لم يُكتب للبرتغالي روبن أموريم النجاح الباهر كالعديد من أبناء جيله، فأجبرته الإصابة على الاعتزال في سن الـ32، لكنّه يشقّ اليوم طريق النجاح بسرعةٍ كمدرب بعدما قاد سبورتينغ إلى لقب دوري كرة القدم الغائب عن خزائنه لـ19 عاماً، وبات أحد المرشّحين لخلافة الألماني يورغن كلوب في ليفربول الإنجليزي.
وجد أموريم البالغ اليوم 39 عاماً والفائز مع بنفيكا بلقب الدوري ثلاث مرات نفسه مُجبراً على الاعتزال بعد موسمٍ قضاه مع الوكرة القطري بالإعارة، توقّف من بعده عن مزاولة اللعب لأكثر من عام بسبب الإصابة قبل أن يُنهي عقده مع ناديه ويُعلن اعتزاله.
كان لاعب الوسط أجرى عمليةً جراحيةً لركبته في موسم 2010-2011، لكن الإصابة الأقوى جاءت بعدها بأربعة مواسم، حين قُطع رباط ركبته الصليبي وغاب لأكثر من خمسة أشهر قبل انتقاله إلى الدوري القطري.
لم ينتظر أموريم أكثر من عامٍ لبدء مسيرته التدريبية مع كازا بيا في الدرجة الثالثة، لكنه دُفع إلى الاستقالة بسبب العقوبات التي فُرضت على النادي، كون أن مدربه الجديد لا يحمل الرخصة التدريبية المطلوبة.
تلقى عرضاً لتدريب الفريق الرديف لبنفيكا، لكنه اختار براغا وقاده إلى تحقيق لقب الكأس ومن دون أي خسارة في الدوري حيث حلّ ثالثاً.
نجاحه الباهر دفع سبورتينغ إلى الرهان عليه وتسديد قيمة فسخ عقده وجعله أحد أغلى التعاقدات في تاريخ كرة القدم البرتغالية.
لم يُخيّب أموريم رهان إدارة لشبونة، وقاد الفريق إلى لقب الدوري لأول مرة منذ 19 عاماً، وقد يفعلها مجدداً.
– «سبيشال تو» –
يتربّع لشبونة على صدارة الدوري بعد 27 مرحلة خاض منها الفريق 26، بفارق نقطةٍ عن ملاحقه بنفيكا.
بسبب نجاحه السريع، بات أموريم يُلقّب بـ«سبيشال تو»، نسبةً إلى أنه قد يكون خليفة جوزيه مورينيو المعروف بـ«سبيشال وان»”، لكنه يرفض ذلك.
يقول “أمرٌ غير منطقيّ وليس لديّ أوهامٌ حول هذه المسألة. لا توجد مقارنة بين العظيم جوزيه مورينيو ومدرب لشبونة”.
في ليفربول، سيغادر كلوب بعد نهاية الموسم، وسيكون الـ”ريدز” بحاجةٍ إلى مدربٍ قادرٍ على إكمال ما صنعه الألماني، ويبدو أن أموريم هو أحد المرشّحين لفعل ذلك.
يرفض البرتغالي التعليق على الأمر “أريد الفوز بالألقاب مع سبورتينغ. اللاعبون يعرفون كم يريدون الفوز. الجميع يُركّز على الفوز بالألقاب”.
وردّاً على التقارير التي أشارت إلى أن إدارة النادي اتفقت مع الإنكليزي أنتوني باري، المدرب المساعد في بايرن ميونيخ الألماني والمنتخب البرتغالي، قال ساخراً “الأمر الوحيد الذي يُزعجني أن لديهم بديلي”، مضيفاً “قلت لـ(هوغو) فيانا (مدير النادي) أن يهدأ لأن الأمر ليس بهذا الشكل”.
– شخصية قيادية –
يُشتهر أموريم باعتماده على رسم 3-4-3 في مبارياته، لكن ليس الرسم وطريقة اللعب هي التي تفوز بالمباريات وفقاً لباولو مينيزيس، رئيس قسم التوظيف في براغا، بل “التواصل”.
يقول في مقابلةٍ مع موقع “ذي أثلتيك” إن “شخصية أموريم، الطريقة التي يعمل فيها، جعلتنا نفكّر بأننا قد نكون في حضرة مدربٍ كبير”.
ويضيف “يمتلك روبن شخصية قوية وقيادية، لكنها لا تكسر المجموعة. بقيادته القوية، يتمكّن من جمع وتوحيد الجميع. هو شخص ذكي جداً في العلاقات الاجتماعية والتواصل. هذه هي نقاط قوّته كمدرب”.
يؤكّد فاسكو سيابرا، مدرب إستوروتيل أحد أندية لشبونة كلام مينيزيس. برأيه، “يفوز (أموريم) بالكثير بسبب طريقة تواصله. رسالته واضحة وسهلة الفهم. اللاعبون يفهمون عليه بسهولة. الأمر عينه ينسحب على الجمهور والصحافة أيضاً”.
تأثير أموريم يبدو في الغالب على اللاعبين الشباب الذين يعتمد عليهم. في لشبونة، أعطى الفرصة للعديد منهم لخوض أولى مبارياتهم الاحترافية، أمثال داريو إسوغو (16 عاماً)، رودريغو ريبيرو (16) وغونسالو إستيفيس (17) وأربعة لاعبين آخرين لم يكونوا قد وصلوا إلى العشرين من عمرهم.
يمتلك لشبونة أحد أفضل الأكاديميات في عالم اللعبة، وقد استفاد أموريم من ذلك.
يقول جواو نونو فونسيكا الذي درّب رديف لشبونة لدى وصول أموريم إن “العمل الذي قاد به ومستمر فيه بتطوير المواهب الشابة هو السبب الأكبر في نجاحه”.
ويتابع “سبورتينغ يمتلك أكاديمية رائعة ويضم العديد من المواهب، وروبن لديه القدرة على تطويرها وتنميتها”.