بعد الذي حصل قبل ثلاثة أعوام في طوكيو من ضجّة كبيرة نتيجة مشاكل عانت منها الأسطورة سيمون بايلز وتسبّبت بتنازل بلادها عن ذهبية المسابقة الكاملة للفرق في الجمباز، تنفّست الأميركيات الصعداء الثلاثاء في أولمبياد باريس باستعادتهن اللقب الأولمبي.
قدّمت ابنة السابعة والعشرين التي عانت في العاصمة اليابانية من اختلال توازنها خلال التحليق بما عُرف بالالتواءات (تويستيز) خلال قفزاتها وانسحبت من نهائي مسابقة الفرق حيث اكتفى منتخب بلادها بالفضية، أداءً مذهلاً ونالت ذهبيتها الأولمبية الخامسة والميدالية الثامنة بالمجمل.
تألّقت “الدينامو الصغيرة” في دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016، بإحراز ميداليات ذهبية في المسابقة الكاملة، حصان القفز، الحركات الأرضية، ومسابقة الفرق.
وصلت إلى أولمبياد طوكيو واضعةً النجومية والتاريخ نصب عينيها، لكنها انسحبت من معظم المسابقات بعد معاناتها من صدمة ذهنية مربكة و”مرعبة”.
لم تعد بايلز إلى المنافسة إلا بعد عامين من مشاركتها المخيبة في طوكيو، في صيف 2023 في الولايات المتحدة، وفي الخريف التالي على الساحة الدولية، بفوز مذهل برباعية في بطولة العالم في أنتويرب (بلجيكا).
في قاعة بيرسي مساء الثلاثاء وأمام جمهور من النجوم في مقدمتهن أسطورة الجمباز الرومانية نادية كومانتشي وأسطورة كرة المضرب الأميركية سيرينا وليامس، مروراً بنيكول كيدمان وسبايك لي وبيل غايتس، تفوّقت بايلز مع زميلاتها جوردان تشايلز وجايد كاري وسونيسا لي منذ البداية حتى النهاية واستعادت الذهب أمام إيطاليا، فيما حصلت البرازيل على البرونزية.- “كنا بحاجة بالتأكيد إلى ذلك” –
لكن النتيجة النهائية في ملعب بيرسي الثلاثاء لم تكن لتتحقق على الأرجح دون الخطوة التي قامت بها تشايلز، إذ شعرت ابنة الـ23 عاماً أن شيئاً ليس على ما يرام وأن عليها التدخل والقول: نحتاج إلى التحدث.
في المؤتمر الصحافي الذي تلا الفوز بالذهبية، كشفت تشايلز “أنا لم أفعل ذلك في السابق”، في معرض كشفها عن طلب الحديث مع بايلز وزميلتهما الأخرى سوني لي عشية النهائي.
كانت نتيجة هذا الحديث بين الثلاثي “جيّدة حقاً. كنا بحاجة بالتأكيد إلى ذلك”.
وكشفت بايلز نفسها “أعتقد أن التوتر سيطر علينا ولم نكن نتواصل مع بعضنا البعض”، مشيرة إلى أن حجم الضغوط خلق انهياراً في حالة الانسجام ضمن الفريق و”هذه كانت طبيعة المحادثة: مجرّد إخبار بعضنا البعض بأننا نستطيع الاعتماد على بعضنا البعض لأنه سبق لنا اختبار ذلك (الضغوط)”.
وتابعت “من الصعب حقاً أن تفعل ما كنا نفعله، ويصبح الأمر أسهل إذا تمكنا من الاعتماد على بعضنا البعض”، مشدّدة “بصراحة، كان ذلك ضرورياً حقاً”. وأثمر في النهاية عن منح الولايات المتحدة اللقب الأولمبي الثالث للمسابقة الكاملة للفرق في آخر أربع نسخ.
ولم يكن موقف لي مختلفاً عن تشايلز وبايلز، إذ قالت “أعتقد أن ذلك ساعدنا. ساعدني على الأقل في فهم بعضنا البعض بشكل أفضل وأن أعلم وحسب أني أستطيع الاعتماد عليهن كلما احتجت إلى ذلك. ساعدني ذلك كثيراً”.
كانت تشايلز “فخورة جداً لأننا تمكنا من إجراء هذا الحديث”.
وعشية انطلاق الأولمبياد الباريسي، أبدى مسؤولو المنتخب الأميركي للجمباز حرصهم على عدم الضغط على بايلز، وذلك على لسان المديرة الفنية تشلسي ميميل التي أفادت “لا أقول لها: +أنت ركيزة المنتخب، نحن نعتمد عليك وعليك فقط+”.
تقارب بايلز ألعاب باريس بشكل مختلف، قائلة في مقارنتها للمشاركة الحالية بريو 2016 “الآن، أصبحت أكبر سناً ونتمتع بخبرة أكبر بكثير ونحن نستمتع حقاً بما نقوم به”.
باتت بايلز لاعبة الجمباز الأكثر إحرازاً للميداليات الأولمبية في تاريخ بلادها، متفوقة بفارق ميدالية على شانون ميلر التي نالت سبعة في برشلونة 1992 وأتلانتا 1996، بينها ذهبيتان فقط.
ولا تزال مؤهلة لأربعة من النهائيات الفردية الخمس، باستثناء العارضتين مختلفتي الارتفاع المرشحة لذهبيتها الجزائرية كايليا نمور.
ومن المقرّر أن يقام النهائي التالي الخميس في المسابقة الكاملة للفردي، يليه حصان القفز السبت ثم الحركات الارضية وعارضة التوازن الاثنين.