اقتصاد

التونسيون يكافحون لشراء أضحية العيد مع تفاقم الأزمة الاقتصادية

التونسيون يكافحون لشراء أضحية العيد

 وجد التونسيون الذين يأملون في شراء أضحية العيد الأسعار مرتفعة للغاية بسبب الجفاف مما يزيد من المخاوف المتعلقة بأزمة اقتصادية يبدو أنها ستزداد سوءا.

وتشكل القطعان الصغيرة للأغنام مشهدا مألوفا في المدن والبلدات التونسية في الفترة التي تسبق عيد الأضحى إذ يجلبها المزارعون من الريف لبيعها، وهي تتغذى على جوانب الطرق السريعة وفي الأراضي الخالية.

لكن الثغاء، الذي يتردد صداه عبر أحياء المدينة حيث تقوم العائلات بتسمين الأغنام على أسطح المنازل أو في الحدائق، قد يكون أقل هذا العام مع ارتفاع الأسعار بنحو 25 بالمئة في وقت يعاني فيه كثير من التونسيين بالفعل.

وقال رضا بوزيد، الذي يعتبر شراء أضحية لأسرته مهما جدا بالنسبة له “الوضع الاقتصادي سيء للغاية. تضاعف سعر كل شيء. وراتبي لا يكفيني لنهاية الشهر”. ويفكر بوزيد في أخذ قرض صغير من أحد البنوك لشراء الأضحية.

وعندما قارن بين سعر الخروف الذي يبلغ حاليا 900 دينار (290 دولارا) وبين 750 دينارا دفعها مقابل واحد من نفس الحجم العام الماضي، شعر بالقلق من تأثير ذلك على دخله الشهري.

وأردف قائلا “راتبي 950 دينارا فقط في الشهر فماذا سيتبقى منه؟”.

وفي سوق برج العامري القريب، تفقد خالد فريخي الأغنام مع ابنته الصغيرة التي كان يحملها على كتفه وقرر عدم الشراء هذا العام. وقال “لا نستطيع تحمل هذه الأسعار”.

الجفاف

كان الاقتصاد التونسي في حالة سيئة حتى قبل أن تلحق به جائحة كوفيد-19 مزيدا من الضرر في عام 2020، ومع اقتراب الوضع المالي للدولة من الانهيار، لا تستطيع الحكومة مواجهة التضخم العالمي.

وبالنسبة للفلاحين، أدى المحصول الكارثي بسبب عدم هطول الأمطار إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية. وباع العديد من المزارعين مواشيهم العام الماضي بسبب عدم قدرتهم على تحمل التكاليف المرتفعة، مما تسبب في نقص اللبن الحليب لعدة أشهر.

وفي سوق برج العامري، قال المزارع نبيل رحيمي (38 عاما) إن الجفاف أتلف محصوله من القمح والشعير تماما وتركه بحاجة لشراء علف لأغنامه لكنه استطاع بالكاد تحمل زيادة تكاليف العلف.

وقرر بالفعل بيع 200 من أغنامه البالغ عددها 350 لأنه لا يستطيع إطعامها. وقال “إذا ساء الوضع سأبيعها كلها”.

ورحيمي ليس وحده. وقال خالد عياري المسؤول في اتحاد الفلاحة والصيد البحري إن تونس أنتجت 1.2 مليون رأس من الأغنام في العيد في عام 2022، لكنها لم تنتج إلا حوالي 850 ألف رأس هذا العام. وذكر أن النقابة رفضت استيراد الأغنام لحماية المزارعين.

وقال المزارع الشاب هيثم جويني، الذي ورث قطيعه من والده، إنه يفكر باستمرار في الهجرة. وأردف قائلا “لا أستطيع العيش هكذا… قلبي مكسور. لماذا لا تستطيع الحكومة مساعدتنا؟ الناس تعاني”.

Tagged , , , , , ,