رد أرسنال الصاع لغريمه مانشستر يونايتد، الفريق الوحيد الذي أسقط النادي اللندني هذا الموسم، وذلك بفوز قاتل 3-2 بفضل إدي نكيتياه، ما أبقاه متقدماً بفارق خمس نقاط على ملاحقة مانشستر سيتي الفائز بدوره على ولفرهامبتون 3-صفر بفضل ثلاثية النروجي إرلينغ هالاند الأحد في المرحلة 21 من الدوري الإنكليزي.
على “استاد الإمارات”، ثأر أرسنال من يونايتد الذي أسقطه 3-1 في سبتمبر، وخرج منتصراً للمرة السادسة عشرة هذا الموسم بعد مباراة مثيرة تقلبت فيها النتيجة لصالح الفريقين قبل أن يحسمها نكيتياه بهدفه الشخصي الثاني في الدقيقة الأخيرة.
وألحق أرسنال بضيفه الهزيمة الأولى في آخر 11 مباراة ضمن جميع المسابقات، وتحديداً منذ الخسارة أمام أستون فيلا 1-3 في 6 نوفمبر في الدوري قبل أن يحقق بعدها 9 انتصارات على التوالي في سلسلة توقفت الأربعاء على يد كريستال بالاس (1-1) في مباراة مؤجلة من المرحلة السابعة.
وعلق المدرب الإسباني لأرسنال ميكل أرتيتا على الانتصار، قائلاً لشبكة “سكاي سبورتس” إن ما يخالجه هو “العواطف، الكثير من الشغف. لا يمكن أن يكون الأمر أفضل من ذلك، لاسيما الشوط الثاني حيث كان الأداء لا يصدق”.
وتابع “حافظنا على رباطة جأشنا وعلى عزمنا في الوقت ذاته. لم نشعر بالذعر (بعد التخلف). آمنا دائماً أنه بإمكاننا الفوز. أظهرنا السلوك الصحيح في منطقة الجزاء معظم الوقت لكن الكرة رفضت الدخول، لكن لحسن الحظ دخلت في النهاية”.
– “نستحق حيث نحن” –
وعن أفضل بداية موسم لأرسنال في تاريخ الدوري الممتاز، قال “إنه أمر رائع ونستحق حيث نحن بسبب الطريقة التي نلعب بها. لكن هناك الكثير من الأمور التي يمكن تحسينها”.
وجاءت البداية حماسية ونجح يونايتد، الغائب عنه البرازيلي كازيميرو للإيقاف الناجم عن تراكم الإنذارات، في افتتاح التسجيل بعدما افتك الكرة بالضغط من مدافعي أرسنال لتصل الى ماركوس راشفورد الذي تقدم بها قبل أن يطلقها من خارج المنطقة الى يمين الحارس آرون رامسدايل (17).
لكن رد أرسنال جاء سريعاً إثر لعبة جماعية مميزة انتهت بعرضية من السويسري غرانيت تشاكا تابعها نكيتياه برأسه في شباك الحارس الإسباني دافيد دي خيا (24)، مسجلاً ذلك هدفه الثامن عشر في آخر 26 مباراة خاضها كأساسي في جميع المسابقات (قبل أن يضيف التاسع عشر في آخر اللقاء).
وهدأت الوتيرة الى حد كبير لتبقى النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، ثم استهل أرسنال الثاني بأفضل طريقة وبهدف رائع لبوكايو ساكا بتسديدة قوسية أطلقها من خارج المنطقة الى الزاوية الأرضية اليمنى للمرمى (52).
لكن يونايتد رفض الاستسلام وأدرك التعادل سريعاً بواسطة الأرجنتيني ليساندرو مارتينيس الذي استغل كرة فشل رامسدايل في إبعادها من ركلة ركنية، فحولها بطل مونديال قطر برأسه في سقف الشباك (59).
وضغط أرسنال بحثاً عن استعادة التقدم وهدد مرمى دي خيا في أكثر من مناسبة، أبرزها تسديدة لساكا الذي عانده الحظ بعدما ارتدت تسديدته من الدفاع والقائم الأيمن (70).
وحاصر “المدفعجية” ضيوفهم لكنهم عجزوا عن فك الشفرة الدفاعية لفريق المدرب الهولندي إريك تن هاغ رغم الفرص العديدة وأبرزها لنكيتياه الذي اصطدم بتألق دي خيا (84)، ما دفع أرتيتا الى الزج بالوافد الجديد البلجيكي لياندرو تروسار بحثاً عن خطف الفوز.
وتحقق ما أراده الإسباني في الوقت القاتل بعدما توغل الأوكراني أولكسندر زينتشينكو في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية وصلت الى النروجي مارتن أوديغارد الذي سددها، فأكملها نكيتياه بحنكة خلفية بساقه (90).
– رابع ثلاثية لهالاند –
وعلى “استاد الاتحاد”، تألق هالاند بتسجيله ثلاثية الفوز لسيتي على ضيفه ولفرهامبتون.
ويبدو أن حامل اللقب تعافى من الهزيمة التي تعرض لها في دربي مانشستر على أرض يونايتد في المرحلة الماضية، بتحقيقه فوزاً ثانياً توالياً بعد الذي سجله في منتصف الأسبوع ضد توتنهام 4-2 في لقاء مؤجل من المرحلة السابعة.
ويأتي الفوز السادس توالياً لسيتي على ولفرهامبتون قبل استضافة أرسنال الجمعة المقبل في الدور الرابع من مسابقة الكأس، ثم مواجهة توتنهام بعدها بأسبوع في الدوري مجدداً، على أن تكون موقعة 15 الشهر المقبل ضد “المدفعجية” والمؤجلة من المرحلة الثانية عشرة حاسمة جداً في صراع اللقب.
وافتتح هالاند ثلاثيته في الدقيقة 40 بكرة رأسي بعد عرضية من البلجيكي كيفن دي بروين، ثم عزز النتيجة مطلع الشوط الثاني من ركلة جزاء اقتنصها الألماني إيلكاي غوندوغان من البرتغالي نونو نيفيش (50)، قبل أن يكمل الـ”هاتريك” بعد خطأ فادح من الحارس البرتغالي جوزيه سا الذي أهدى الكرة للجزائري رياض محرز فمررها لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني السابق الذي سددها في الشباك (54).
ورفع هالاند بذلك رصيده الى 25 هدفاً في صدارة ترتيب الهدافين، مسجلاً الثلاثية الرابعة له في 19 مباراة خاضها خلال موسمه الأول في الدوري الممتاز، وذلك في انجاز لم يحققه سابقاً أي لاعب، متفوقاً بفارق كبير على وصيفه الهولندي رود فان نيستلروي الذي احتاج الى 65 مباراة ليصل الى أربع ثلاثيات.
وبات هالاند بعد 19 مباراة على بعد ثلاثية واحدة من معادلة الرقم القياسي لأكبر عدد ثلاثيات في موسم واحد في الدوري الممتاز والمسجل باسم ألن شيرر موسم 1995-1996 مع بلاكبيرن روفرز.
وأشاد المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا بهالاند الذي ترك الملعب مباشرة بعد الهدف الثالث، قائلاً “الأرقام مذهلة. يعيش 24 ساعة من أجل مهنته، عمله، شغفه، عشقه. لا يشعر بالقلق إن كانت الأمور تسير على ما يرام أم بشكل سيء. إنه مستقر (في مقاربته النفسية)”.