في مزرعة غير مألوفة بتونس، تضم عشرات الأنواع من الحيوانات والطيور وأشجار استوائية بعضها نادر، جمعها الشاب محمد السويح في إطار مشروع سياحي تربوي.
«فيرمة عجب» التي تعني “مزرعة العجائب”، اسم اختاره السويح لمزرعته الواقعة بمعتمدية الهوارية بولاية نابل ، والتي أراد لها أن تكون مختلفة عن المألوف.
وكالة الأناضول، زارت السويح في مزرعته التي تبعد عن العاصمة تونس نحو 116 كلم، والتي نجح من خلالها في تحقيق حلم راوده منذ نعومة أظفاره، إذ كان مولعا بتربية الحيوانات، وطالما تمنى إنجاز هذا المشروع.
مزرعة فريدة
يرى السويح أن مزرعته فريدة من نوعها، لأنها مختصة في تربية حيواناتها وغراسة النباتات الاستوائية، ومن أوائل المزارع المتحصلة على اسم مزرعة تربوية.
وأفاد أنه كان مغرما منذ الصغر بتربية الحيوانات والاعتناء بالنباتات، وأنه أراد تحقيق حلمه من خلال هذا المشروع المتعلق بالسياحة التثقيفية والتعليمية، والخروج من السياحة النمطية.
ويقول الشاب التونسي: “يأتي الزائر إلى المزرعة ولا يخرج منها إلا بأفكار وأسلوب حياة جديد وثقافة مغايرة عبر ورشات تثقيفية”.
وتضم المزرعة أكثر من 35 نوعا من دجاج الزينة وطيور التدرج والنعام الإفريقي والأسترالي، والماعز القزم والأغنام الإفريقية وكلاب الألاسكا والبط واليمام والأرانب، وتستقبل قريبا حيوان الكنغر.
مغامرة نهايتها النجاح
والسويح، كان مستقرا في العاصمة تونس، ويعمل موظفا بوكالة أسفار، إلا أنّ نمط الحياة هناك لم يرق له ولم يجد أنه يتناسب مع أحلامه.
وبهذا الخصوص، يقول: “أحسست أنها حياة مصطنعة وروتينية، لذلك أخذت قرارا صعبا في التخلي عن عملي، ومحاولة تحقيق حلمي من خلال اقتناء مزرعة وتربية أنواع مختلفة من الحيوانات وزراعة أصناف عديدة من النباتات”.
ويضيف: “كان الأمر (في البداية) عبارة عن مغامرة، فلم يكن أمامي سوى خيارين؛ إما النجاح أو النجاح”.
ويردف: “لم أكن في البداية عالما بأسرار الفلاحة وأبجدياتها، إلا أنني حاولت التعلم واكتساب مهارات فيها”.
وضع السويح حجر الأساس لمزرعته منذ 15 عاما، فكان في كل مرة يحاول تحسينها وإضافة مكونات جديدة إليها، رغم ما تعرض له من مصاعب وأحيانا خيبات ولحظات يأس، إلا أنه واصل طريقه بإصرار وصبر.
ويقول: “ما يزيدني إصرارا ومضيا إلى الأمام ردود أفعال من يزورون مزرعتي، ففي أعينهم ألتمس نجاحي، ومن إعجابهم بمشروعي يزيد طموحي أكثر فأكثر”.
العلاج بهواء خلايا النحل
ولم يكتف الشاب التونسي بمزرعته الفريدة، بل أراد تطوير مشروعه وتعزيزه بمركز متنقل للعلاج بواسطة استنشاقِ خلية النحل.
وبهذا الصدد يوضح طريقته الخاصة في العلاج، قائلا: “أردت أن أترك بصمتي الخاصة والابتعاد عن الطرق التقليدية في التعامل مع النحل، سواء باستخلاص عسله أو حبوب اللقاح وغيرها، لذلك اخترت استثمار هواء النحل الموجود في خليته، واعتماده كعلاج ووقاية أيضا”.
ويضيف: “مثل هذه المراكز معتمدة في مختلف بلدان أوروبا، حتى أن أطباء الأقسام الصدرية يرسلون مرضاهم لهذه المراكز، وينصحونهم باستنشاق هواء خلايا النحل”.
ويشير إلى أن “العلاج باستنشاق هواء خلايا النحل عبارة عن طب بديل، إذ تكون درجة حرارة خلية النحل في حدود 35 درجة، تكون قابلة للتنفس، وتتم العملية في المركز المتنقل، الذّي نعقمه بدرجة تعقيم غرفة العمليات”.
وتطرق السويح لفوائد هذه العملية التي “تتضمن فوائد جمة خاصة للجهاز التنفسي والتليف الرئوي، كما أن استنشاق هواء خلية النحل يقاوم الاكتئاب ويزيد المناعة ويحسن الدورة الدموية”.
وتتم عملية العلاج باستنشاق هواء منبعث من أنبوب موصول بخلية نحل، يستنشقه المريض مباشرة.