تُعرض الاثنين الحلقة الأولى من الموسم الثاني من مسلسل Squid Game الكوري الجنوبي الشهير، في حدث له وقع خاص في ظل الفوضى السياسية في كوريا الجنوبية إثر فرض خاطف للأحكام العرفية.
وقال مخرج ومؤلف “لعبة الحبار” هوانغ دونغ هيوك الاثنين خلال مؤتمر صحافي في سيول “من المؤسف والمثير للغضب للغاية (…) أن الأمّة بأكملها لا تستطيع النوم بسبب مثل هذه الظروف العبثية”.
قبل ستة أيام، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الأحكام العرفية بشكل مفاجئ، قبل أن يُضطر إلى التراجع بعد ست ساعات بعد أن صوّت 190 نائبا ضد الإجراء فيما كان مسلحون يحاولون طردهم من البرلمان حيث عقدوا اجتماعا طارئا.
ومذاك، أفلت يون بصعوبة من اقتراح عزله، فيما يحاول حزبه الاستغناء عنه وتسلّم الحكم مكانه. وتتحدث المعارضة عن “انقلاب ثان”، وقد وعدت بمحاولة أخرى السبت لإقالة الرئيس، بينما يُتوقع أن تشهد البلاد مظاهرات حاشدة.
ويعود Squid Game، وهو عمل سوداوي يتمحور حول مجتمع عنيف يعاني من الانقسامات وعدم المساواة، في سياق توترات حقيقية للغاية في كوريا الجنوبية.
وقد حُدّد موعد طرح الموسم الثاني عالميا في 26 ديسمبر.
ويُعتبر المسلسل الذي أنتجته نتفليكس اكثر الأعمال مشاهدة في تاريخ المنصة العملاقة، وقد ساهم بقوة في تعزيز جاذبية الثقافة الكورية الجنوبية عالميا، إلى جانب فيلم “باراسايت” الحائز جوائز أوسكار وفرقة الفتيان BTS.
– خيانة –
قبل فتح السجادة الحمراء للعرض الأول، قال هوانغ دونغ هيوك إنه “مكتئب” بسبب الأحداث الأخيرة في بلده.
وأشار إلى أن الكوريين الجنوبيين اضطروا إلى “النزول إلى الشوارع وقضاء بقية العام في حالة من القلق والخوف والاكتئاب”.
وأضاف “سواء بالإقالة أو الاستقالة الطوعية، أتمنى محاسبة المسؤول في أسرع وقت ممكن”.
سيقدّم الموسم الثاني الكثير من الشخصيات الشابة الجديدة، بينها “خبير بالعملات المشفرة” مثقل بالديون وشخص متحول لا يستطيع تحمل تكاليف جراحة تغيير الجنس.
سيظل بطل القصة سيونغ جي-هون موجودا في الجزء الثاني، ويؤدي دوره أيقونة الموسم الأول لي جونغ جاي.
وتدور أحداث الحلقات الجديدة بعد ثلاث سنوات من فوزه الأخير في “لعبة الحبار” التي يحمل المسلسل اسمها. وسيكون لدى سيونغ جي-هون نية حازمة لإسقاط منظمي هذه المسابقة في الكثير من المسابقات العنيفة والمميتة.
أعطى الموسم الأول، الذي طُرح سنة 2021، دفعة كبيرة لـ”هاليو”، أي الانتشار السريع للثقافة الكورية الجنوبية الذي بدأ في عام 2012 بالنجاح العالمي لأغنية “غانغنام ستايل” للمغني ساي.
ولكن أكثر من 3000 مخرج سينمائي كوري جنوبي قالوا في بيان إن الرئيس يون عرّض النمو الثقافي في بلادهم للخطر الشديد.
وكتب هؤلاء المتخصصون في القطاع، بينهم بونغ جون هو مخرج فيلم Parasite، الأحد أن “+الهاليو+ سقطت في الهاوية” بسبب الرئيس.
وأوضح المخرجون في البيان “مهما كان مستوى الخيال السينمائي، فإن ما بدا وكأنه هلوسة بسيطة استحال واقعا”، مضيفين “بالنسبة لصانعي الأفلام الكوريين الجنوبيين، لم يعد يون سوك يول هو الرئيس. إنه مجرد مجرم ضُبط بتهمة الخيانة”.
– 330 مليون مشاهدة –
وقد استُلهم الموسم الأول من “سكويد غايم” – إلى حد ما- من قمع إضراب موظفي شركة تصنيع السيارات Ssangyong Motor (التي غُيّر اسمها إلى KGM) عام 2009. وتوفي ما يقرب من 30 شخصا بعد سحق الحركة، فيما انتحر بعضهم وخسر آخرون معركتهم أمام المرض.
سلط هذا الموسم الضوء على شخصيات مهمشة من المجتمع الكوري الجنوبي شديد التنافسية، بينهم منشق كوري شمالي وموظف مثقل بالديون.
وقد حصد الفيلم 330 مليون مشاهدة، وفق نتفليكس.
بالنسبة للمخرج هوانغ دونغ هيوك، يعود هذا النجاح إلى “ارتباط” المسلسل بـ”المجتمع الذي نعيش فيه”.
وأكد أنه في الموسم الثاني، سيظل المشاهدون قادرين على “متابعة مشاهد مرتبطة بالصراعات والانقسامات والاضطرابات العبثية التي تحدث في البلاد وفي العالم”.