تزاحم الآلاف في ساحات وشوارع مدينة القيروان، وسط تونس، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف التي تحل في الـ 12 من شهر ربيع الأول الهجري من كل عام.
وغصت ساحات المدينة مثل كل عام بالزوار الذين قصدوا المدينة من كل مناطق تونس.
وفي ساحة “أولاد فرحان” قرب جامع “عقبة بن نافع” (تأسس عام 50 للهجرة 800 م) التقت الأناضول بالسيد الأربعينية أسماء بالصغير التي أتت من بعد 100 كلم من مدينة المنستير (شرق) على ساحل البحر المتوسط لتحيي الليلة المباركة.
وقالت بالصغير للأناضول: “جئنا من المنستير لنحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم”.
وأضافت بالصغير: “أتينا لولاية القيروان لأن القيروان ترمز للمدينة الإسلامية وتحيي كل عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم”.
وتابعت: “نأتي كعائلة أنا وزوجي وابني لنحتفل”
ابن السيدة أسماء بالصغير، الطفل ياسين الواعر قال للأناضول: “نسكن في المنستير وجئنا هنا احتفاء بالإسلام والرسول. أجواء القيروان رائعة جدا”.
ومن قديم الزمان تزدهي القيروان وتلبس أبهى الحلل بمناسبة الاحتفال مولد النبي، وهو احتفال متجذر منذ الأجيال الماضية وكانت العناية به والحفاوة به في مستوى التزامهم الديني ومحافظتهم على الضوابط الإسلامية.
ترحيب بالضيوف
التونسي فاضل النخلي، من سكان مدينة القيروان قال: “عادة القيروانيين أنهم لا يغادرون بيوتهم يوم المولد ويتركون الضيوف يتمتعون بأجواء القيروان وتقاليدها”.
وأضاف النخلي في تصريحات للأناضول: “فيما مضى كنا ندعو الضيوف للمبيت وتناول الطعام طوال مراسم الاحتفال بالمولد النبوي”.
وتابع: “في ساحة أولاد فرحان نضع الخيام قبل أسبوع من يوم المولد للاحتفال بالمولد النبوي الشريف”.
موسيقى صوفية
وفي ساحة “أولاد فرحان” القريبة من جامع عقبة مكان الاحتفال الرئيسي في المولد النبوي تابع آلاف الزوار العرض الصوفي “الزيارة” للفنان إلياس اللجمي.
وقدم منشدون وراقصون ضمن العرض عدة قصائد في مدح الرسول مستمدة من التراث الصوفي.
أما فرقة التخت الصوفي لمحمد حمودة فقد اختارت ساحة “الجرابة” التي تتوسط المسافة الفاصلة بين جامع عقبة وأسواق القيروان العتيقة لتقدم عروضها وسط متابعة المئات.
ونظمت على هامش الاحتفالات عدة مسابقات دينية وفنية في أنحاء مختلفة من المدينة.
مليون زائر
من جانبه، قال وزير الشؤون الدينية التونسي، إبراهيم الشايبي، لدى إشرافه على الاحتفال بذكرى المولد بجامع عقبة، إن “هذه الذكرى تشهد فعاليات وأنشطة دينية مختلفة”.
وأضاف الشايبي في تصريحات لراديو “صبرة إف إم” المحلي: “القيروان عاصمة ثقافية وإسلامية وكانت عبر التاريخ قبلة للزوار خاصة جامع عقبة بن نافع الذي كانت تعقد فيه الدروس وتخرجت منه أجيال”.
وتابع: “القيروان تطمح إلى تحقيق ما يفوق مليون زائر خلال الاحتفالات بالمولد النبوي وهذا سيخلق حركة تجارية ودينية وسياحية للمدينة”.