بقبضة قوية وإصرار كبير داخل الحلبة، تتبادل الملاكمة التونسية خلود حليمي اللكمات مع مدربها استعدادا لمشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة في باريس.
وقالت خلود “أول منافسة (لي) إحساس غير عادي، إحساس بتاع التحدي، إحساس مش بتاع عمرك، إحساس إنك (تمضي) إلى الأمام، ذلك هو الإحساس اللي حسسيته، الإحساس بتاع التحدي، إنك يزمك (يجب عليك أن) تربح، أول حاجة لازم تربح… يقولوا إن الملاكمة مش للبنات ووقتها الملاكمة طالعة جديد في تونس وإني أنا لازمني أربح، وأصل للمرتبة الأولى وأبين هذه المرأة التونسية أو العربية انظروا إلى أين راح توصل”.
واستعدادا لثاني مشاركة لها في الأولمبياد، تكثف حليمي (تحت وزن 60 كيلوغراما) تدريباتها تحت إشراف المدرب سامي الخليفي من الجامعة التونسية للملاكمة بعدما ضمنت التأهل للبطولة.
وقال الخليفي “خلود حالة استثنائية، امرأة استثنائية، إنسانة مجتهدة تحب توصل، تحب تحقق أهدافها، شاركت في الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 + 1، وشافت روحها قريبة من التتويج لكن هناك تفاصيل صغيرة كانت تستطيع أن تتفاداهم في ذلك الوقت لتصل إلى التتويج”.
وقالت حليمي لرويترز إنها ستدافع عن فرصها في الفوز بميدالية أولمبية لتتوج مسيرتها الممتدة منذ أكثر من 18 عاما وتؤكد تفوقها في رياضة يهيمن عليها الرجال عادة.
واستطردت قائلة “الألعاب الأولمبية تمثل لي ملخص، يعني مسيرتي وكل الذي تدربت عليه، أي مسيرة 18 عشرة سنة بالنسبة لي أنا داخلة على 19 عشرة سنة، هو الملخص اللي أعمله في 10 دقائق داخل الحلبة، عندك أنت تكنيك، عندك لياقة بدنية وطريقة إذن أنت تظهره، أنت ترشحت إلى الأولمبياد يجب عليك أن تبرز (ذلك)، هل أنت رياضي أولمبي أو لا؟ ولتمثل بلادك أهم حاجة”.
والملاكمة النسائية في تونس، مثل معظم الرياضات النسائية، لا تحظى باهتمام كبير من السلطات أو بتشجيع الجماهير والأندية، لكن ذلك لم يمنع البطلات من شق طريقهن بثبات وحفر أسمائهن بالذهب.
وقال زياد بربوش رئيس الجامعة التونسية للملاكمة “ترشح خلود يعتبر إنجاز تاريخي باعتبرها ترشحت في السابق في طوكيو لكن لم يسعفها الحظ ومترشحتش من الدور الأول، ثم خلود انقطعت على ممارسة الملاكمة، وبقدوم مكتب جامعي جديد جدد الثقة في خلود وكانت الحقيقة في مستواها، وكنا متواجدين معها في الألعاب الترشيحية للسنغال، وفازت في النزالات بتاعها كلها وترشحت عن جدارة، خلود هي الحقيقة فخر الملاكة التونسية وفخر الملاكمة النسائية، ونتمنى أن تكون النتائج طيبة خلال الألعاب الأولمبية في فرنسا إن شاء الله”.
وتمتلك حليمي البالغة من العمر 34 عاما سجلا حافلا بالألقاب والميداليات التي تشمل الميدالية الذهبية في البطولة الأفريقية (تحت وزن 57 كيلوغراما) التي أقيمت العام الماضي في العاصمة السنغالية دكار، والميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأفريقية 2019 بالرباط، و الميدالية الذهبية في بطولة كأس أفريقيا (نيلسون مانديلا) 2024.
وأضافت خلود “هذه (الميدالية) بتاع بطولة أفريقيا الترشحية للألعاب الأولمبية، هذه التي ترشحت بها بالذهب وفي نفس الوقت فزت ببطولة أفريقيا هي التي ترشحت بها لطوكيو”.
وبدأت رحلة حليمي كهواية، لكن شغفها بهذه الرياضة أصبح أقوى بمرور الوقت. والآن بعد ضمان تأهلها الثاني للأولمبياد، تهدف إلى كتابة التاريخ كأول امرأة تونسية تفوز بميدالية أولمبية في الملاكمة.
وأردفت خلود قائلة “هناك لحظات في الحلبة يجب أن تحكي مع روحك، في الوقت الذي كنت فيه ستستسلم أو يأتيك خبر إنك خاسر، في هذه اللحظة يجب عليك أن تحفز نفسك بالتضحيات اللي قدمتها، تبعد عن عائلتك بشهرين ورضيع وزوجك، وكم من فرصة عمل تأتيك للحصول على الفلوس وأنت متمسك بالملاكمة لماذا؟ لأنك تعرف نفسك إنك تسطيع أن تحقق الكثير من الأشياء”.
ورغم تعرضها لانتقادات وشكوك حول مكانتها في هذه الرياضة، لا تزال حليمي صامدة وتعتبر ذلك حافزا على النجاح.
وأضافت خلود “كنت أسمع بأذني وهم يقولون إنها ليست ملاكمة ولن تصل لشيء، إنها قصيرة، أنا طولي 1.60 متر، ماذا ستفعل؟، الترشح الثاني لي كنت أسمعهم يقولون ‘والدة من شهرين بالعملية القيصرية، ليس لديها شيء لتفعله سيقومون بإقصائها بالضربة القاضية‘ وعندما تسمع أنت كل هذا الكلام يكون لك حافز، أنا التي قمت بالفوز بالضربة القاضية، أنا في دكار في الربع النهائي فزت بالقاضية ونصف النهائي أيضا، يعني كلام الناس عندما تسمعه تبني عليه هم يتحدثون وأنت تبني، أتركم يتحدثون لا بأس فهو يسليني”.
ويأمل التونسيون في أن تعود الملاكمة إلى مكانتها الدولية وأن يتحقق المجد الأولمبي على يد حليمي بعد غياب دام حوالي 28 عاما، وهي نفس آمال الملاكمة التي تنوي إسعاد وطنها والمرأة العربية بفوزها.
وقالت خلود “الألعاب الأولمبية 2024 سأعطي كل ما عندي، وكل التضحيات وكل شيء لأكون متوجة بقدرة الله، وأنت تعرف أن الملاكمة من 1996 مدخلناش ميدالية، ميدالية أولمبية، إن شاء الله تكون على يد خلود الحليمي وأفرح تونس، وأفرح الشعب التونسي كله، وأفرح العرب”.