تتصدّى ألمانيا لاستضافة كأس أوروبا لكرة القدم 2024 على وقع إجراءات أمنية مشدّدة حيث ألقت التهديدات العالمية بظلالها، في حين يتطلع المنتخب المضيف إلى إثبات صحوته في الأشهر الأخيرة على أرضية المستطيل الاخضر.
قبل ستة أسابيع من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس، ستكون ألمانيا محط أنظار عالم كرة القدم الأوروبية، عندما تواجه الدولة المضيفة اسكتلندا في المباراة الافتتاحية في ميونيخ يوم 14 جوان.
إذا كانت فرنسا وصيفة كأس العالم الأخيرة في مونديال قطر 2022 هي المرشّحة الابرز الى جانب إنجلترا، فإن ألمانيا تتمتع بروح جديدة بعد فوزها على فرنسا بالذات وهولندا ودياً في مارس.
وكان من المقرّر أن يترك مدرب الفريق الشاب، يوليان ناغيلسمان (36 عاماً) المنتخب الالماني بعد النهائيات القارية، لكن نظراً لثقته في الفريق الذي يشكّله، وقّع على عقد حتى نهائيات كأس العالم 2026 رغم الاهتمام الذي ابداه ناديه السابق بايرن ميونيخ في الحصول على خدماته مجدداً.
وتعيش الكرة الألمانية حالة نشوة بعد ان بلغ بوروسيا دورتموند نهائي دوري أبطال أوروبا حيث سيواجه ريال مدريد الإسباني على ملعب ويمبلي في لندن في الأول من جوان، ومثله فعل باير ليفركوزن بطل الدوري الألماني في المسابقة الرديفة يوروبا ليغ حيث يلاقي أتالانتا الايطالي في 22 ماي في دبلن.
وستعلن كل من ألمانيا وفرنسا، الخميس المقبل، عن تشكيلتيهما المكوّنة من 26 لاعبا للبطولة القارية على أن تعلن إنجلترا ذلك في 23 الحالي.
وقال المدافع الألماني السابق ومدير البطولة فيليب لام إنه يتطلّع إلى “مهرجان كبير سوياً” لكنه اعترف بأن البطولة ستكون أفضل إذا قدّمت ألمانيا أداء جيداً.
وقال قائد المنتخب الألماني الفائز بكأس العالم عام 2014 لوكالة فرانس برس في مقابلة أجريت معه أخيراً “من المفيد دائماً أن يبلغ المنتخب المضيف في البطولة الأدوار المتقدّمة”.
وتقام كأس اوروبا 2024 بعد ثلاث سنوات من البطولة السابقة التي تم تأجيلها لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19.
أقيمت نسخة 2021 في أكثر من دولة في القارة في حين استضاف ملعب ويمبلي في لندن المباراة النهائية التي توّجت منتخب ايطاليا باللقب على حساب إنكلترا بركلات الترجيح، في مدرّجات قُلّصت سعتها بشكل كبير.
هذه المرّة، لا وجود لأية قيود ومن المتوقع أن تكون الملاعب مكتظة على ان يحضر ما يقارب من 2.7 مليون مشجع 51 مباراة في 10 ملاعب، وستبلغ ذروتها في المباراة النهائية في الملعب الأولمبي في برلين يوم 14 جويلية.
ولكن أعداداً كبيرة ستتواجد أيضاً خارج الملاعب وتحديداً ضمن مناطق المشجعين حيث قامت كل مدينة بتجهيزها لاستقبال 12 مليون مشجع من المتوقع أن يأتوا إلى البلاد.
– تهديدات أمنية –
لكن ما يؤرق المنظّمين ان البطولة تقام على خلفية مناخ عالمي متوتر مع وجود صراعات كبيرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، مما يجعل تأمين الحدث مهمة ضخمة. وتشهد ألمانيا حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات ينفّذها إسلاميون منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر.
وألقى هجوم في موسكو الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه، في نهاية مارس وأدى إلى مقتل 144 شخصاً، بظلال إضافية على الأمن في البطولة.
ووضعت مباريات الذهاب في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا في باريس ولندن ومدريد في أفريل تحت مراقبة شديدة، بعد تهديد واضح من تنظيم الدولة الإسلامية.
كذلك، اتّخذت إجراءات أمنية إضافية خلال مباراة الـ”كلاسيكر” بين بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند في الدوري الألماني في مارس على ملعب أليانتس أرينا الذي يستضيف المباراة الافتتاحية للبطولة القارية.
وتذكّر هذه الخلفية بالفترة التي سبقت كأس أوروبا 2016 في فرنسا والتي وقعت مباشرة بعد الهجمات في باريس وبروكسل، بما في ذلك محاولة تفجير انتحاري في ملعب سان دوني في ضواحي باريس خلال مباراة بين فرنسا وألمانيا. ومع ذلك، يأمل المسؤولون أن تكون كأس اوروبا 2024 مثل نسخة 2016، التي أقيمت بأمان في أجواء احتفالية رائعة.