تجاهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش الجدل الدائر بشأن والده ليعزز رقمه القياسي بالوصول لنهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس للمرة العاشرة بعد فوزه 7-5 و6-1 و6-2 على الأمريكي تومي بول في قبل النهائي اليوم الجمعة ويحدد موعدا مع اليوناني ستيفانوس تيتيباس في معركة على صدارة التصنيف العالمي بعد غد الأحد.
وحافظ ديوكوفيتش البطل تسع مرات على سجله الرائع في قبل النهائي في ملبورن بارك بفوزه في ملعب رود ليفر في غياب والده.
وفي وقت سابق في الملعب الرئيسي، تغلب تيتيباس على المصنف 18الروسي كارين ختشانوف 7-6 و6-4 و6-7 و6-3 ليصبح أول يوناني يبلغ النهائي في ملبورن التي تضم أكبر جالية يونانية خارج البلد الأوروبي.
وتسبب سرجان ديوكوفيتش في إلهاء لابنه قبل مباراة قبل النهائي بعدما ظهر في مقطع مصور برفقة مشجعين يحملون الأعلام روسيا المحظورة في ملبورن بارك منذ بداية البطولة.
وفي ظل دعوات من السفارة الأوكرانية بأستراليا ومحللين إعلاميين بمنعه من دخول الملعب، رفض سرجان حضور مباراة قبل النهائي وقال إنه أراد منع “إزعاج وإلهاء” ابنه.
ودافع ديوكوفيتش عن والده قائلا إن الجماهير ووسائل الإعلام الروسية استغلت والده وأساءت تفسير المقطع المصور باعتبار أنه بادرة دعم للحرب الروسية في أوكرانيا.
وأبلغ ديوكوفيتش، الذي ترعرع في صربيا خلال الحروب في يوغوسلافيا السابقة، الصحفيين “كما قال والدي في بيان، نحن ضد الحرب، لن ندعم أبدا أي عنف أو أي حرب. نعرف حجم الأثر المدمر (للحروب) على الأسر والناس في أي بلد يخوض حربا”.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن والده من العودة إلى الملعب لحضور النهائي الذي يقام بعد غد الأحد، رغم أن الاتحاد الأسترالي للتنس رفض الرد على سؤال بشأن ما إذا كان سرجان محل ترحاب في النهائي.
وبعدما رحلته السلطات قبل انطلاق البطولة العام الماضي لعدم حصوله على تطعيم ضد فيروس كورونا، وجدت المتاعب طريقها لملاحقة ديوكوفيتش من جديد في ملبورن بارك.
وتعرض ديوكوفيتش لانتقادات بعد توجهه إلى دورة المياه دون إذن من الحكم في الأدوار الأولى من البطولة، قبل أن ينتقد وسائل إعلام للتشكيك في إصابته في عضلات الفخذ الخلفية.
ورفع رجل في المدرجات العلم الأوكراني بينما كان يرسل ديوكوفيتش في اتجاهه أمام بول اليوم الجمعة. وكان ديوكوفيتش في حالة مزاجية سيئة حتى مع تقدمه 5-1 في المجموعة الأولى، حيث دأب على الصياح بالصربية على فريقه المعاون الموجود في المدرجات.
ودخل في مشادة كلامية مع حكم الكرسي بسبب الوقت الذي استغرقه للحصول على منشفة بين النقاط مما أثار صخبا من المشجعين.
وانتهز بول الفرصة وزاد من ضغطه وأدائه المتميز ليكسر إرسال ديوكوفيتش مرتين ويدرك التعادل 5-5 بعد تبادل رائع للضربات بينهما بلغ 30 ضربة.
ورغم أن ذلك كان جيدا لبول، فإن ديوكوفيتش تمكن من الفوز في 14 من آخر 17 شوطا في عودة مذهلة، وذلك بعد 15 عاما من أول ألقابه في أستراليا المفتوحة عندما كان عمره 20 عاما.
ورغم الفوز، فإن ديوكوفيتش قال إن الجلبة التي أثيرت حول والده أثرت عليه.
وقال “بالطبع لا يسرني خوض المنافسات مع كل الأمور التي كان علي التعامل معها العام الماضي وهذا العام في أستراليا”.
وأضاف “لا أريد هذا أو أحتاج إليه. آمل أن يتغاضى الناس عن هذا الأمر وأن يكون بمقدورنا التركيز على التنس”.
وفي وقت سابق، استمتع تيتيباس، الذي خسر ثلاث مرات في الدور قبل النهائي في ملبورن بارك، بفترة ظهيرة ذهبية تحت أشعة الشمس الدافئة حيث فاز بأول مباراة في قبل النهائي في بطولة أستراليا المفتوحة في محاولته الرابعة.
وستكون مباراة الأحد إعادة لنهائي بطولة فرنسا المفتوحة 2021 التي فاز بها ديوكوفيتش بعدما حول تأخره بمجموعتين ليفوز ويفطر قلب اللاعب اليوناني.
والفائز بالنهائي واللقب سيتصدر التصنيف العالمي بدلا من الإسباني كارلوس ألكاراز الذي غاب عن البطولة للإصابة.
وقال تيتيباس “أود اعتلاء صدارة التصنيف. هذه اللحظات التي كنت أعمل بجدية من أجلها، لأتمكن من خوض نهائيات مثل هذه، النهائيات التي لها معنى أكبر من مجرد نهائي بطولة. لذلك فهو نهائي مهم ومحوري.
“أقاتل من أجل تصدر التصنيف العالمي. إنه حلم الطفولة أن احتل صدارة التصنيف العالمي يوما ما، وأنا قريب من ذلك الآن”.
وأضاف تيتيباس “كنت أرغب منذ سنوات طويلة في وضع التنس اليوناني على الخريطة ونجحت أنا وماريا (سكاري) في القيام بعمل مذهل.
“أعلم أن ذلك ربما لا يعني الكثير بالنسبة للأستراليين لأنهم دائما يخرجون لاعبين ولهم نصيبهم العادل من اللاعبين البارزين لكن القدوم من بلد صغير مثل اليونان يجعلني أشعر بالامتنان للوصول لمثل هذه المكانة”.
ويمكن لتيتيباس الاعتماد على مجموعة ضخمة من الجماهير اليونانية لمنافسة جماهيرية ديوكوفيتش الكبيرة من مشجعي صربيا في ملبورن.
ورغم تأثره بثلاثة أخطاء في تحرك القدمين وانتهاك الوقت المحدد للإرسال مرتين، بدا تيتيباس أكثر راحة بعد فوزه بالمجموعة الثانية.
وكسر اللاعب البالغ من العمر 24 عاما إرسال ختشانوف ليتقدم 2-1 في المجموعة الثالثة لكن اللاعب الروسي تعادل بشجاعة 5-5 قبل أن يجبر منافسه على خوض شوط فاصل.
وأطلق تيتيباس ضربتين أماميتين رائعتين من الداخل إلى الخارج لينتزع هتافات الجماهير لكنه أهدر نقطتين للفوز بالمباراة وسمح لختشانوف للفوز بالمجموعة.
واستعاد اللاعب اليوناني قوته في المجموعة الرابعة ليتقدم 3-صفر وأنهى المباراة بشكل رائع.
وفي وقت سابق اليوم، تغلب الثنائي البرازيلي المكون من لويزا ستيفاني ورافائيل ماتوس على الثنائي الهندي المؤلف من سانيا ميرزا وروهان بوبانا 7-6 و6-2 ليتوج بلقب الزوجي المختلط، في اخر مباراة لميرزا في البطولات الأربع الكبرى.
وقالت ميرزا، اللاعبة الهندية الأنجح، “لقد كان شرف لي العودة إلى هنا مرة تلو الاخرى للفوز بالبطولات وخوض بعض المباريات النهائية الرائعة.
“ملعب رود ليفر كان مميزا في حياتي ولم أفكر في ملعب أفضل لأنهي فيه مسيرتي في البطولات الأربع الكبرى”.
وستعتزل ميرزا بعد خوض منافسات بطولة دبي الشهر المقبل.
