اقترب شابي ألونسو من قيادة باير ليفركوزن إلى التتويج باللقب الأول في تاريخه في الدوري الألماني لكرة القدم بفضل نتائجه الرائعة هذا الموسم وفي مختلف المسابقات حيث لم يخسر أي مباراة حتى الآن، في إنجاز لفت اهتمام العملاقين ليفربول الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني للتعاقد مع المدرب الإسباني الحديث العهد بالإدارة الفنية.
دافع لاعب الوسط السابق البالغ من العمر 42 عامًا عن ألوان كلا العملاقين الأوروبيين: خمسة مواسم مع ليفربول (2004-2009) وثلاثة مع بايرن ميونيخ (2014-2017) وبينهما خمسة مواسم مع ريال مدريد الإسباني (2009-2014)، في مسيرة احترافية متألقة توج خلالها بلقبين في كأس أوروبا وواحد في كأس العالم مع منتخب بلاده.
وفضلاً عن حصوله على ألقاب مع ثلاثة من أفضل الأندية في القارة العجوز، اكتسب ألونسو الكثير من المعرفة التي صقلت فلسفته التدريبية.
(مواطنوه) بيب غوارديولا ورافايل بينيتيس وفيسنتي دل بوسكي و(البرتغالي) جوزيه مورينيو و(الإيطالي) كارلو أنشيلوتي هم من بين مجموعة المدربين المتميزين الذين لعب تحت قيادتهم ألونسو.
كان رحيله المفاجئ من ريال مدريد إلى بايرن ميونيخ في عام 2014 مدفوعًا إلى حد كبير بفرصة مشاهدة الأساليب التدريبية لغوارديولا مباشرة.
تتجلّى مبادئ غوارديولا النقية في الطريقة اللافتة للنظر التي اجتاح بها فريق ألونسو ليفركوزن ألمانيا.
لكنه ينسب الفضل إلى أنشيلوتي باعتباره صاحب التأثير الأكبر على أسلوبه التدريبي، بسبب قدرته الفائقة على إدارة لاعبيه.
وقال ألونسو لشبكة “بي بي سي” البريطانية متحدثا عن مدربيه السابقين: “لقد حاولت دائما أن أكون قريبا منهم، لأفهم كيف ولماذا يتخذون قراراتهم”.
واضاف “تتعلم من ذلك ولكنك تحتاج إلى بناء شخصيتك الخاصة، إنها ليست عملية نسخ ولصق، إنه عمل هذا المدير الفني”.
وتابع “أنت بحاجة إلى بناء أفكارك الخاصة والإيمان بها حتى تتمكن من نقل هذه الفكرة وهذا ما أحاول القيام به”.
أخذ ألونسو الذي يواجه فريقه مضيفه قرة باغ الأذربيجاني الخميس في ذهاب ثمن نهائي مسابقة الدوري الأوروبي “يوربا ليغ”، وقته قبل أن يلجأ إلى التدريب بعد اعتزاله اللعب في عام 2017.
بدأ مشواره التدريبي في صفوف شباب ريال مدريد وريال سوسييداد قبل أن يتلقى المكالمة من ليفركوزن في أكتوبر 2022، عندما كان النادي في النصف الثاني في جدول ترتيب الدوري الألماني.
أعاد الفريق إلى السكة الصحيحة وأنهى الموسم في المركز المركز السادس وبلغ الدور نصف النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”، وخرج بصعوبة على يد روما الإيطالي بخسارته 0-1 ذهابا وتعادلهما 0-0.
لكن القليل من الناس فقط كانوا يتخيلون هذه القفزة إلى الأمام في أول موسم كامل لألونسو في منصبه، حيث يبدو أن هيمنة بايرن ميونيخ على لقب الدوري في الأعوام الـ11 الأخيرة تقترب من النهاية.
ويتفوّق ليفركوزن بفارق 10 نقاط على بايرن في صدارة الترتيب قبل عشر مراحل على نهاية الموسم ولم يخسر في 34 مباراة في جميع المسابقات حتى الآن، وينافس على ثلاثية الدوري والكأس المحليين ويوروبا ليغ.
كان يورغن كلوب آخر مدرب أطاح العملاق البافاري، خلال فترة وجوده على رأس الإدارة الفنية لبوروسيا دورتموند، وقد يمهد رحيله في نهاية الموسم الطريق أمام ألونسو للعودة المحتملة إلى أنفيلد.
وقال كلوب: “الديناصورات إذا أردتم – أنشيلوتي، مورينيو، غوارديولا، وربما أنا – لن نفعل ذلك خلال العشرين عامًا المقبلة”.
واضاف “الجيل القادم موجود بالفعل، وأود أن أقول إن شابي هو الأفضل في هذا المجال”.
ولم يتفاجأ غوارديولا بنجاح ألونسو، بعد أن رأى فهمه للعبة عن قرب.
قال غوارديولا عندما سئل عن حصيلة موسم ليفركوزن “رائعة”، مضيفا “لقد كنت محظوظًا جداً لوجوده لمدة عامين. لقد كان لاعبًا ذكيًا”.
وتابع “هناك لاعبو وسط يطرحون عليك الأسئلة، ولديهم فضول، ويسألون عن المباراة، وأنت تدرك أن هذا الرجل (سيكون مدرّبًا)”.
– منصب المدرب في بايرن شاغر –
أدّت عدم قدرة توماس توخل على مواكبة رجال ألونسو في صدارة الدوري الألماني إلى إجبار بايرن على التأكيد على أنه لن يبقى في منصبه في ملعب “أليانز أرينا” الموسم المقبل.
ويتفهم ألونسو أنه هو المرشح المفضل للمسؤولين عن النادي البافاري لكنهم قد يواجهون منافسة شديدة من ليفربول الذي عاد إلى أفضل حالاته هذا الموسم.
يبدو أن استبدال كلوب مهمة لا تستحق الشكر، لكن الألماني سيسلم خليفته فريقًا يبدو مستعدًا للتنافس على الألقاب الكبرى لسنوات قادمة.
على الرغم من قائمة الإصابات الطويلة في صفوفه، لا يزال ليفربول ينافس على رباعية هذا الموسم. توج بكأس الرابطة، يتصدر الدوري بفارق نقطة أمام مانشستر سيتي، بلغ نصف نهائي كأس الاتحاد الانكليزي وثمن نهائي يوروبا ليغ.
ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى جيش من خريجي الأكاديمية الواعدين الذين ساعدوا رجال كلوب على الفوز على تشلسي في المباراة النهائية لكأس الرابطة الشهر الماضي.
أينما انتهى به الأمر، فإن ألونسو، بعد أقل من عامين من توليه أول منصب تدريبي كبير، أصبح العالم تحت قدميه.