أكدت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي انه تم فتح تحقيق قضائي وإداري في حادث انهيار جزء من سور المدينة العتيقة بالقيروان.
وأوضحت الوزيرة في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء خلال معاينتها لموقع الحادث الذي جد صباح أمس السبت ولدى إشرافها على اجتماع طارئ للجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بمقر ولاية القيروان، أن مشروع ترميم وصيانة السور تعهدت به شركة مقاولة تحصلت عليه عن طريق نظام الصفقات العمومية عبر منظومة الشراءات العمومية على الخط “Tuneps” وانه تم فتح تحقيق إداري بشأن مراقبة أشغال شركة المقاولة ومتابعتها.
وبينت حياة قطاط القرمازي انه تم تركيز حواجز وغلق الطريق المؤدية للسور إلى جانب وضع دعائم للاجزاء المتبقية من السور وتفقده تقنيا بأكمله.
ومن جانبه أوضح المدير الجهوي للصحة معمر الحاجي ان الحادث أسفر عن وفاة ثلاثة اشخاص تتراوح أعمارهم بين 47 سنة و67 سنة وإصابة 3 اخرين وصف حالتهم بالمستقرة.
ونفى نائب المدير الجهوي للحماية المدنية العميد برهان العاشوري، من جانبه ما راج بشأن وفاة طفلين تحت انقاض السور المنهار داعيا سكان المدينة العتيقة إلى توخي الحذر خلال الأيام القادمة بسبب التقلبات الجوية وإمكانية نزول الأمطار وتسربها إلى الاماكن المجاورة للسور.
وتم اتخاذ إجراءات وقائية إثر الحادث تمثلت بالخصوص في تأمين المكان بغلق مكان الحادث والشوارع المؤدية إلى باب الجلادين وغلق منافذ سور المدينة من جهة سيدي السيوري وباب الخوخة.
وعلى إثر هذا الحادث الأليم دعت المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالقيروان كافة المؤسسات الثقافية الراجعة لها بالنظر إلى تعليق كافة الأنشطة والتظاهرات إلى موعد لاحق.
ويشار إلى أنه جد صباح أمس السبت حادث انهيار فجئي لجزء من الواجهة الجنوبية الخارجية لسور المدينة العتيقة بالقيروان وذلك أثناء أشغال صيانة وترميم أسفر عن وفاة 3 عمال وإصابة 3 اخرين اثنين منهما اصيبا بكسور طفيفة .
ويذكر ان بناء سور المدينة العتيقة بالقيروان يعود إلى العهد العباسي وكان المشرف العلمي للتراث بالمعهد الوطني للتراث بالقيروان فتحي البحري قد أفاد “وات” خلال شهر فيفري المنقضي بأنه سيتم الانطلاق في عملية ترميم هذا الجزء من السور واصفا هذه العملية بانها “ليست سهلة” نظر لان الواجهة الجنوبية شملتها أشغال صيانة بين سنة 1966 و1968 تم خلالها اعتماد الأسمنت في أرضية السور على طول 40 صم وهو ما يتعارض مع تقنيات ترميم المعالم الأثرية .
وأوضح كذلك ان الرجة الارضية التي شهدتها ولاية القيروان في شهر أوت من سنة 2004 أثرت على عديد المعالم وتسببت في سقوط منازل كما كان تأثير هذه الرجة اكبر على الواجهة الجنوبية للسور التي تبين من خلال البحوث التي قام بها المعهد ان استعمال الأسمنت كان السبب في احداث تصدعات بهذه الواجهة.
وتجدر الإشارة الى ان مشروع ترميم سور المدينة العتيقة بالقيروان يندرج ضمن برنامج ترميم عدد من المعالم الاثرية بالقيروان انطلق سنة 2016 باعتمادات مالية متمثلة في هبة من سلطنة عمان وفق تقنيات ومعاييرصيانة تونسية ، ويأتي ترميم سور المدينة العتيقة كآخر مرحلة من المشروع.