وجد المدرب لوتشانو سباليتي نفسه في وضع صعب لدرجة أنه لم يكن حاسماً بشأن مستقبله مع المنتخب الإيطالي، وذلك بعدما تنازل “أتزوري” عن لقبه بطلاً لكأس أوروبا لكرة القدم بخسارته المستحقة السبت في ثمن النهائي أمام سويسرا 0-2 على الملعب الأولمبي في برلين.
وقدم “أتزوري” مباراة سيئة بكافة المعايير ضد منتخب سويسري استحق عن جدارة بلوغ ربع النهائي للمرة الثانية توالياً بعدما سيطر منذ الثانية الأولى، وسط عجز رجال سباليتي الذين كانوا غير قادرين لفترات طويلة عن تجاوز منتصف الملعب.
ورأى سباليتي بعد اللقاء أن “الوتيرة كانت متدنية خلال المباراة وإذا كنت غير قادر على الاستحواذ على الكرة، فالمستوى يهبط. عانينا من بعض اللاعبين الذين كانت سرعتهم (في التحرك والانطلاق) متدنية على غير عادة”.
وتابع في حديث لتلفزيون “راي” الإيطالي “بهذه الوتيرة، يصبح من الصعب الحديث عن أي شيء آخر”.
وأجرى مدرب نابولي السابق ستة تغييرات في التشكيلة مقارنة بالمباراة ضد كرواتيا التي خطف فيها فريقه نقطة التعادل 1-1 في الوقت القاتل ما سمح له ببلوغ ثمن النهائي.
وبرر ذلك بالقول “قمت بالتغيير اليوم بهدف إشراك لاعبين غير مرهقين”، مقراً “لكن المستوى كان أدنى من مستوى المنافس”، مضيفاً “من الصعب الحديث عن خطة المباراة عندما تلعب بهذا المستوى”.
ورأى أن “هذه التجربة، هذا الإقصاء، يمنحانا مؤشرات عن الأشياء التي نحتاج بالتأكيد إلى تغييرها. علينا أن نتحرك بشكل أسرع لأن هذا ما يصنع الفارق في المساحات التي يجب أن تغطيها”.
وعن تجربته الأولى في بطولة كبرى مع المنتخب الوطني، قال سباليتي “كان بالإمكان تحقيق ما هو أفضل، لاسيما في ما يخص ما قدمناه اليوم وضد إسبانيا (0-1 في الجولة الثانية من دور المجموعات). إذا كنت في مواجهة فريق يمرر الكرة بشكل جيد، تصبح الأمور صعبة إذا لم تكن مسيطراً على المباراة”.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيناقش مستقبله مع رئيس الاتحاد الإيطالي غابرييلي غرافينا الذي كان حاضراً في المدرجات السبت، أجاب سباليتي “المسؤولية تقع دائماً على المدرب لأني من يتخذ القرارات. لطالما تصرف غرافينا بشكل جيد معي… سنتحدث وسنرى ما سنقوله لبعضنا البعض. جميع المدربون مسؤولون عن النتائج التي تسجل في الملعب”
.- حلم يتحول إلى حقيقة –
واستلم سباليتي مهمة الاشراف على المنتخب في سبتمبر 2023 بعد القرار المفاجئ لروبرتو مانشيني بالاستقالة ومن ثم الانتقال بعدها لتولي مهمة تدريب المنتخب السعودي.
وكرر “أتحمل مسؤولية ما حصل. أنا من اختار الفريق”.
وبدوره قال الحارس القائد جانلويجي دوناروما “الأمر مؤلم. إنه مؤلم حقاً. لا يمكننا سوى الاعتذار من الجميع. كنا مخيبين للآمال اليوم ويستحقون (سويسرا) الفوز. لقد عانينا طيلة المباراة”.
ومن الجهة السويسرية، تطرق مسجل الهدف الأول ريمو فرويلر إلى طريقة احتفاله بالهدف، قائلاً “عائلتي كانت في المدرجات، فذهبت إلى هناك. لاعبو الاحتياط والفريق بأكمله جاءوا أيضاً (نحو المدرجات) وهذه لحظة لا يمكن نسيانها. هذا ما تحلم به عندما تكون طفلاً. إنه حلم يتحول إلى حقيقة”.
أما المدرب مورات ياكين، فعلق على اعتبار فريقه الحصان الأسود للبطولة بالقول “لدينا الشكل الصحيح، لدينا خطة لعب صحيحة ونحن فريق جيد. لكننا بحاجة إلى إبقاء أقدامنا على الأرض. المزاج العام في المعسكر ممتاز ويمكننا التركيز على لعبنا دون أي تشتيت خارجي”.
وتابع “إن اختبار كل هذا مع المنتخب الوطني أمر رائع جداً. لعبنا بأسلوب مهيمن حقاً وكنا محترفين تماماً في مقاربتنا لكل مهمة. ما نحبه في هذه الرياضة هو أن نكون مع اللاعبين، أن نكون مع الطاقم (العامل في المنتخب). تختبر أشياء كثيرة في كرة القدم ولا أستطيع أن أشكر كرة القدم بما فيه الكفاية على ذلك”.