مع اقتراب حقبة ليونيل ميسي في باريس سان جيرمان الفرنسي من نهايتها، سيكشف المهاجم الأرجنتيني قريباً عن مستقبله، لكن يبدو أن آمال العودة الرومانسية إلى برشلونة بدأت بالتلاشي.
ميسي الذي سيبلغ السادسة والثلاثين من عمره في جوان الحالي، هو الهداف التاريخي لبرشلونة وأكبر أيقونات النادي الكاتالوني، اضطر إلى مغادرة “بلاوغرانا” باكياً مع انتهاء عقده في العام 2021، لعدم قدرة النادي على تحمل تكاليف الاحتفاظ به.
كان المدرب تشافي هيرنانديس يضغط بشدة من أجل عودة بطل العالم، لكن معسكر ميسي أبلغ وسائل الإعلام الإسبانية بعدم تلقيه أي عرض من برشلونة حتى الآن.
قال تشافي لصحيفة “دياريو سبورت” إنه “بالنسبة لي فلا شك في أنه إذا عاد ميسي سوف يساعدنا على المستوى الكروي، وهذا ما أخبرته للرئيس”.
ينتظر برشلونة موافقة رابطة الدوري الإسباني على خطة الجدوى المالية قبل الإنفاق في فترة الانتقالات الصيفية.
وقال رئيس الرابطة خافيير تيباس في أفريل إنه “في الوقت الحالي يبدو من الصعب على ميسي العودة إلى برشلونة. برشلونة ليس مثل باريس سان جيرمان الذي لديه صنبور وقود ومال لدفع راتب كبير”.
ولا تتيح قواعد اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني حالياً لبرشلونة بإنفاق أكثر من 40 في المئة من أي مدّخرات حقّقها من خلال تخفيض الرواتب أو مبيعات اللاعبين، بسبب خسائر النادي.
وحتى لو تمكنوا من توفير دخل جديد كاف للتخلص من قيود الدوري المالية، فإن ما يمكنهم تقديمه لميسي سيكون متواضعاً.
وعلى النقيض من ذلك، ففي أي مكان آخر، سيحصل ميسي على راتب ملكي يصل إلى مئات الملايين.
وقال مصدر مقرب من الصفقة لوكالة فرانس برس في ماي الماضي، إن “البرغوث” لديه اتفاق على الانتقال إلى الدوري السعودي، لينضم إلى غريمه السابق في ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، في المملكة الخليجية.
– مخاطر –
يرغب العديد من مشجعي برشلونة ومدربه تشافي في أن يضيف ميسي خاتمة ضرورية لقصة لم تكتمل بسبب رحيله المفاجئ.
وصل “لا بولغا” إلى برشلونة وهو يبلغ من العمر 13 عاماً وغادر دون وداع مناسب للجماهير الذين كانوا في تلك المرحلة محرومين من الدخول إلى الملاعب بسبب جائحة كورونا.
أظهر ميسي من خلال قيادته الأرجنتين إلى المجد المونديال في قطر عام 2022، أنه ما زال قادراً على تقديم مستوى نخبوي إذا ما وُجد الدافع.
يبقى الأرجنتيني المرشح الأوفر حظاً للفوز بالكرة الذهبية، ولا يزال رائعاً في تحطيم الدفاعات العنيدة، وهو أمر عانى منه برشلونة حتى في طريقه للفوز بالدوري الإسباني هذا الموسم.
ستكون عودة ميسي مكلفة من حيث الأجور، ولكن من دون رسوم انتقال، يمكن أن تمثل قيمة جيدة للنادي المتعطش للنجاح على المدى القصير.
“استعادة” إرث ميسي أمر إيجابي في حد ذاته، فهو يضمن أن ينهي مسيرته الكروية في النادي الذي أمضى فيه عقدين من الزمن.
عودة القصص الخيالية الرومانسية وفرصة إنهاء فصله المجيد في تاريخ النادي مغرية، لكن مع تقدم برشلونة للأمام والتحوّل، قد يكون من الخطأ أن ينظر كل من النادي واللاعب إلى الماضي.
يعتقد البعض أن برشلونة لا ينبغي أن يوجه جزءاً كبيراً من موارده المالية المحدودة نحو عظيم يكبر في السنّ عندما تكون هناك أماكن واضحة يحتاج فيها الفريق إلى التحسين.
قال تشافي إن استبدال لاعب الوسط المخضرم سيرجيو بوسكيتس الذي سيغادر الفريق، هو مفتاح أي نجاح في الموسم المقبل.
يحتاج برشلونة أيضاً إلى خيار أول في مركز الظهير الأيمن، ووجود احتياطي للمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي وجناح أيسر.
يشعر بعض المشجعين بالقلق من أن عودة ميسي قد تلطخ إرثه الرائع في برشلونة وتعيق تقدّم الفريق في الوقت نفسه.
قد يرى ميسي أنه في ما يتعلق بإرثه، هناك الكثير ليخسره أكثر من المكاسب بالعودة إلى برشلونة.
وإذ يستضيف باريس سان جيرمان بطل فرنسا، نادي كليرمون في آخر مباراة بالدوري الفرنسي لهذا الموسم السبت، ومن المرتقب أن يكون مستقبل ميسي مركز الأضواء بعد صافرة النهاية.