أعلن دونالد ترامب السبت أنه سيتم “توقيفه” الثلاثاء داعياً أنصاره إلى التظاهر، وذلك تحسباً لاحتمال توجيه التهمة إليه رسمياً في قضية دفع مبلغ من المال لنجمة أفلام إباحية (بورنو) لشراء صمتها على علاقة تقول إنها أقامتها معه قبل سنوات.
وكتب ترامب في حسابه على منصّته الاجتماعية Truth Social صباح السبت “سيجري توقيف المرشح الجمهوري الرئيسي والرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية الثلاثاء المقبل”.
وفي حال اعتُقل أو حتى وُجّهت إليه اتهامات، فستكون هذه سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة.
ويركّز التحقيق على دفع مبلغ 130 ألف دولار قبل أسابيع من انتخابات العام 2016 لشراء صمت ستورمي دانييلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، بشأن علاقة تقول إنها أقامتها مع ترامب قبل سنوات، الأمر الذي كان سيضرّ بحظوظ المرشّح الرئاسي الذي فاز في تلك الانتخابات.
ورغم أنَّ دفع هذا المبلغ يعتبر بحدّ ذاته قانونياً، إلّا أنّه يطرح مشكلة على اعتبار أنّ مكتب المدعي العام في نيويورك الذي يقود التحقيق، يتعامل معه على أنّه تبرّع خفي في إطار حملة الرئيس، وذلك في انتهاك لقوانين التمويل الانتخابي.
– “سيكون جنونياً” –
وأضاف ترامب المرشّح للانتخابات الرئاسية للعام 2024 في منشور بأحرف كبيرة “تظاهروا! استعيدوا بلادنا!”.
وتُردّد هذه الدعوة صدى الدعوة التي أطلقها في العام 2020 مؤكدا أنّ الانتخابات الرئاسية “سُرقت” منه، لدفع أنصاره للتظاهر في واشنطن في السادس من جانفي 2021. واعتبر الخطاب الذي ألقاه في ذلك الحين مقدّمة للهجوم الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول مقرّ السلطة التشريعية، في حدث شكّل صدمة لأميركا والعالم.
وكتب في تغريدة في 19 ديسمبر 2020 “تظاهرة كبيرة في واشنطن في السادس من جانفي، انضموا إليها، سيكون ذلك جنونياً”، قبل أن يدعو مناصريه في خطاب في اليوم ذاته إلى “القتال بشدة”.
وبعدما تمّ حظره من “تويتر” والشبكات الاجتماعية الأخرى في أعقاب ما اعتُبر تحريضاً على العنف، أعيد ترامب مؤخراً إلى تويتر ويوتيوب وفيسبوك. ونشر الجمعة أولى منشوراته على منصتي فيسبوك ويوتيوب منذ تعليق حساباته قبل عامين.
ولكنّه نشر تصريحاته الأخيرة السبت على منصّته الاجتماعية “تروث سوشال”.
– 130 ألف دولار –
عبر إشارته إلى “تسريبات” من النيابة العامة لولاية نيويورك في منطقة مانهاتن، أضاف الرئيس الأميركي السابق زخماً إلى الإشارات والشائعات التي تتكاثر منذ أيام بشأن صدور لائحة اتهام جنائية محتملة في قضية ستورمي دانييلز من قبل هيئة محلفين كبرى، وهي لجنة من المواطنين تتمتع بسلطات تحقيق واسعة ومسؤولة عن التصديق على لائحة الاتهام -.
وعبر منصّته Truth Social، وصف مكتب المدّعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براغ، وهو قاضٍ منتخب وديموقراطي، بأنّه “فاسد ومسيّس للغاية”.
وبعدما واجه الرئيس الجمهوري السابق (2017-2021) عددا من القضايا القانونية من دون أن يتمّ توجيه اتهامات إليه فيها، فقد يرى هذا التهديد يتحقّق هذه المرة قريباً.
ومحاميه الشخصي السابق مايكل كوهين، الذي أصبح من ألدّ أعدائه، هو المسؤول عن دفع مبلغ 130 ألف دولار إلى كليفورد لشراء صمتها بشأن هذه العلاقة المفترضة مع دونالد ترامب والتي تعود إلى العام 2006.
الأسبوع الماضي، أدلى مايكل كوهين، الذي دين في هذه القضية، بشهادته مرّتين على الأقل أمام هيئة المحلّفين الكبرى في هذا التحقيق.
وترامب، المرشّح للانتخابات الرئاسية للعام 2024، سيشارك السبت المقبل في تجمّع في واكو في تكساس.