يعتبر أنطونيو كونتي مدربا صعب المراس، لكن إنجازات فريقه نابولي هذا الموسم جعلته يؤكد كيف أن “اللاعبين مستعدون للموت، من حيث كرة القدم، من أجل هذا القميص”.
تحوّل نابولي تحت قيادة كونتي من فريق دوّن اسمه في سجلات الدوري الإيطالي كأسوأ من يدافع عن لقبه الموسم الماضي باحتلاله للمركز العاشر برصيد 53 نقطة متأخرا بفارق 41 عن إنتر البطل، إلى متصدر للترتيب هذا الموسم بعد 10 مراحل.
ويخوض النادي الجنوبي المبتعد بفارق أربع نقاط عن مطارده المباشر إنتر حامل اللقب، مواجهة صعبة الاحد في منافسات المرحلة الحادية عشرة على ملعبه “دييغو مارادونا” أمام أتالانتا الثالث بفارق ست نقاط، حيث يسعى رجال مدرب إيطاليا السابق الى مواصلة سلسلة انتصاراتهم وتحقيق الفوز السادس تواليا في مختلف المسابقات (فاز على باليرمو 5-0 في مسابقة الكأس المحلية).
وبعد 5 أيام من فوزه على ميلان 2-0 وقبل أسبوع من عودته إلى سان سيرو لمواجهة الجار إنتر، يلعب نابولي أمام ناد من العيار الثقيل، منتشيا بفوزه بمبارياته الخمس الأخيرة في الدوري من دون أن تهتز شباكه سوى مرة واحدة وكانت امام كومو عندما تغلب عليه 3-1.
ويضع كونتي نصب عينيه إعادة النادي الجنوبي إلى المسابقات الأوروبية في الموسم المقبل والتي غاب عنها هذا الموسم، ما يمنحه فسحة راحة أكثر من منافسيه.
– نجاح في سوق الانتقالات –
ويعكس نابولي هذا الموسم نجاحه في سوق الانتقالات، فإلى جانب تعاقده مع كونتي (55 عاما) استقدم الثنائي الاسكتلندي سكوت ماكتوميناي وبيلي غيلمور من مانشستر يونايتد وبرايتون الانكليزيين تباعا، بالإضافة إلى المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو.
سجل لوكاكو هدفه الرابع هذا الموسم في ثماني مباريات خلال الفوز الرائع على ميلان بهدفين نظيفين في “سان سيرو” الثلاثاء في المرحلة الماضية.
ونجح المهاجم الدولي البالغ 31 عاما في سد الفجوة التي خلفها رحيل المهاجم الكاميروني النيجيري فيكتور أوسيمهن، عراب فوز نابولي باللقب الثالث في تاريخه، الى غلطة سراي التركي على سبيل الاعارة، كما يحظى لوكاكو باهتمام خاص من كونتي الذي اشرف عليه خلال حقبته مع إنتر والفوز بلقب “السكوديتو” عام 2021.
ورغم تألق لوكاكو هجوميا، يعتبر ماكتوميناي الدعامة الأساسية في صفوف النادي الجنوبي، فعكس صورة مبهرة وكسب لقب “ماكتوتالي” من جماهير نابولي بسبب تغطيته كافة أرجاء الملعب.
نال اللاعب البالغ من العمر 27 عاما والذي كلّف خزينة نابولي مبلغ 33.7 مليون دولار، ترحيبا حارا من جماهير نابولي ما يفسر إلى حد ما سبب اندماجه بشكل مريح وسريع.
قال لاعب يونايتد السابق “لا يمكنني التحدث بما فيه الكفاية عن الجماهير والناس والمدينة والترحيب الذي قدّمه لي زملائي في الفريق والمدربون”.
ويلخص ماكتوميناي تعليقات كونتي حول التفاني الذي يظهره الفريق حيث قال بعد الفوز على ميلان “هذه واحدة من أفضل مجموعة لاعبين اشرفت عليها في مسيرتي”.
وأضاف “هؤلاء اللاعبون مستعدون للموت، من الناحية الكروية، من أجل هذا القميص، وهو ما يجعلني سعيدا للغاية. هناك علاقة رائعة بين الطاقم التدريبي والنادي والجميع هنا”.
وتابع “هناك رؤية واضحة في الهواء مدعومة بالإثارة والعاطفة”.
– “نشعر بإيجابية كبيرة” –
ويجسّد القائد جوفاني دي لورنزو الذي كان على وشك الرحيل هذا الصيف بسبب النتائج المتردية الموسم الماضي، أفضل مثال لكلمات كونتي حيث بات هذا الموسم لاعبا مختلفا تحت قيادته.
قال دي لورنزو “نشعر بإيجابية كبيرة”، مضيفا “الآن يتعين علينا أن ننظر مباشرة إلى الأمام حيث نواجه أتالانتا الأحد وسنحاول أن نبذل قصارى جهدنا. عليك أن تتبنى العقلية الصحيحة في كل مباراة”.
وأردف قائلا “عملنا الجاد في الأسبوع يؤتي ثماره وسنواصل السير على هذا الطريق”.
وستكون مواجهة أتالانتا أفضل امتحان لمدى قدرة نابولي على المضي قدما والظفر بلقب الدوري الرابع لكونتي كمدرب.
ويعوّل النادي الجنوبي أيضا على نجمه الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا الذي احتفل في سن الـ23 عاما فقط بمباراته الـ100 بقميص فريقه بتسجيله هدفا من ثنائية الفوز على ميلان، حمل الرقم 30 في مسيرته مع نابولي.
وعلى غرار دي لورنتسو وأوسيمهن ارتبط اسم كفاراتسخيليا برحيل مرتقب في الصيف الماضي، إلّا أن وصول كونتي أعاده إلى الحياة وهو حاليا يتفاوض مع الإدارة من أجل تجديد عقده.
وما زال كفاراتسخيليا، أحد نجوم الفوز بالـ”سكوديتو” عام 2023، يتقاضى الراتب ذاته وهو 1.4 مليون دولار، منذ وصوله إلى إيطاليا قادما من دينامو باتومي في عام 2022.
وتشهد المفاوضات خلافا بين الطرفين، حيث ورد أن نابولي عرض على نجمه 5 ملايين يورو بالإضافة إلى مكافآت، لكن الدولي الجورجي يطلب 8 ملايين.
في المقابل، ارتقى أتالانتا إلى المركز الثالث بفوزه على مونتسا بهدفين نظيفين، مستغلا تعثر يوفنتوس أمام بارما 2-2، ما دفع المدرب جان بييرو غاسبيريني إلى الإشادة بفريقه.
قال غاسبيريني “لدينا دفاع قوي وخط وسط يمنحنا القوة والقدرة التنافسية دائما”.
كما أثنى بشكل خاص على القوة التي يتمتع بها أتالانتا والتي تجلت في البدلاء الذين أضافوا المزيد من الحيوية في الفوز على مونتسا حيث سجل البديلان الصربي لازارو سماردزيتش ودافيدي زاباكوستا الهدفين.
قال “هذا يعني أن الفريق لا يتكون من 11 لاعبا فقط بل من 16”.
وتابع “لقد صعدنا في الترتيب ولعبنا بعض المباريات على أرضنا. الآن نواجه بعض الفرق الكبيرة، ونابولي يقوم بأشياء غير عادية”.
ويخوض أتالانتا الأحد مباراته الخامسة منذ 20 تشرين الأول/أكتوبر، وبعد بداية خجولة انطلق قطار “ديا” بفوزه بمبارياته الأربع الأخيرة، سجل خلالها 15 هدفا بقيادة متصدر ترتيب هدافي الكالشيو ماتيو ريتيغي (10 أهداف).
– إنتر للاقتراب أكثر من نابولي –
ويبني إنتر حامل اللقب على فوزه بثلاثية أمام إمبولي في المرحلة الماضية، من أجل مواصلة سلسلة عدم خسارته في مبارياته السبع الأخيرة في مختلف المسابقات، حيث فاز في ست وتعادل مرة واحدة.
ويخوض إنتر مباراة سهلة على الورق الاحد عندما يستضيف فينيزيا الثامن عشر والذي حقق فوزه الأول بعد ثلاث هزائم وتعادل على حساب أودينيزي 3-2 في المرحلة العاشرة.
ويسعى جوفنتوس الى العودة إلى سكة الانتصارات عندما يحلّ ضيفا على أودينيزي السابع السبت.
ولم يذق فريق “السيدة العجوز” طعم الفوز في مبارياته الثلاث الاخيرة في مختلف المسابقات حيث خسر أمام شتوتغارت الألماني 0-1 في المرحلة الثالثة من دوري أبطال أوروبا، وتعادل أمام إنتر 4-4 وبارما 2-2.
وبدوره يريد ميلان نفض غبار خسارته أمام نابولي والفوز مجددا عندما يحلّ ضيفا على مونتسا السبت أيضا.
ويواجه البرتغالي باولو فونسيكا مدرب ميلان تحديا كبيرا خلال رحلته، فالهزيمة أمام نادي عائلة الراحل سيلفيو برلوسكوني الرئيس الأسطوري السابق لميلان ستكون كارثية على “روسونيري” الثامن.