بإرادة قوية وطموح كبير، تصل للمرة الثانية، لاعبة التنس التونسية أنس جابر، إلى نهائي بطولة ويمبلدون، وأملها هذه المرة في معانقة حلم اللقب التاريخي.
والسبت، تواجه “وزيرة السعادة” جابر (28 عاما) في النهائي التشيكية ماركيتا فوندروسوفا، مفاجأة البطولة التي أطاحت بنصف النهائي الآخر بالأوكرانية يلينا سفيتولينا.
وأطاحت التونسية، الخميس، بالبيلاروسية أرينا سابالينكا لتبلغ نهائي ويمبلدون للمرة الثانية على التوالي، بعدما حصلت على وصافة البطولة السابقة.
طموح كبير
وعقب خسارتها نهائي ويمبلدون أمام الكازاخستانية إيلينا ريباكينا في جويلية 2022، قالت جابر إن طموحها “أصبح أكبر بعد النتائج التي حققتها في البطولات الدولية مؤخرا”.
ولدى استقبالها في مطار “قرطاج” الدولي العام الماضي، قادمة من بريطانيا بعد بلوغها نهائي بطولة ويمبلدون، قالت جابر في تصريحات للصحفيين: “مشاركتي في دورة ويمبلدون كانت طيبة، وحققت نتائج جيدة في بطولتي مدريد للماسترز وروما، لكن طموحي أصبح أكبر”.
لقب دورة شارلستون الأمريكية
في 9 أفريل 2023 ، توّجت اللاعبة التونسية بلقب دورة شارلستون الأمريكية، بعد فوزها على السويسرية بيليندا بينسيتش، في المباراة النهائية.
فوز التونسية على منافستها السويسرية، كان بواقع مجموعتين مقابل مجموعة واحدة، كانت نتائجها 4 – 6، 7 – 6، 6 – 4.
ويعد هذا اللقب الرابع في المسيرة الاحترافية لأنس جابر المصنفة خامسة عالميا، كما كان الفوز الثالث لها على بينسيتش في خمس مواجهات جمعت بينهما.
وكان لقب دورة شارلستون الأمريكية هو الأول للاعبة التونسية في ذلك الموسم والرابع في مسيرتها الاحترافية بعد دورة بيرمنغهام الإنجليزية عام 2021، ودورتي مدريد وبرلين في 2022.
أول “ماسترز” للأيقونة التونسية
في 7 ماي 2022، حققت جابر إنجازا عربيا وإفريقيا غير مسبوق، عبر فوزها بدورة مدريد للماسترز ذات الألف نقطة.
فازت آنذاك بالمباراة النهائية على منافستها الأمريكية جيسيكا بيغولا بمجموعتين لواحدة، بواقع 7-5 / 0-6 /6-2، لتدخل بذلك التاريخ كأول لاعبة عربية وإفريقية تحرز بطولة “ماسترز”.
ويُعد لقب دورة مدريد على الأراضي الترابية ثاني ألقاب المحترفة التونسية الفردية في الدورات الكبرى للتنس بعد دورة برمنغهام فئة 250 نقطة، والتي توجت بها في جوان 2021.
وفي 12 أفريل 2021، كانت أنس جابر قد بلغت نهائي بطولة “تشارلستون” الإنجليزية، ثم نهائي بطولة “شيكاغو” في 27 سبتمبر 2020، لكنها لم تنجح في التتويج بهما.
ووصلت إلى أعلى تصنيف في مسيرتها في نوفمبر 2020، حيث احتلت المركز السابع عالميًا، وفق تصنيف رابطة المحترفات “دبليو تي أيه”.
نحو انطلاقة جديدة
قبل 5 سنوات كان همّ جابر دخول نادي المئة الأوائل في ترتيب محترفات التنس، عشرات المشاركات ومئات الأميال من الرحلات للمشاركة في دورات دولية لتحصيل أكثر ما يمكن من النقاط ولتكون مراهنة على الألقاب.
أكدت اللاعبة في أكثر مناسبة أن التتويج في إحدى بطولات الأساتذة سيكون خطوة كبرى في مسيرتها، وانطلاقها بجدية لتكون ضمن المراهنات على ألقاب الدورات الكبرى وبلوغ صدارة الترتيب العالمي، وهو ما تحدثت عنه في مقابلة سابقة مع الأناضول عندما دخلت في جويلية 2017 لأول مرة نادي الـ100 الأوائل في ترتيب المحترفات.
رحلة الفوز ببطولة في هذا الحجم لم تكن ممكنة لولا التضحيات والصبر والتعلم من الفشل.
مارست الشابة التونسية رياضة كرة اليد وحتى كرة القدم، قبل أن تختار في سن مبكرة التخصص في التنس الذي عرفته من مرافقة والدتها إلى نادي التنس بولاية سوسة .
مسيرة حافلة
مسيرة “وزيرة السّعادة” كما يطلق عليها في وطنها، بدأت في دورة تونس الدّولية للناشئات سنة 2007، لتحقق لقبين متتاليين في دورتين من فئة (ITF) في العام 2010، ثم خوض أول مشاركة خارجية بهذه الفئة العمرية بالعاصمة القطرية الدوحة من فئة (WTA) في نفس العام.
وفي سن 13 عاما، خاضت النهائي الأول بمسيرتها عام 2009 في دورة بلبنان ضد مواطنتها نور عباس، قبل أن تحقق خلال نفس السنة أول ألقابها في بطولة “الفجيرة” الدولية للناشئات ولقب الزوجي في نفس البطولة رفقة مواطنتها عبّاس.
البداية الحقيقية كانت عام 2011 في بطولة “رولان غاروس” الفرنسية للناشئات التي حصدت لقبها لتكون أول لاعبة عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز، بعد أن خاضت نهائي النسخة السابقة لنفس المسابقة سنة 2010.
وبفعل مشاركاتها المتتالية تقدمت جابر بين سنتي 2012 و 2016 من الترتيب 698 لتتمكن من دخول نادي الـ200.
عالم الاحتراف
واصلت جابر العمل بجد واجتهاد، واستمرت مشاركتها في عشرات الدورات الدولية للمحترفات، ليكون العامان 2017 و2018 فارقين في مسيرتها، بدخول نادي الـ100 الأوائل وبلوغ أول نهائي من فئة (WTA) للكبار والوصول إلى الدور الثالث ببطولة “رولان غاروس” ما مكنها من بلوغ الترتيب 62 عالميا حينها.
التطور والتقدم في المستوى والترتيب رافقا اللاعبة في 2019 و2020 حيث شاركت لأول مرة في الدورات الأربع الكبرى (غراند سلام)، وبلغت ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة لتصل في يوليو 2020 المركز 31 عالميا.
وبخطى ثابتة حققت لقب “برمنغهام” في الزوجي صحبة البريطانية إيلين بيريز في 2021، وفي الفردي، بلغت نهائي دورات “تشارلستون” (2021 حققت اللقب) و2022، و”شيكاغو” و”موسكو” في 2018، ونهائي الزوجي في “تشارلستون” 2021.
في المجموع حققت جابر 13 لقبا في دورات وبطولات الاتحاد الدولي للتنس؛ وهي بطولة مدريد للأساتذة (1000 نقطة)، وتشارلستون 2021 (250 نقطة)، ودورات أنطاليا التركية والدار البيضاء المغربية 2010، وتونس 2013 و2014 و2016.
كما فازت بدورتي”فوكوكا” و”كونومي” باليابان 2013، وساغيناي الكندية 2013، و”دايتونا” و”سان رايس” الأمريكيتين سنة 2016.
أما على الصعيد القاري ففازت بذهبيتين في الألعاب الإفريقية في الفردي والزوجي سنة 2011، وفضية (زوجي مختلط) في نفس العام، وذهبية في الألعاب العربية وبرونزية (زوجي) في نفس العام.
كما حققت برونزية ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2013، وذهبيتين في الألعاب الإفريقية 2011 و2012 في الفردي و2012 في الزوجي وفضية في نفس المسابقة القارية عام 2011 في الزوجي.
حاليا جابر هي اللاعبة التونسية رقم واحد وأفضل لاعبة تنس إفريقية وعربية، والمصنفة السادسة عالميا.
أيقونة الكرة الصّفراء في تونس، باتت مثالا لأغلب الرياضيين في بلدها، ومرشحة دائمة لإعلاء راية وطنها في أكبر البطولات التي تبحث عن تحقيق الألقاب فيها.