ستكون الفرصة سانحة مجددًا أمام التونسية أنس جابر للظفر بأول لقب كبير في مسيرتها، بعدما بلغت الخميس نهائي بطولة ويمبلدون لكرة المضرب على حساب البيلاورسية أرينا سابالينكا بطلة أستراليا المفتوحة، ضاربة موعدًا مع التشيكية ماركيتا فوندروشوفا الفائزة على الأوكرانية إيلينا سفيتولينا.
وعادت جابر إلى المباراة القمة على العشب اللندني بفوزها على المصنفة الثانية عالميًا معوضة تأخرها بمجموعة الى فوز 6-7 (5-7)، 4-6، 3-6.
وبعد أن سقطت في نهائي العام الماضي أمام الكازاخستانية ايلينا ريباكينا، ستأمل المصنفة سادسة عالميًا في أن تكون الثالثة ثابتة هذه المرة بعد أن حلّت وصيفة أيضًا في الولايات المتحدة المفتوحة العام الماضي للمصنفة أولى البولندية ايغا شفيونتيك.
وحرَمت جابر سابالينكا بطلة أستراليا المفتوحة مطلع العام الحالي من إنجازين مهمين، الأول بلوغ نهائي ويمبلدون للمرة الأولى في مسيرتها والثاني اعتلاءها صدارة التصنيف العالمي على حساب شفيونتيك، إذ إن فوزها على التونسية كان كفيلا لتحقيق ذلك.
وللمرة الثالثة هذا العام في ويمبلدون، عوّضت جابر تأخرها بمجموعة الى فوز.
– أنس القديمة كانت ستخسر اليوم –
قالت ردًا على كيفية تعاملها مع الضغط “أعمل كثيرًا مع المعالجة النفسية. يساعد ذلك كثيرًا. أنا فخورة بنفسي لأن أنس القديمة كانت ستخسر المباراة اليوم وتعود الى المنزل، ولكن أنا فخورة أني قاتلت حتى الرمق الأخير”.
وبعد أن التقيتا في الدور الثاني فقط من بطولة أستراليا المفتوحة مطلع هذا العام حيث كان الفوز من نصيب فوندروشوفا، يتجدد اللقاء بين اللاعبتين لكن هذه المرة في نهائي بطولة كبرى.
تتساوى اللاعبتان 3-3 في سجل المواجهات بينهما، وبعدما فازت التشيكية في أول لقاء جمعهما عام 2015، فازت جابر بثلاثة تواليًا، قبل أن تسقط مرتين هذا العام، ثانيهما في الدور الـ32 لإنديان ويلز.
علّقت التونسية على المواجهة “ماركيتا لاعبة جيدة وخسرتُ مرتين ضدها هذا العام. لذا أسعى للثأر مرة جديدة، يبدو أن الامر يفلح هذا العام”.
وعلى غرار مباراة ربع النهائي ضد ريباكينا والدور الثالث ضد الكندية بيانكا أندرييسكو، بطلة الولايات المتحدة المفتوحة 2019، عوّضت جابر تأخرها بمجموعة الى فوز.
أما سابالينكا، وبعد أن غابت عن نسخة العام الماضي بسبب حظر اللاعبين الروس والبيلاروس إثر الحرب على أوكرانيا، عادلت أفضل نتيجة لها على العشب اللندني التي حققتها العام قبل الماضي بوصولها الى المربع الذهبي.
وخاضت نصف نهائي بطولة كبرى للمرة السادسة في مسيرتها، الرابعة تواليًا، علمًا أنها نجحت مرة واحدة في بلوغ النهائي عندما حققت لقب أستراليا المفتوحة مطلع العام.
وقلّصت جابر، الملقبة بـ”وزيرة السعادة” في بلادها، تفوق سابالينكا عليها في المواجهات المباشرة الى 2-3، علمًا ان التونسية سقطت في ربع نهائي ويمبلدون 2021 أمام سابالينكا.
وعلّقت عمّا تعلّمته من العام الماضي “أن أحوّل الطاقة السلبية الى ايجابية والغضب من المجموعة الاولى لأبقى مركزة… تعلمت كيف أستمر على أمل الفوز بهذه المباراة” قبل أن تضيف مبتسمة “وبهذه البطولة”.
وأنهت جابر المباراة مع 14 خطأ مباشرًا فقط مقابل 45 للبيلاروسية التي حققت 39 ضربة قاضية مقابل 28 للتونسية.
قالت سابالينكا التي أهدرت فرصة التقدم 5-3 في المجموعة الثانية على إرسالها ما كان سيضعها على بعد شوط من النهائي “أتيحت أمامي العديد من الفرص ولم أستغلها. لعبَت أفضل في اللحظات الحساسة”.
– أول غير مصنفة إلى النهائي –
من جهتها، أصبحت فوندروشوفا أول لاعبة غير مصنفة تبلغ نهائي ويمبلدون منذ 60 عامًا، والاولى في العصر الحديث للعبة الذي بدأ في 1968، بفوزها على سفيتولينا 6-3، 6-3.
ستخوض المصنفة 42 عالميًا ثاني نهائي كبير في مسيرتها بعد أن حلت وصيفة في رولان غاروس 2019.
قالت بعد الفوز “لا يمكنني أن أصدق. أنا سعيدة جدًا بوصولي الى النهائي. إيلينا محاربة وإنسانة رائعة، كانت مباراة صعبة”.
وأضافت اللاعبة التي غابت عن المنافسات معظم عام 2022 بسبب جراحة ثانية في المعصم “لم ألعب ستة أشهر العام الماضي ولا تعرف أبدًا ما إذا بإمكانك العودة الى هذا المستوى”.
وقبل هذه النسخة، لم تتجاوز التشيكية، حاملة فضية أولمبياد طوكيو في صيف 2021، الدور الثاني على العشب اللندني في أربع مشاركات سابقة.
أما سفيتولينا (76 عالميًا) فحُرمت من بلوغ أول نهائي كبير، إذ تبقى أفضل نتيجة لها في بطولات الغراند سلام نصف نهائي ويمبلدون 2019 و2023 والولايات المتحدة المفتوحة 2019.
لكن سفيتولينا حققت أكثر من المتوقع، إذ عادت الى المنافسات فقط منذ ثلاثة أشهر بعد إجازة الأمومة وشاركت ببطاقة دعوة.
وأطاحت في طريقها الى نصف النهائي أربع متوجات ببطولات كبرى هن الأميركيتان فينوس وليامس وصوفيا كينن، البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا في مواجهة مشحونة رياضيًا وسياسيًا في ثمن النهائي وشفيونتيك في ربع النهائي.
وغابت الأوكرانية عن المنافسات منذ أفريل من العام الماضي بسبب مشاكل صحية، بما فيها في الظهر، وإرهاق ذهني بسبب غزو روسيا لبلادها.
أعلنت لاحقًا حملها من لاعب كرة المضرب الفرنسي غايل مونفيس وأنجبت ابنتها في أكتوبر من العام الماضي قبل أن تعود الى المنافسات في أفريل هذه السنة وتتمكن من بلوغ ربع نهائي رولان غاروس.
قالت سفيتولينا بعد الخسارة إن تمثيل أوكرانيا كان عاملاً محفزًا رئيسيًا، لكنها أضافت “إنها مسؤولية كبيرة، والضغط كبير. أحاول موازنة ذلك بقدر ما أستطيع. ولكن، نعم، في بعض الأحيان قد يكون قويًا جدًا”.