رغم الانتقادات المستمرة والمطالبة الدائمة بإلغاء مباراة تحديد المركز الثالث والسير على خطى كأس أوروبا، أبقت بطولات كبرى في كرة القدم على هذه المباراة أبرزها كأس العالم وكأس أمم إفريقيا التي تختتم الأحد في كوت ديفوار بالنهائي بين البلد المضيف ونيجيريا.
لكن قبل هذه المباراة، سيكون على الخاسرين في الدور نصف النهائي، جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية، استنهاض الهمم وبلسمة الجراح من أجل المنافسة السبت على المركز الثالث الذي يعتبر بمثابة جائزة ترضية.
وسيكون من الصعب على لاعبي المنتخبين النهوض من كبوة فشل التأهل الى النهائي بعد خسارة جنوب إفريقيا أمام نيجيريا بركلات الترجيح 2-4 عقب التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، وجمهورية الكونغو الديموقراطية أمام ساحل العاج المضيفة 0-1.
وكان المنتخب الجنوب إفريقي بقيادة المدرب البلجيكي هوغو بروس يمني النفس ببلوغ النهائي لأول مرة منذ 1998 عندما خسر امام مصر والثالثة في تاريخه المتوج بلقب واحد أحرزه عام 1996 على أرضه على حساب تونس في مشاركته الأولى بعد انتهاء نظام الفصل العنصري، لاسيما بعد المشوار المميز الذي شهد إقصاءه المغرب، رابع مونديال 2022، من ثمن النهائي بالفوز عليه 2-0.
لكن المشوار انتهى في دور الأربعة على يد نيجيريا، وفُرض على “بافانا بافانا” خوض مباراة الترضية للمرة الثانية بعد نسخة 2000 حين أحرزوه على حساب تونس بركلات الترجيح بعد التعادل 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وعقب الخروج على يد نيجيريا، قال بروس “بإمكان كرة القدم أن تكون قاسية (لاسيما) عندما ترى الأداء الذي قدمه فريقي وعندما تخسر بركلات الترجيح ولا تذهب الى النهائي. من الصعب هضم ذلك. لعبنا مباراة جيدة جداً”.
وتابع “إنها خيبة كبيرة لكني فخور جداً باللاعبين. أعتقد أن الجميع يعرفون الآن أن جنوب إفريقيا فريق جيد، وهذا أمر هام”.
– “علينا النهوض معاً بسرعة” –
ويفتقد بروس في المواجهة الثالثة بين جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو في النهائيات القارية بعد الدور نصف النهائي عام 1998 (2-1 بعد التمديد) ودور المجموعات عام 2000 (1-0)، غرانت كيكانا لطرده في نصف النهائي، ما يفتح الباب أمام مشاركة أي من نكوسيناثي سيبيسي وسياندا كزولو بجانب موثوبي مفالا في قلب الدفاع.
واعتمد بروس على عامل الثبات في النهائيات، لكنه قد يعمد الى إجراء تغييرات في التشكيلة خلال لقاء السبت مع إمكانية مشاركة ميهلالي مايامبيلا وزاخيلي ليباسي.
أما من جهة الكونغو الديموقراطية، المتوجة بطلة عام 1968 تحت مسمى الكونغو-كينشاسا وعام 1974 تحت مسمى زائير ونالت المركز الثالث عامي 1998 و2015 بمسماها الحالي، فهناك تساؤل بشأن غاييل كاكوتا الذي عاد من الإصابة وشارك في الشوط الأول من مباراة نصف النهائي، وما إذا كان المدرب الفرنسي سيباستيان دوسابر سيعتمد عليه منذ البداية أو لوقت أطول.
بالنسبة لدوسابر “التفاصيل الصغيرة” حسمت مباراة نصف النهائي لصالح كوت ديفوار، مضيفاً “انطباعي الأول هو خيبة الأمل نظراً الى مجريات المباراة”، مشيراً الى الفرص العدة التي أهدرها فريقه في الشوط الأول على أنها كانت مفصلية.
واعتقدت الكونغو الديموقراطية أنها افتتحت التسجيل في الدقيقة العاشرة قبل أن يتم الغاء هدف سيدريك باكامبو، ثم أهدر يوان ويسا انفراداً بالحارس.
وقال دوسابر متحسراً “لم نستفد من زخمنا. حاولنا استخدام كل الأسلحة الهجومية لتحقيق التعادل، من خلال تغيير أسلوب اللعب وإجراء التبديلات، لكن للأسف لم يحدث ذلك”.
وتابع “كنا ندرك أننا نملك القدرة على المضي قدماً الى النهائي لكننا اصطدمنا بفريق عاجي جيد جداً”.
وتطرق الى مواجهة جنوب إفريقيا على المركز الثالث، قائلاً “نحن نحب التنافس وعلينا النهوض معاً بسرعة. تنتظرنا مباراة السبت للحصول على المركز الثالث”.
وفي المواجهة الأخيرة بينهما، خرجت جنوب إفريقيا منتصرة 1-0 في 12 سبتمبر الماضي في لقاء ودي.