تسعى نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات إلى بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم وانهاء مغامرة أنغولا الباحثة عن التأهل لدور الأربعة لأوّل مرّة، الجمعة في أبيدجان، فيما تنشد الكونغو الديموقراطية تخطي غينيا بعد أربعة تعادلات متتالية.
وبعد بداية مخيّبة بالتعادل أمام غينيا الاستوائية 1-1 وانتصارات خجولة بهدف على المضيفة ساحل العاج وغينيا بيساو، قدّم لاعبو “النسور الممتازة” أداءً هجومياً قوياً خلال الفوز على الكاميرون 2-0 في ثمن النهائي مطيحين حاملة اللقب خمس مرات.
وبات على رجال المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو تكرار المستوى ذاته أمام أنغولا على ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي، إذا أرادوا بلوغ نصف النهائي الثاني في آخر ثلاث نسخ، علّما أنهم حلّوا في المركز الثالث في نسخة 2019.
وإلى جانب مهاجم نابولي الإيطالي فيكتور اوسيمهن، أفضل لاعب في إفريقيا 2023، يأمل بيسيرو أنّ يواصل جناح أتالانتا الإيطالي أديمولا لوكمان تألقه بعدما أحرز هدفيّ الفوز على “الأسود غير المروضة”.
كما يأمل أن يكون حارسه ستانلي نوابيلي الذي اصيب وخرج خلال لقاء الكاميرون لائقا، فيما أشارت وسائل إعلام نيجيرية إلى أنه مستعد للمشاركة.
ونيجريا قوة أساسية في كرة القدم الإفريقية ولها باع طويل في هذه البطولة القارية إذ أحرزت لقبها ثلاث مرات (1980 و1994 و2013)، فيما حلّت وصيفة في أربع مناسبات (1984 و1988 و1990 و2000).
وفي تصريحات تلفزيونية بعد قهر الكاميرون، قال بيسيرو “لدينا مجموعة متميزة من اللاعبين ولديهم روح رائعة لإسعاد 200 مليون نيجيري عبر الفوز بالبطولة”.
وعن لقاء أنغولا، أكّد “كل منتخب سيكون صعباً في هذه المراحل المقبلة”.
وستصطدم آمال نيجيريا بمواصلة حملة الفوز باللقب الغائب منذ 2013 بأحلام أنغولا ببلوغ نصف النهائي لأول مرة في تاسع مشاركاتها، خلال أول لقاء بين الفريقين في نهائيات البطولة.
وكانت أفضل نتائج المنتخب المُلقب “الغزلان السوداء” الوصول لربع النهائي مرتين تواليا 2008 و2010.
وفيما سجّلت نيجيريا التي تضم ترسانة هجومية مميزة خمسة أهداف خلال النسخة الجارية، هزّت أنغولا شباك خصومها 9 مرات.
كانت المساهمة الأبرز فيهم من نصيب لاعب وسط الوكرة القطري جاسينتو مووندو دالا (4)، ثاني ترتيب الهدافين وراء إميليو نسوي من غينيا الاستوائية (5)، ومهاجم الاتحاد السكندري المصري الخطير مابولولو (3).
وإلى ربع النهائي، وصلت أنغولا بقيادة مدربها البرتغالي بيدرو غونسالفيش بعد نتائج مميزة، شهدت التعادل افتتاحاً مع الجزائر 1-1 ثم الفوز على موريتانيا 3-2 وبوركينا فاسو 2-0، قبل التهام ناميبيا 3-0 في ثمن النهائي.
ويعوّل غونسالفيس (47 عاماً)، الذي يدرب المنتخبات الأنغولية المختلفة منذ 2018، على استمرار تألق دالا ومابولولو لهز شباك نيجيريا للمرّة الأولى منذ مباراتها الافتتاحية.
كما يأمل أن يكون بديل حارسه نيبلو الذي طرد في لقاء ناميبيا للمسه الكرة بيده خارج المنطقة، مستعداً اللقاء.
ويلتقي الفائز من هذا اللقاء مع الفائز بين الرأس الأخضر وجنوب إفريقيا في 7 فيفري المقبل على ملعب السلام في بواكي.
– الكونغو دون فوز –
في أبيدجان أيضا، لكن على ملعب الحسن واتارا الأحدث والأكبر (60 ألف متفرج) بالبلاد، تصطدم جمهورية الكونغو الديموقراطية البطلة مرتين، بغينيا وصيفة 1976 والمنتشية بأول فوز لها في الادوار الإقصائية.
والكونغو هي الوحيدة في ربع النهائي لم تحقق أي فوز بالبطولة مكتفية بأربعة تعادلات.
إذ تعادلت ثلاث مرات في دور المجموعات أمام زامبيا والمغرب 1-1 وتنزانيا سلباً، قبل أن تتعادل مع مصر حاملة اللقب سبع مرات 1-1 وتقصيها بركلات الترجيح 8-7.
و”بعد الفوز على أحد أكبر منتخبات إفريقيا”، قال مدرّبها الفرنسي سيباستيان دوسابر “الآن أتمنى أن نذهب إلى أقصى حد في البطولة”.
وهو يأمل أنّ يواصل لاعب وسط يونغ بويز السويسري ميشاك إيليا تألقه اللافت، رفقة المدافع شانسيل مبيمبا (مرسيليا الفرنسي) ولاعب الوسط المُبدع يوان ويسا (برنتفورد الإنجليزي).
شارك منتخب الكونغو الملقب بـ”الفهود” 19 مرة في بطولات أمم أفريقيا، وتوج مرتين في 1968 تحت مسمى كونغو كينشاسا و1974 تحت مسمى زائير، علما أنه حلّ ثالثا في 1998 و2015.
في المقابل، تحلم غينيا بلقب أوّل في تاريخها، علماً ان أفضل نتيجة لها هي الحلول في مركز الوصافة عام 1976 عندما أقيم الدور النهائي بنظام المجموعة.
تأهلت غينيا لثمن النهائي كواحدة من أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث بجمعها 4 نقاط، قبل أن تطيح مفاجأة البطولة غينيا الاستوائية بهدف قاتل سجّله محمد بايو لاعب لوهافر الفرنسي.
وغينيا التي بلغت ربع النهائي آخر مرّة في 2015، قال مدرّبها كابا دياوارا في مقابلة مع فرانس برس “هذه المرة اعتقد أن الطريق يتفتح أمامنا” لنصف النهائي.
وهو يأمل أنّ يستعيد مهاجم شتوتغارت الألماني سيرهو غيراسي “المميز” حساسية المباريات ويساهم في تحقيق حلم “الفيل الوطني”.
والتقى الفريقان مرتين لحساب دور المجموعات في البطولة، فتعادلا في 1970 وفازت غينيا 2-1 في نسخة 2004.
ويلعب الفائز من هذا اللقاء مع الفائز من لقاء المضيفة كوت ديفوار ومالي في 7 فيفري على ملعب الحسن واتارا.