شهد مستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي صاحب السجل المذهل مع ريال مدريد متصدر الدوري الاسباني لكرة القدم، تحولا مثيرا الجمعة بتجاهله الاشراف على تدريب المنتخب البرازيلي اعتبارا من الصيف المقبل وتفضيله تمديد عقده مع النادي الملكي حتى جوان 2026.
وفجَّر النادي الملكي قنبلة التمديد في بيان مقتضب على موقعه الرسمي في قلب الاحتفالات بالأعياد: “اتفق ريال مدريد وكارلو أنشيلوتي على تمديد عقد مدربنا حتى 30 جوان 2026”.
وجاء الاعلان عن تمديد عقده الذي كان سينتهي الصيف المقبل، مفاجئا في وقت كان فيه مرشحا لكي يكون أول مدرب أجنبي لأبطال العالم خمس مرات منذ قرابة ستين عاماً، وأن يقودهم بعد كوبا أمريكا المقبلة في الولايات المتحدة (من 20 جوان الى 14 جويلية.
وكانت صحيفة “آس” زعمت الخميس أن أولوية ابن الـ64 عاماً البقاء مع ريال مدريد وليس في عجلة من أمره في ما يخص التوقيع مع الاتحاد البرازيلي، مستندة الى ما أدلى به مؤخراً حين قال “وحده المجنون” يغادر النادي الملكي.
واوضحت ان إدارة ريال تبدو أكثر من راضية عما يحققه الفريق من نتائج بقيادة المدرب الإيطالي وتتوجه للدخول في مفاوضات معه بعد الكأس السوبر الإسبانية الشهر المقبل من أجل تمديد عقده لعام واحد.
ويلتقي ريال في الكأس السوبر المقررة في الرياض مع جاره أتلتيكو مدريد في نصف النهائي يوم العاشر من الشهر المقبل، على أن يلتقي الفائز منهما برشلونة أو أوساسونا في النهائي المقرر في 14 منه.
البرازيل في التسلل
ووضع التمديد حدا للاثارة التي اندلعت منذ الصيف الماضي بإعلان رئيس الاتحاد البرازيلي للعبة إدنالدو رودريغيش أن أنشيلوتي سيتولى تدريب المنتخب الوطني اعتباراً من كوبا أميركا.
بقي المنتخب البرازيلي من دون مدرب دائم منذ رحيل تيتي بعد الخروج من ربع نهائي مونديال قطر الذي أقيم نهاية 2022 على يد كرواتيا بركلات الترجيح، تاركاً المهمة موقتاً لرامون مينيزيس ومن بعده لمدرب فلوميننسي فرناندو دينيز الذي فشل حتى الآن في تحسين النتائج المخيبة للـ”سيليساو” الذي مني بثلاث هزائم متتالية في أكتوبر ونوفمبر الماضيين في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة الى مونديال الولايات المتحدة 2026، بنها خسارة على أرضه أمام الغريم التقليدي الأرجنتيني بطل العالم.
لكن عراب الاتفاق المبدئي مع أنشيلوتي بات خارج أسوار الاتحاد البرازيلي هذا الشهر بعدما أقيل رودريغيش من منصبه عقب قرار قضائي بابطال اتفاق سمح بانتخابه.
وأبطلت محكمة العدل في ريو دي جانيرو اتفاقاً بين الاتحاد البرازيلي ومكتب المدعي العام في ريو، يعود تاريخه إلى مارس 2022، والذي سمح لاحقاً بانتخاب رودريغيش على رأس الاتحاد حتى عام 2026.
واتصلت وكالة فرانس برس بالاتحاد البرازيلي الجمعة ولم يرغب في التعليق.
لم يؤكد أنشيلوتي علنًا أبدًا مستقبله في البرازيل، بل بدا مراوغًا إلى حد ما بشأن هذا الموضوع.
قال على الخصوص في مؤتمر صحافي في 21 أكتوبر الماضي “ما زلت هنا. هناك الكثير من الشائعات، ولكن أعتقد أن كل شيء سيتم توضيحه قريبًا. من الواضح، كما قلت مرات عدة، أنا سعيد جدًا في ريال مدريد. أنا أناني بعض الشيء، بالطبع”.
– حصاد –
من الواضح أن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريس وجد الحجج اللازمة لإقناعه بتفضيل الاستمرارية في النادي صاحب الرقم القياسي الأكثر أهمية في أوروبا. اختار تجديد الثقة في أنشيلوتي الذي بدأ عملية تجديد تشكيلة النادي المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا 14 مرة (رقم قياسي)، بعد رحيل نجميه البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة في المواسم الأخيرة.
ونجح أنشيلوتي في قيادة الجيل الجديد الى التتويج بلقب دوري الابطال في 2022 باعتماده على ركائز اساسية واعدة مثل البرازيليين فينيسيوس جونيور ورودريغو والفرنسيين إدواردو كامافينغا وأوريليان تشواميني.
ويتصدر ريال مدريد الدوري الإسباني بعد 18 مرحلة وبلغ ثمن نهائي المسابقة القارية العريقة بالعلامة الكاملة في ست مباريات وسيلاقي لايبزيغ الألماني، وذلك بفضل تألق نجومه الواعدين في مقدمتهم الوافد الجديد من بوروسيا دورتموند الالماني الدولي الانكليزي جود بيلينغهام البالغ من العمر 20 عاما والذي خالف التوقعات بانسجامه السريع وتألقه اللافت كونه هدافه الأول في مختلف المسابقات برصيد 17 هدفا مع خمس تمريرات حاسمة.
وسيسمح التمديد لأنشيلوتي بمواصلته حصد الالقاب وهو الذي توج بكل الجوائز الممكنة مع ريال مدريد منذ فترته الأولى على مقاعد بدلاء الميرينغي (2013-2015)، قبل عودته في عام 2021. أضاف لقبين في دوري أبطال أوروبا (2014، 2022)، ولقب في الدوري (2022) ولقبين في مسابقة كأس الملك (2014، 2023) الى سجل النادي المدريدي.
توج أنشيلوتي بعشرة ألقاب خلال مغامرتيه مع ريال محققاً 118 انتصاراً في 260 مباراة.
فاز الرجل الملقب بالـ”ميستر” بالعديد من الألقاب في الأندية العريقة التي دربها (ميلان، تشلسي الانكليزي، بايرن ميونيخ الالماني…)، ابرزها أربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا ولقب بطل الدوريات الخمسة الكبرى في القارة العجوز.