قال المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية ورئيس اللجنة العلمية للتلقيح، رياض دغفوس، اليوم الجمعة، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إنه “بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الحملة الوطنية للتلقيح (مارس 2021) لا خطر البتة على الملقحين التونسيين بـلقاح “أسترازينيكا” على المدى الطويل، لأن الآثار الجانبية للقاح تظهر من 4 أيام الى شهر واحد منذ تلقيه ثم لا خوف بعد ذلك”.
وطفا لقاح “أسترازينيكا” في الآونة الأخيرة على سطح الأحداث وتداولت تقارير صحفية عالمية تسببه في بعض الأعراض المميتة، خاصة بعد أن اعترفت الشركة المصنعة بأن هذا اللقاح يتسبب في حالات نادرة جدا في أعراض مميتة تؤدي الى الاصابة بتجلط الدم أو ما يعرف بـ”اضطراب متلازمة نقص الصفيحات الدموية”.
وأوضح دغفوس أن التجارب السريرية للقاح أجريت على ملايين الأشخاص على مستوى العالم ولم تظهر من خلالها هذه الآثار الجانبية السلبية، فيما حدثت عند اعتماده حالات نادرة من تجلط الدم لدى ملقحين وذلك منذ اكثر من عامين وارتأت تونس عند تنفيذها للحملة الوطنية للتلقيح تمكين الفئات العمرية لأكثر من 40 سنة دون سواها من هذا التلقيح.
وفسّر المتحدث تحجير اللقاح على الفئات دون 40 عاما “بقوة الاستجابة المناعية لديهم” التي تؤدي لدى بعضهم الى نوع من الاضطراب عند تلقي اللقاح.
وأكّد أن هذه الاثار الجانبية غير سامة ويمكن ان تفسّر بنوع من الحساسية تجاه احد المكونات الدوائية، لافتا الى ان كل هذه التفسيرات العلمية تبقى تخمينات لانه لم يثبت بعد السبب الرئيسي لهذه الاثار الجانبية.
وشدّد على أنه لا خوف على الملقحين التونسيين بهذا اللقاح بعد أن انقضت مدة زمنية طويلة نسبيا، لافتا الى انه وفدت أربع حالات على المركز الوطني لليقظة الدوائية تعاني من آثار جانبية جراء تلقي اللقاح لكنها آثار لا تشكل أي خطورة على صحتهم.
وأفاد بأن قرابة مليونين و700 الف تونسي تلقوا لقاح “استرازينيكا” ولم تظهر الاثار الجانبية ذات الخطورة المتدنية الا على أربع حالات فقط.
ووفق التقارير الإعلامية العالمية، تواجه الشركة البريطانية السويدية “أسترازينيكا” دعاوى قضائية جماعية من قبل عشرات العائلات تزعم تضرر بعض أفرادها من آثار هذا اللقاح الذي طورته شركة “أسترازينيكا” البريطانية السويدية وجامعة أكسفورد أثناء جائحة كوفيد 19 عن طريق معهد الهند للأمصال.
وذكرت التقارير أن التلقيح قد يكون السبب وراء الاصابة بتجلط الدم أو “متلازمة نقص الصفيحات الدموية”، وهي اضطراب نادر في الدم يهدد الحياة إذ يتسبب في حدوث جلطات في الأوعية الدموية الصغيرة في جميع أنحاء الجسم.
واعترفت الشركة ومقرها كامبريدج ببريطانيا في وثيقة قانونية قدمت إلى المحكمة العليا البريطانية في فيفري الماضي، أن لقاحها “يمكن، في حالات نادرة جدا، أن يتسبب في تجلط الدم”.