تشتدّ الحماسة بين جمهوري الغريمين بيرسيبوليس والاستقلال، قبل مواجهة قطبي العاصمة طهران المرتقبة الأربعاء ضمن المرحلة العشرين في الدوري الإيراني لكرة القدم.
ويُعدّ استاد آزادي، معقل بيرسيبوليس والاستقلال، أحد أكبر الملاعب في العالم (90 ألف مقعد) حيث يتوقّع أن يكون ممتلئاً في ديربي طهران الـ103.
يقول كيفن يامغا جناح الاستقلال، وهو الفرنسي الوحيد الذي يلعب في الدوري “إنها أهم مباراة. هناك أجواء جنونية، واختبارها أمر رائع” في حديثه مع فرانس برس.
يضيف اللاعب البالغ 27 عاماً والذي خاض 5 مباريات ديربي سابقاً منذ انضمامه إلى ناديه عام 2021 “نصف المدرجات تتلوّن بالأزرق ونصفها الآخر بالأحمر”.
ويقطع المشجعون مئات الكيلومترات قادمين من مناطق بعيدة للوصول إلى طهران، قبل أن يبيتوا الليلة قرب الملعب لحجز مقعدٍ يوم المباراة.
يتابع يامغا الذي لن يشارك في الدربي السادس له بسبب الاصابة “إنها مباراة تنافسية للغاية. يُمكن مقارنتها بنظيرتها بين قطبي مانشستر، يونايتد وسيتي (في انجلترا)، أو ديربي غلاسكو (الاسكتلندية) بين سلتيك ورينجرز”.
وتحمل المباراة أهمية إضافية بالنسبة إلى بيرسيبوليس حامل اللقب وصاحب المركز الثاني راهناً، إذ أنه في حال فوزه سيُعادل عدد نقاط الاستقلال المتصدر قبل 10 مراحل على ختام الدوري.
– امرأة في الطاقم التحكيمي –
هذا العام، وللمرة الأولى في إيران، ستنضم امرأة إلى الطاقم التحكيمي في مباراةٍ للرجال.
وعلى الرغم من أنها لن تكون على أرض الملعب، فإن مهسا قرباني (34 عاماً) ستكون حاضرة إلى جانب حكمين آخرين في غرفة حكم الفيديو المساعد (VAR).
وتفتح هذه الخطوة مرحلةً جديدةً في عالم كرة القدم للرجال المغلق الذي نادراً ما شهد حضوراً نسائياً في الملاعب.
وحضرت ثلاثة آلاف امرأة مباراة الديربي في العام الماضي بعد عقودٍ من الكفاح، وهو أمرٌ رحّب به الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
ويقول ابراهيم أفشار، أحد الصحافيين المعروفين في إيران “أثبتت النساء الإيرانيات أنهنّ قادرات على تحصيل حقوقهنّ على الرغم من الإدارة الأبويّة لكرة القدم”، مضيفاً “يوماً ما، ستكون إحداهنّ الحكم الرئيسي”.
ووضع الناديان الأكثر شعبية في الجمهورية الإسلامية بصماتهما على سياسة البلاد على مدى عقود.
ويُعتبر الاستقلال نادي نخبة المجتمع وهو قريب من السلطة، وتأسّس عام 1945 على يد ضابطٍ مؤثّر تحت الاسم الملكي “التاج” في طهران.
وارتبط النادي بالقصر البهلوي الذي حكم إيران حتّى عام 1979 وأطاحته الثورة الإسلامية.
في المقابل وعلى العكس تماماً، يريد بيرسيبوليس أن يكون نادي الشعب بعد أن تأسّس عام 1967 على يد بطل ملاكمة.
يقول أشفار “لكن الحقيقة هي أن بيرسيبوليس ضمّ لاعبين كانوا يفتخرون بكونهم أعضاء ضمن الشرطة السرية للشاه، في حين كان بعض اللاعبين الآخرين تابعين لليسار” المُعارض للحكم الملكي.
استمر الناديان في بداية الثورة الإسلامية التي اعتبر قادتها أن كرة القدم هواية روّج لها النظام القديم لصرف انتباه العامّة عن “القضايا الخطيرة”.
وبعد 45 عاماً، لا تزال السياسة ركيزة أساسية لدى القواعد الجماهيرية للناديين الذين يتّهمون بعضهم بعضاً بالاستفادة من الدعم الحكومي الماليّ.
وقد أجبر التنافس الشديد بينهما الشخصيات العامة على إخفاء انتمائهم لتجنّب الانتقادات من مشجعي النادي الآخر.
انتهت 49 مواجهة بين الفريقين من أصل 102 بالتعادل، في حين يتوفّق بيرسيبوليس بعدد الانتصارات بـ27 مقابل 26 للاستقلال.
ويفتخر جمهور بيرسيبوليس، النادي الأكثر نجاحاً في إيران (بطل الدوري 15 مرة مقابل 9 للاستقلال)، بالفوز الأكبر في الدربي (6-0) عام 1973، وهي نتيجة من غير المتوقّع أن تتكرّر.