سياسة

اتفاق بين إسرائيل وحماس على هدنة وتبادل رهائن وأسرى بوساطة قطرية

تبادل رهائن وأسرى

 أعلن الأربعاء التوصل الى اتفاق بين إسرائيل وحماس بوساطة قطرية تطلق الحركة بموجبه 50 رهينة من الذين احتجزتهم خلال هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتفرج إسرائيل عن اسرى فلسطينيين، على أن تسري هدنة لمدة أربعة أيام في قطاع غزة، في أول خطوة فعلية نحو تهدئة موقتة بعد أكثر من ستة أسابيع من الحرب.

وأكّدت قطر الأربعاء توصّل إسرائيل وحماس إلى اتّفاق على “هدنة إنسانية” تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.

وذكرت وسائل إعلامية عربية أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ عند العاشرة من صباح الخميس بالتوقيت المحلي (08,00 بتوقيت غرينتش).

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إنّه سيتم الإعلان عن “توقيت بدء” الهدنة التي ساهمت في التوسّط فيها إلى جانب قطر كلّ من مصر والولايات المتّحدة “خلال 24 ساعة وتستمرّ لأربعة أيام قابلة للتمديد”.

وأوضح البيان أنّ الاتفاق سيتيح كذلك “دخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصّص للاحتياجات الإنسانية”.

وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قالت في بيان “وافقت الحكومة على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من اتّفاق يتمّ بموجبه إطلاق سراح ما لا يقلّ عن 50 مخطوفاً من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال”.

وأصدرت حركة حماس من جهتها بيانًا أعلنت فيه التوصل الى “اتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار موقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة”، يتمّ بموجبها “وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة”.

وأشار البيان أيضا الى أن الاتفاق ينص على “إطلاق سراح خمسين من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاما”، بالإضافة الى “وقف حركة الطيران في الجنوب على مدار الأربعة أيام، ووقف حركة الطيران في الشمال لمدة ست ساعات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة” بعد الظهر.

وقالت حماس إنه سيتم أيضا “إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة بلا استثناء شمالاً وجنوبا”.

وتحتجز حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى 240 شخصا منذ الهجوم الدامي على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر. وتسبّب الهجوم بمقتل 1200 شخص في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، تردّ إسرائيل بقصف مدمّر على قطاع غزة أوقع 14128 شهيدا بينهم 5840 طفلا، وفق حكومة حماس.

كما بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 أكتوبر. وتفرض “حصارا مطبقا” على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات وقود ومواد غذائية ومياه.

واعتبرت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل الاربعاء أمام مجلس الامن الدولي أن قطاع غزة بات “المكان الأخطر في العالم بالنسبة الى الأطفال”.

– لا يزال ينبغي القيام بالكثير –

وقالت سميرة دويات من القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، لوكالة فرانس برس “أبكي، أضحك، وأرتعد”.

من المحتمل أن تفرج إسرائيل عن ابنتها شروق (26 عاما) التي أمضت ثماني سنوات في السجن هي نصف عقوبتها، وتضيف الأم “هذا العام، ظللت أتخيلها وهي تدخل من الباب”.

ورحبت دول وجهات عدة باتفاق الهدنة مقابل الإفراج عن الأسرى.

اشادت الأمم المتحدة الأربعاء بالاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح رهائن وهدنة في قطاع غزة، لكنها قالت إنه “لا يزال ينبغي القيام بالكثير”.

وكتب أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر منصة “إكس”، “الرئيس محمود عباس والقيادة ترحّب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمّن الجهد القطري المصري الذي تمّ بذله”.

في واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ليل الثلاثاء الأربعاء أنه “راضٍ تماماً” عن توصّل إسرائيل وحماس إلى الهدنة.

ورحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء بنجاح “الوساطة المصرية القطرية الأميركية” في “الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل للمحتجزين لدى الطرفين”، مؤكدا استمرار الجهود “من أجل الوصول إلى حلول نهائية”.

واعتبر الكرملين الاتفاق “خبرا سارا”. كذلك رحبت به الصين وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وأشادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا “بجهود قطر خصوصا” التي أدت دور الوسيط للتوصل إلى الاتفاق، وبعمل إسرائيل والولايات المتحدة.

ورحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالاتفاق على منصة “إكس” وشدد كذلك على أن ذلك “ليس كافيا لوضع حد لمعاناة المدنيين”.

وعبر منتدى عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس الأربعاء عن سعادته بالافراج المرتقب عن عدد من هؤلاء المحتجزين، قائلًا “لا نعرف راهنًا من سيتم إطلاق سراحه بالضبط ومتى”.

وقال المسؤول في حماس طاهر النونو بعد ظهر الأربعاء “جاري في هذه اللحظات تبادل القوائم والتدقيق في هذه القوائم التي سيتم بناء عليها إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإطلاق المحتجزين والأسرى لدى المقاومة الفلسطينية”.

والتقى البابا فرنسيس على نحو منفصل ذوي رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة، وأقارب معتقلين فلسطينيين في إسرائيل، وقال إن الجانبين “يعانيان بدرجة كبيرة”.

اعتبرت العديد من المنظمات غير الحكومية بينها منظمة العفو الدولية الأربعاء أن إمكان إرساء هدنة لأربعة أيام بموجب الاتفاق بين اسرائيل وحركة حماس هو أمر “غير كاف” لإدخال المساعدة المطلوبة الى قطاع غزة، داعية الى وقف لإطلاق النار.

– نريد العودة إلى بيوتنا –

وقال مسؤول كبير في حماس لوكالة فرانس برس إن أول عملية تبادل ستشمل “عشرة رهائن مقابل 30 أسيرا الخميس”، مشيرا الى إمكان تمديد الهدنة.

وأوضحت الحكومة الإسرائيلية أنه بعد إطلاق سراح 50 رهينة، “سيؤدي الإفراج عن عشرة رهائن إضافيين إلى يوم إضافي من تعليق” القتال.

ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني من المحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيرًا دون سنّ 18 عامًا.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الثلاثاء من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات “بكامل قوته” بعد الهدنة من أجل “القضاء” على حركة حماس و”تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين”.

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية في بيان إنّ “الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وقوات الأمن ستواصل الحرب لإعادة جميع المخطوفين، والقضاء على حماس، وضمان عدم وجود أيّ تهديد بعد اليوم لدولة إسرائيل انطلاقاً من غزة”.

ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1,7 مليون منهم (2,4 مليون) بسبب الحرب، الى هدنة في ظل صعوبة الحصول على مواد غذائية ومياه للشرب وملابس للشتاء ومأوى.

والتقت وكالة فرانس برس فلسطينيين في مستشفى ناصر الذي يأوي نحو 35 ألف نازح، بينما لا يزال في محيطه عشرات الآلاف الذي غادروا الشمال تحت وطأة القصف الإسرائيلي أو استجابة للإنذارات الإسرائيلية بضرورة الاتجاه جنوبا.

وقال ميسرة الصباغ (42 عاما) النازح من مدينة غزة “أرفض الهدنة”، متسائلا “عن أي هدنة يتحدثون؟ شهداء، جرحى، وبيوت مدمرة”.

واعتبر أن العودة إلى شمال قطاع غزة هو الإنجاز الحقيقي، مضيفا “هدنة لإدخال بعض المساعدات لا نريدها، نريد العودة إلى بيوتنا”.

وقالت سلمى قاسم (55 عاما) التي نزحت من بيت حانون إنها تريد العودة إلى منزلها في شمال قطاع غزة.

وأضافت “ما يهمني متى نرجع إلى بيوتنا في بيت حانون كما كنا”، ثم تداركت “حتى لو رجعنا إلى أين سنذهب وأين سنعيش؟ دمروا بيوتنا”.

من جهته، قال طاهر النونو الأربعاء “لا بدّ أن يدخل 200 إلى 300 شاحنة على الأقلّ من احتياجات القطاع والمواد اللازمة للمواطنين الفلسطينيين، وعلى الأقلّ ثماني شاحنات من الوقود والغاز”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء اعتراض صاروخ كروز تم إطلاقه باتجاه مدينة ايلات بجنوب إسرائيل.

Tagged , , , , ,