أدى الهلال “الرقصة الأخيرة” في “دُرة الملاعب”، فأطرب جماهيره بثلاثية صربية بيضاء، وسعّت صدارته إلى سبع نقاط عن غريمه وملاحقه النصر، في دربي عاصمي حاشد، فاقت قيمته السوقية الـ400 مليون يورو، وحظي بمواكبة وازنة في الصحف والمواقع الرياضية العالمية.
وقبل جولتين من ختام الذهاب، استعاد قطبا جدة حضورهما في المشهد المتقدم خلف الثنائي العاصمي، ليتبوأ الرباعي الذي انتقلت ملكيته بنسبة 75% إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صدارة أكثر الدوريات إنفاقاً في العالم العربي.
-اهتمام عالمي غير مسبوق!-
“الهلال يذّل رونالدو”! ..
“ميرتوفيتش يُبكي رونالدو” !
“أسوأ ليلة لرونالدو: اشتبك مع الخصوم والحكم وجماهير الهلال”!
تلك كانت عينة من أبرز العناوين في الصحف العالمية التي ركزت على تكبد فريق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لخسارة قاسية، وصفها مدرب الأخير ومواطنه لويس كاسترو بـ”الثقيلة”.
وفيما قالت صحيفة “لاغازيتا ديللو سبورت” الإيطالية إن “رونالدو كان متوترًا وسيئ الحظ”، احتل “ميترو الهلال”، صدارة الاهتمام، تحديداً في الصحف الصربية، التي اهتمت بتألقه مع مواطنه سيرغي ميلينكوفيتش – سافيتش، إذ اعتبرت صحيفة “سبوتنيك بورتال” أن “ميتروفيتش وسافيتش أظهرا لرونالدو مَن الذي يحكم في السعودية.. وكانا بمثابة الكابوس على النجم البرتغالي”.
بحضور النجمين السابقين ماجد عبد الله (النصر) وسامي الجابر (الهلال)، تنافست الجماهير التي فاقت الـ51 ألف متفرج، على إبراز الـ “تيفو” الخاص بها، قبل أن يكسر صمتها سافيتش في الدقيقة 65، برأسية، قال مازحاً إنه تعلم تنفيذها من ميتروفيتش، الذي قتل المباراة لاحقاً بهدفين في الدقائق الأخيرة.
من ناحيته، قال هداف فولهام السابق، الذي أصبح على بعد هدفين فقط من رونالدو في صدارة الهدافين، “لعبت مباريات قمة في دول مختلفة وهذه من بين أفضل مباريات القمة، إن لم تكن الأفضل”.
وفيما غاب رونالدو (الغاضب بسبب إلغاء هدفه بداعي التسلل) عن المشهد الاعلامي، أكد زميله البرازيلي أندرسون تاليسكا أن “الدوري لم ينته بعد، حيث ما تزال هناك الكثير من المباريات التي يمكن أن ينجح النصر من خلالها في العودة”.
محلقاً بأرقام قياسية، تهديفياً ودفاعياً، وضامناً لقب “الشتاء”، أبى “الزعيم” إلا أن تكون ليلة الوداع لملعب مدينة الملك فهد، بحلته القديمة، بمستوى الحدث، فأغلق 35 عاماً من تاريخ افتتاح الملعب عام 1988، على كتابة تاريخ آخر بقلم البرتغالي جورجي جيزوس، الذي قاد الهلال إلى أكبر فارق بين متصدّر ووصيف بعد مرور 15 جولة، منذ انطلاق دوري المحترفين في 2008/ 2009، “اتساع الفارق لا يعطينا ضماناً بأننا حسمنا شيء، الدوري به الكثير من العقبات، ومستوى المنافسة في الدوري صعب”.
بـ 14 فوزاً متوالياً، أصبح جيزوس، بحسب موقع “ترانسفير ماركت” صاحب أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ الهلال بالدوري.
وكشفت وزارة الرياضة عن إنشاء خمسة ملاعب جانبية لكرة القدم، وملعبَي تدريب “الفيفا”، إضافةً إلى ملعب لكرة الصالات، وأكاديمية للعبة في الخطة التطويرية لمدينة الملك فهد الرياضية.
– الVAR يحتاج إلى VAR-
في المقابل، ورغم قوله إن فريقه لم يخسر بسبب الحكم (الكولومبي ويلمار رولدان)، لكن كاسترو قال إن الحكم لم يعد إلى تقنية الفيديو المساعد، عندما لمست الكرة يد مدافع الهلال سعود عبد الحميد، ولم يتكلم عنها أحد في الفار”، مضيفاً أن “هدف الهلال الثاني كان هناك دفع على رونالدو قبل الهدف، تقنية الفار بحاجة إلى مراقبتها بتقنية فار”
وفيما اعتبر جيزوس أن الهلال كان قادراً على الفوز بأربعة أو خمسة أهداف، رأى ميتروفيتش أن الهلال سجل الهدف الأول في الوقت المناسب، “دافعنا بصورة جيدة وحسمنا الفوز بالهدف الثاني والثالث وكان بإمكاني تسجيل ثلاثية لو حالفني الحظ”.
وإذ سأل جيزوس، الذي رفع عدد انتصاراته الشخصية على مدرب النصر إلى 6 مقابل 4 هزائم، “ماذا لو غاب نجوم الفرق الأخرى عن فرقهم بداعي الإصابة مثل نيمار؟ أشار إلى وجود نية بإدخال لاعب بديل في فترة الإنتقالات الشتوية، “لكنني لا أستطيع تقديم ضمانات لذلك، يجب أن نسأل رئيس النادي”.
-قلق من إصابة بنزيمة-
وشهدت الجولة، عودة قطبي جدة إلى الصورة من جديد، بعدما حقق الاتحاد، تحت قيادة مدربه الأرجنتيني مارسيلو غاياردو، فوزه الأول في الدوري على حساب الخليج برباعية مقابل هدفين، فيما اكتسح الأهلي مضيفه أبها بسداسية نظيفة.
لكن “العميد”، الذي يستعد بعد أقل من 10 أيام لانطلاق مشواره في مونديال الأندية، تلقى ضربة موجعة بعدما ودع نجمه الفرنسي كريم بنزيمة المباراة متأثراً بإصابة قالت صحيفة الرياضية المحلية إنها “عبارة عن تمدد في العضلة الخلفية، ويحتاج على إثرها للعلاج لمدة تتراوح بين أسبوع و10 أيام”.
ويقص “نمور جدة” في مونديال الأندية، الذي تستضيفه السعودية لأول مرة في تاريخها، شريط مبارياته أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي في 12 ديسمبر الجاري، على أن يلعب الفائز أمام الأهلي المصري في 15 منه.
يؤكد غاياردو أنه لايزال في مرحلة التشخيص، “وصلت من 10 أيام، لعبت 3 مباريات منها مباراتان فيها سفر، حتى المواجهة على ملعبنا كان هناك تنقل، الفريق ليس مكتمل بعد والإصابات عديدة”.
جداوياً أيضاً، لم يرحم الأهلي مضيفه أبها، في مباراة تألق فيها المحلي فراس بريكان والإسباني غابرييل فيغا، ووصفها مدربه الألماني ماتياس ياسله بـ”الأفضل لفريقه”، مطالباً الجماهير بالصبر،”نسير خطوة خطوة، والتحسن موجود في النتائج والمستويات”.
وفيما أعرب ياسله عن فخره بالفريق الذي قدَّم أفضل أداء، وحقَّق فوزاً مستحقاً، قال بريكان “كسبنا مباراة اليوم نتيجة وأداء، واستغلينا الفرص التي أتيحت لنا، ولدينا دور ثاني كامل للمنافسة على لقب الدوري”.
وعلى الرغم من انكفائه إلى المركز الخامس، حقق التعاون فوزاً ثميناً على الشباب، في مباراة وصفها مدربه البرازيلي بيركليس شاموسكا بـ”المهمة، لأن الفوز جعلنا نقف في مركز جيد في سلم الترتيب”.
بالمقابل، تطرق مدرب الشباب الكرواتي إيغور بيسكان إلى ما وصفه بـ”الجودة التي تعكس الترتيب”، قائلاً “يجب أن نواجه الواقع ونكون واقعيين، الجودة تعكس الترتيب وهناك أندية قوية، يجب أن نعمل جيداً”.
وأصبح الاتفاق سابعاً بعدما مني بخسارة موجعة أمام الأخدود في نجران، ليواصل ابتعاده عن الانتصارات للمباراة الرابعة تواليا.