أكن أرى، حتى في أحلامي الأكثر شططا أن مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (Qatar Foundation) ستكون مثل ماهي عليه اليوم.
فعندما دُعيت سنة 2003 لحضور حفل افتتاح المدينة التعليمية لم أكن أتخيل أن ال 12 كيلومترا المحيطة بذلك الحرم الجامعي المهيب ستصبح جزءا من مشروع الأجيال القادمة المبهر الذي عاينته بمناسبة زيارة لمؤسسة قطر لوفد من الإعلاميين العرب على هامش كأس العرب الفيفا المقامة هذه الأيام على أرض الدوحة.
الرسالة
“استخلصنا فيضا من الأفكار اللامعة وغرسنا بذور المعرفة وروينا بوارق الفكر، تطلعنا إلى عالم مستقبلي نرسم معالمه بأيدينا وبمرور الوقت أضحى حقيقة نعيش فيها”.. هكذا يسترسل أبناء مؤسسة قطر في وصف مشروعهم الحلم الذي تحول إلى منارة علمية عالمية.
مؤسسة قطر هي مؤسسة خاصة غير ربحية تأسّست سنة 1995 بمبادرةٍ من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وتتولى الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس الإدارة بينما تتولى الشيخة هند بنت حمد آل ثاني الرئاسة التنفيذية للمؤسسة.
هذا وقد بنيت المؤسسة على ثلاثة مجالات محورية تعتبر كلّ منها منظومة متفردة وهي التعليم (فرص ذات جودة عالية جعلت قطر الأولى عربيا والرابعة عالميا) والبحوث والتطوير (تستقطب أكثر من 500 عالم عربي من الطيور المهاجرة) وتنمية المجتمع (15 مركز ترعى مبادرات ومشروعات توعوية اجتماعية).
الكيان
تتألّف المؤسسة ممّا يزيد على 50 كيانًا في مجالات التعليم، والبحوث، وتنمية المجتمع، تدعمها الشراكات مع المؤسسات الدولية الرائدة، في بيئة تعتمد على المبادرات التي تعالج التحديات الأكثر إلحاحًا، وتتيح الفرص العالمية، وتمكّن الأفراد من صياغة الحاضر والمستقبل.
ديدن مؤسسة قطر هو تعزيز الابتكار وريادة الأعمال على المستوى الإقليمي، ودعم مساعي تنمية المجتمع وثقافة التعلّم مدى الحياة، وإعداد ألمع العقول لمواجهة التحديات المستقبلية الكبرى، اعتمادا على فلسفة مفادها أن المستقبل يكمن في إطلاق أثمن الموارد على الإطلاق – ألا وهو الإنسان.
المدينة التعليمية
تعدّ المدينة التعليمية المبادرة الريادية الألمع لمؤسسة قطر، فهي حرم جامعي رفيع يضمّ مجموعة من أرقى الجهات العلمية على مستوى العالم (مثل كلية فيرجينيا كومنولث وكلية طب وايل كورنيل وجامعة تكساس إي أند أم وجامعة كارنيغي ميلون وجامعة جورج تاون وكلية نورث وسترن ومعهد آش أي سيه باريس) إضافة إلى جامعة بحثية محلية، علاوةً على حاضنات للمشروعات الناشئة، ومجمعات تكنولوجية، ومواقع تراثية، ومؤسسات ثقافية.
جوهرة التاج
تعتبر المكتبة الوطنية جوهرة التاج في مؤسسة قطر فهي واحدة من المراكز المتميزة عالميًا في مجالات التعلُّم والبحوث والثقافة، كما أن مبناها الذي صممه ريم كولهاس المعماري الهولندي الشهير يعتبر تحفة هندسية رائعة، وتضم المكتبة حوالي مليون ومائتي ألف كتاب ومخطوط بينها نفائس نادرة لا تقدر بثمن.
رمز وتطلعات وقيم
السدرة هي شعار مؤسسة قطر، وهي من الأشجار المعروفة في البلاد، تنمو وسط الظروف المناخية العاتية وفي أجواء الصحراء القاسية.
والسدرة (شجرة الجنة) بأغصانها الوارفة وفروعها الشارفة دلالة على مراكز المؤسسة المتعددة ومشروعاتها الرائدة، كما أن أوراقها وأزهارها وثمارها ترمز للتضحية والعطاء وصورة على توارث الأجيال والنماء، إذ تنمو لتمنح بذرة ناشئة لتسطر حياةً جديدةً ومستقبلًا زاهرًا.
هذا المستقبل الذي يتطلع إليه أبناء مؤسسة قطر ينطلق من قيم في صميم الهوية ترويها قصص حُكيت وأخرى ستُحكى لأجيال، في نطاق مبادئ تحدد ماهية المؤسسة وتوجّه القرارات في سياق السعي نحو تحقيق رؤية شاملة لغد مشرق ليس فقط لقطر بل لكل العالم.